دعنا نعرف الأمر لننقذ أنفسنا

131 29 16
                                    

نظرت إلى جانبي لازالت الورقة مطوية على حالها مددت يدي بتكاسل سحبتها نحوي افتحها محتواها كان ,
لقد أتيت في اللحظة التي كنت بها منكسره
في اللحظة التي كان واضح بها جداً انكساري
ولم أكن قادرة على إخفاء الأمر ,
كنت متعبه في اللحظة التي قررت أن تدخل حياتي , واثارتك شخصيتي الغامضة كنت كعصفور منكسر , لكن انت لم يعجبك مظهر انكساري الممزوج بالكبرياء ,
لم يعجبك كيف اظهر القوة وابتسم رغم اني طائر جريح ,
لم يعجبك حقيقة وجودي ,
اردت ايقاعي بشباكك لكنك انت من وقعت كنت صريحاً  معي ,
عما تود فعله ورغم تعبي كنت استطيع ان ارى أنك تكذب ,
من بين كلماتك وصوتك الهادئ ومكابرتك كنت انت الاخر مكسوراً ,
لا تنكر نحن ندرك مانحن عليه ,
من بين اسألتك أرى إهتمامك ومحاولتك لترى كيف نظرتي بك ,
لكنك حقير جداً لم تأتي على شكل دواء كنت كالبقية جرحاً عميقاً في داخلي ,
أنت تخاف من نفسك فكنت ترغب باخافتي منك , ترغب بتمسكي بك لكني خذلتك ,
لم أملك ذاك الفضول عنك مثلما انت تفعل ,
كنت مهتم بحياتي وأنا كنت ارى الهامش منك فقط , لم نكن متوافقين وبطريقه غريبه نتوافق معاً ,
كنت أعمى عن حاجتي ,
تظن إني أبحث عن الاهتمام والمراعاة لكنك كنت غافلاً ,
رغبتي لم تكن عن حضن يحتضنني ولا كلمه جميلة ولا غزلاً الذي ملت أذناي منه كنت فاقده لـ الإحترام , لكن ثقتك أعمتك عن أن ترى رغبتي الحقيقة ,
كنت حقيراً بشكل مؤذي و مراعياً بشكل مرضي , لكنك فاقد ما ابحث عنه لهذا فقدتك "
الخط خطي لكني لا أذكر لما كتبتها ماسبب وصفي له بالحقير؟
ما الذي فعلته لي لأفقدك مره قبل الآن أضعت بيننا أياماً؟
لا حتماً كآنت شهور على ماكتبته له مالذي فعله لي؟ ما بالي لا أذكر شيء وهو الذي كان كل شيء!!؟
لا أعلم شيئاً ورغبتي بمعرفة كل شيء تقتلني , متى أنا بهذا الضعف!
يالله ما حكمتك!
لما ترغب ان تلعب معي هذه اللعبة!؟
أنا لا اتحمل طاقتي صفراً وقد تجاوزتها
تعبت من تنهيداتي الكثيرة ومحاولة معرفة أسبابك ياالله تعبت من حكمتك الغير معروفه عندي
تعبت من حكمتك التي أجهلها
تعبت مما تبنيه لي وتخبئه للمستقبل
تعبت من تحمل الصدمات ,
لمَ تزيد وجع قلبي يالله!؟
الهذه الدرجة أهون عليك يالله الهذه الدرجة حياتي لا شيء!؟
أكانت قصص أمي وجدتي ومن حولي عنك كذباً!! بأنك تستمع لقلبي وتعرف ما ارغب حتى من دون أن أنطق بكلمة ,
أأنت موجود وتسمعني أم كآنت هذه خدعة آخرى لاخافتي عندمآ كنت صغيرة وأنا صدقتها وأمنت بوجودك!!؟
أستعاقبني إن أحرقت روحي وعتقتها من حكمتك؟ لا أعلم يالله لمَ ألومك أنا من أخترت أن أكون هكذا لكنك أنت من صغت لي الطريق ,
اكتفيت من العتاب فحملت جسدي الهزيل اترنح به مددت يدي لعلبة الدواء على الرف
اه هذه الحبوب ستقتلني
لم أتوقع أن تكون طريقة موتي كلاسيكية هكذا ضحكت على نفسي باستهزاء متعب مليئ بالقهر فتحت العلبة ووضعت في فمي ماسقط على يدي من حبوب قد تجاوزت الست حبات
ارجعتها على الرف باهمال وتحركت نحو الحمام
وأنا أخلع ثيابي عني قطعه قطعه
تحركت ببطئ وكأني اتحرر من ساحة المعركة المقامة بي
من كآبتي
ومزاجيتي
وعنادي الذي يزعجك
والأهم اتحرر من نفسي العقيمة
أصبحت الآن في حوض الاستحمام والمياة باردة
كم اكرهها عندمآ تكون بتلك البرودة
لكني كنت أرغب بتعذيب نفسي
تنفسي عنيف ودقات قلبي لا أعلم كيف أصفها لكنها لا تطاق هذآ ما أعلمه.
آه كم أشتاق عندما كانا صغارا كم كنا أبرياء
عندمآ ندفن الطائر ونقيم له جنازة والعزاء ونعلن الحداد وعندمآ تنادينا امي لأنها حضرت لنا الغداء ننسى حزننا ونتسابق من سيصل اولاً ليحصل على الحصة الأكبر من الطعام كم كنا أبرياء
ما الذي تغير فينا؟
ما الذي جعلنا على هذه الحال ما حكمتك؟
تثير عجزي عن فهمك!
قواي خارت لم أستطع فعل شيء
حواسي لا أشعر بها انهكت فيما فيه الكفاية
نفسي أصبح أبطأ من المعتاد عيناي افتحها واغلقها ابتسمت بتعب قد زارني طيفه لكن هذه المره بحلته المحببة لقلبي اقترب مني أغمضت عيناي قبلني على رأسي فتحتهما تلاشى من أمامي وتلاشيت معه بطريقة لن نكون بها معاً لم نكتب لا بهذه الحياة ولا بغيرها ,
عجزي بك هو من أوقعني ,
عجزي بك هو من سلب المنطق ,
عجزي بك سلبني مني ,
هذه كانت طريقتك لترد بها إنتقامك
أن لا نلتقي لا هنا ولا في بعد آخر ,
هذه كانت طريقتك وهذه كانت حكمتك وهذه كانت نتيجة أفعالي.

‏لعل الهلاك هو قدرنا ، وليس لدينا ، لدى أيٍ منا ، أي أمل ، ولكن , إذا كان الأمر كذلك دعونا نطلق صرخةً أخيرةً معذبة ؛ عواء مريعاً ، صرخة تحدً ّ، صيحةَ حربٍ.
‏[هنري ميللر / مدار السرطان]

النهاية

🎉 لقد انتهيت من قراءة " لِقاْء مَا بَعدِ ألمَوِتْ " 🎉
" لِقاْء مَا بَعدِ ألمَوِتْ "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن