الفصل الرابع

50 7 0
                                    

عاد وائل الى البيت، بركان من الغضب حمم بركانية تشتعل في صدره لا يكف عن الحركة لا يكف عن التفكير تمنى لو انه في ساحة واسعة لا يوجد احدٌ فيها سواه ويصرخ ويصرخ بأعلى صوته الى ان تتقطع احباله الصوتية او يضرب نفسه بحجارة او اي شيء لا يعلم ماذا يفعل سناء سوف تتزوج حب حياته انفاسه التي تخرج روحه التي تسكن جسده ماذا يفعل؟ يذهب الى ابيها ويحرقه حياً، او يذهب الى بيتها ويخرجها منه ويحرقه هو ومن فيه، او يذهب الى هذا الرجل الذي يريد ان يخطف سناء منه بأمواله يهشم رأسه بأي شي ماذا يفعل!. لم ينم وائل تلك الليلة ولم يذهب الى الكلية وبقي يفكر ماذا يفعل بهذه المصيبة التي نزلت على رأسه، من اين اتى هذا كله كان يفكر قبل مدة انه حين يتخرج اول عمل يقوم به ان يذهب لخطبتها وينتظر التعيين وبعدها يتزوجان ويعيشان حياتهما بسعادة وحب ولكن الان تغير الوضع، سناء تقدم لها خاطب ووالدها سيوافق، بعد التفكير كثيرا، وجد ثلاث حلول. ذهب وائل الى والده عمل له كوب من الشاي وقدمه اليه وجلس عنده،
قال له: - عندي طلب يا ابي
رد عليه: - انت تقلع عيناي وتأخذهما
قال وائل: - سلمة عيناك يا ابي، اريد ان اتزوج.
انصدم الاب من كلام وائل ولكنه حاول ان يخفي صدمته ويحافظ على هدوئه وابتسامته،
قال: -مبارك يأبني انه يوم السعد عندي ومن اخترت ان تخطبها؟
قال: - سناء بنت حجي سعيد
كان ابو وائل يعرف والدها وانه ميسور الحال.
قال ونعم من اخترت، حكى وائل لأبيه الموضوع بالتفصيل كيف تعرف عليها وكيف يحبها وانهما متفقان على الزواج ولكن الان تقدم أحد الى خطبتها واباها سيوافق ويتم الزواج عن قريب.
قال: - ابو وائل أنك لا تحبها.
انصدم من كلامه وقال كيف؟ ،
قال إنك لو تحبها سوف تتمنى لها الخير معك او مع غيرك، انت مازلت طالب في المرحلة الثانية كيف تستطيع ان تعيشها؟! ولو فرضنا ان تسكن معي فهي مثل ابنتي وانا اصرف عليكما هل ستكون راضي انت؟ هل ستكون هي راضية؟ هل ستكون سعيد بهذا؟ هل ستوفر لها مستوى من المعيشة على الاقل بالمستوى الذي تعيشه هي الان؟ .
ظل وائل صامتاً لا يعرف ماذا يحيب، قال له اتركها يأبني وتمنى لها السعادة فالذي خلقها خلق غيرها. تلقى الان وائل اول صفعة ولكنها حقيقة يجب ان يعلمها رغم مرارتها انتهى الحل الاول.
ظل جليس الدار لثلاث ايام لا يخرج لا يذهب الى الكلية الكأبة تملئ حياته لا يكلم أحد ولا يرد على أحد. الحلان الثاني والثالث كانا عبارة عن افكار شيطانية الحل الثاني هو ان تهرب معه ويتزوجان وبعد شهر يعودان ويضعان العائلتان امام الامر الواقع.
اما الحل الشيطاني الثالث، ماذا لو اخذ سناء الى مكان ما واغتصبها! ماذا سوف يحصل ، سوف تركع هي وابوها وعائلتها تحت قدميه وسوف يقبلون بكل ما يقوله لهم وسوف يزوجوها له او يقبلون بالخطوبة والزواج بعد التخرج نعم سوف يغتصبها لكي يضمن بقائها تحت تصرفه ولا تتزوج ويذل اهلها ، جاء موعد اللقاء مع سناء في الحديقة كالعادة جلسا معاً يتحدثان واخبرته ان والدها يضغط عليها للقبول بهذا العريس وانها لا تستطيع ان تتحمل اكثر من هذا وقد نفذت كل الاعذار لديها ، قال لها سناء انا احبك ولا استطيع العيش بدونك ولا اتخيل ان تكوني لشخص اخر غيري فانتي سعادتي وضحكتي وكل ما اتمنى وارغب ، لماذا لا نهرب ونتزوج ونضعهم امام الامر الواقع ؟ .
قالت له بلهجة قاسية وملامح وجهها جادة يعتليها الغضب لم اتوقع هذا منك كيف تفكر بهذا الشكل هل تريدني ان اضع سمعتي وسمعت اهلي في التراب هل تريد ان يتكلم الناس عني بالسوء كيف خطر لك امر كهذا!.
قال لها انسي الموضوع لنتمشى قليلا في الشارع وافقت على المشي بصعوبة لأنهما لم يتعودا على هذا مشيا في الشارع كانت السماء صافية تأتي نسمات هواء باردة تداعب الخدين، لم يبقى سوى الحل الاخير لكن كيف سينفذ هذا الامر ماذا ستكون ردة فعلها؟ لا بالتأكيد ستوافق وستتقبل الامر نعم فهي تحبني وانا احبها سوف تضحي من أجلي نعم ستضحي ، كل هذه الكلمات كانت تشغل عقل وائل طول الطريق ، و بدء يدخلها بأفرع وصلا الى بيت كان نوعا ما معزول لا توجد بيوت امامه قطعتان فارغتان بجانبه و الشارع قليل الناس الذين يمرون بهِ لا يزال البيت قيد البناء، الجدار الامامي غير مبني كما ان الابواب لازالت غير مغلقة .كان ابن صاحب هذا البيت صديقه ويتردد عليه ويعلم ان العمل متوقف حاليا .
اخبرها انه يجب ان يدخل الى البيت ويدخل الى الحمام لقضاء حاجته وانها يجب ان تدخل الى المنزل لا يصح ان تبقى واقفة هكذا في الشارع ، رفضت ذلك وقالت انها تفضل البقاء هنا ، بدأ يقنعها بالدخول وكذلك ليريها تصميم البيت وكيف انه يحلم ان يمتلك هكذا منزل ويعيشا سوياً تحت سقفه .
دخلت معه كان الحمام داخلي في نهاية البيت كان الضوء قليل في الداخل الجدران غير مكتملة البناء والارضية ايضاً ، تغير لون وائل واقترب منها اكثر وبدء يمسك خدها ،قالت ماذا بك يا وائل ؟ ماذا تفعل؟ حضنها بقوة و اسقطها على الارض واقترب من شفتيها وانفاسه تتصاعد اكثر واكثر وهي تتوسل ان يتركها و تدافع عن نفسها لكنه احكم السيطرة عليها وبدأ بتقبيلها في كل مكان في وجهها و بدء ينزل الى رقبتها كالمجنون وهي تصرخ وتضرب وجهه وتحاول ابعاده ولكنه لم يجعل لها اي طريقة للتخلص منه، ونزل الى صدرها، رأى القلادة التي اهداها لها يوم ميلادها وكيف عاهدها على حمايتها هل الذي يفعله الان من اجل حمايتها؟! وفجأة توقف عن كل شيء ونهض كأنه احس بحجم فعلته التي يريد اني يقدم عليها .نهض وائل ووجهه اصفر كأن الدم سحب منهُ ونهضت سناء دموعها لا تتوقف عن السيلان وصفعته على وجهه وقالت له كنت اظن انك فعلا تحبني وتحافظ عليَّ لكن مع الاسف كنت مخطئة ،
همت بالخروج لكن رجعت و نزعت القلادة الفضية ،
وقالت له لقد عاهدتُ نفسي حتى و أن تزوجت سوف احافظ عليها ولا انزعها ولكن يبدو انك لا تستحق هذا توسل اليها ان تسامحه فقد فعل هذا رغماً عنه كان يظن ان بفعلتهِ هذه يستطيع ان يجبر اباها على تأجيل الزواج ، توسل لها ان تسمعه ان تسامحه ان تقدر وضعه . رحلت سناء وبقي وائل مصدوم جالس على الارض ورأسه بين ركبتيه يبكي بكاء الاطفال يبكي على فعلته يبكي على سناء التي رحلت يبكي على حبه الوحيد ندم ندماً كبيرا على فعلته. وهكذا انتهت كل الحلول التي كانت لديه.

القلادة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن