هل يستطيع المرء أن يغفر

224 39 14
                                    

دلفت الى منزلها بعد انتهاء جنازة عشيقها
والتي كانت طوال فترة جنازته جامدة
لا تستوعب كيف اضحى مالك مابين احشاء قفصها الصدري تحت التراب
حاولت والدتها اخذها معها او ان تأتي اليها
لكنها رفضت أن تتواجد مع احدا
ارادت الانفراد بذكرياته معها في منزلهما
وعندما دلفت لبيتهما اول ماهاجم انفها
هو رائحة عطرة التي دائما ماتسرق منها
وتجعلة يغضب ثم تراضيه
اتت هذة الذكرى وجعلتها تبتسم بانكسار
اغمضت عينيها تحاول التماسك
دخلت الى غرفتهما ودمعه يتيمه سقطت من عينيها رات صورتهما معا التي كانت كقطين مشاكسين حملتها بين يديها شهقت ولم تعد تستطع حبس شهقاتها التي بدأت تتمرد
وضعت يدها على فمها تمنع من تعالي شهقاتها
لانها تعلم لو كان هنا لجن جنونه وهو يحاول تهدئتها لم تسيطر على نفسها فسقطت على الارض ومعها سقطت تلك الصورة مما ادى الى تحطيم زجاج الموضوع عليها
كورت نفسها عليها وهي ارتجفت بينها وبين نفسها ثم مسحت دموعها ووقفت تريد الخروج لكنها وقفت في المنتصف وهي تبكي
صبت غضبها على الاشياء التي في الغرفه والتي نالت كفايتها من التحطيم وهي تصرخ
" اللعنه اللعنه عليك وعلي وعلينا كيف تجرؤ ؟
اين وعدك لي ؟
اين كلامك المعسول على انك لن تتركني ؟
الم تقل انك حتى لو مت ستاخذني معك !
اين انانيتك بي وغيرتك ؟
اكنت تكذب ؟ انت كاذب"
سقطت على الارض واسندت نفسها على الجدار ورفعت ساقيها الى حضنها وهي تردد بخوف وخفوت ببكاء
" انت كاذب كاذب كاذب لماذا كذبت انا احبك لماذا فعلت هذا ؟
اذا كانت هذا احدى مزحاتك السخيفة ساسامحك عليها ولن اوبخك واغضب منك فقط عد ! "
تعالت شهقاتها وهي تقول
" عد ولن ازعجك برمي القمامه عد وساقوم بما تريدة عد وساغرقك قبلاً وكم اني احبك واني لا اكتفي بك فقط عد"
نامت على تلك الارض الصلبة وهي تردد
" عد وساسامحك على كل شي "

مر الشهران
وهي تائهة على ذلك الوضع المزري
تاخذ حبوب منومة
حتى يتمكن النوم من زيارة عيناها قسراً
قررت أن تلم شتات نفسها وتقف لديها اعمال تراكمت وواجبات اهملتها واناس ابتعدت عنهم
خطت خطواتها البطيئة نحو الحمام تجردت من ذاتها وعزمت ان تخلق شخصأً جديداً ستعيش من اجلها ومن أجله
خرجت من الحمام بعدما استحمت رأت ان الكثير من اللوحات لم يتم إنهائها وغير التي عندها في المشغل دلفت الى المطبخ تعد قهوتها المعتادة وهي واقفه بجانب العداد
شعرت بيدان تحاوط خصرها ثم بحركه بطيئة نحو يديها ورأسه في عنقها جرت انفاسها بتثاقل مما يحدث اعاد يديه على خصرها وقبل عنقها عده قبلات كانت كالمواساة حزينه ويائسه هامساً
"اسف"
عده مرات
" اشتقت لكِ ... كوني قوية ... فتاتي القوية"
كانت تحاول كبح نفسها عن البكاء والالتفات لترى من يطوق خصرها رغم انها تعلم ان هذا صوته دمعه خائنه نزلت من محجر عينيها وهي تكابر وتحاول التماسك وعندما ارادت الالتفات لتشبع عينيها من رؤيته حتى لو كان وهماً صرخت باعلى صوتها وسقط كوب القهوة من مكانه لم ترى ملامح المحبوب الذي لطالما احبتها رأت شخصاً اخراً ذا ملامح مفحمه وثياب محرقه
"اتاها من موته"
كما اسمتها تكورت على نفسها على أرضية المطبخ وهي تصرخ وشهقات بكائها تعالت رددت بهمس
" لمَ عدت يا وجع قلبي لمَ عدت ؟ ....
لمَ عندما قررت تخطيك طيفك يزورني بحلته المهلكه ؟"
...
نامت على سريرها بعدما اخذت حبه المنوم
اصبحت عيناها مثقلة وهي تنظر الى النافذة
من على سريرها لتزورها طيف ذكرى عندما كانت غاضبه منه وقفت تغلق ستائر النافذة اتى من خلفها حظنها قائلا
" الا زلتي غاضبه مني ؟"
لا رد منها تنفس مثقلا على عنقها بالقرب من اذنها فابتعدت عنه ابت ان تضعف معه هذه المرة اتى خلفها اعتذر منها عده مرات وهو ممسك بها في وسط الغرفة عندما لاحظ سكونها تقدم اكثر منها مقبلا كتفها ثم سقط الشال الذي كانت تتدافىء به ثم قطعه قطعه من ملابسها وانتهت بليله متعبه .....
ا

غلقت عين لتذكرها هذه الذكرى بتثاقل مبتسمه ثم فتحت عينيها لتراه ممد بحلته المحترقه امامها قائلا
" اشتقتي الي فانتازيا ؟"
لتفزع وتصرخ وتقع من على السرير لم تنهض لترى اكان مجرد وهما اختلقه عقلها ام انه واقع بقت ممده على الارض ترتجف حاظنه نفسها وادى مفعول المنوم مهمته لتغرق في كوابيسها عنه ...
في الصباح
بجسد منهك وعقلا متعب فتحت عينيها لتنهض فاعلة روتينها اليومي انتهت من كل شيء ناظرة حولها قبل ان تهم بالذهاب الى مشغلها دلفت الى المشغل واول ماقابلها هي اللوحه الغير منتهيه بسببه تنظر اليها بينما تخلع جاكيتها وتضع اغراضها على الرف لوحه ليله النجوم لفان كوخ شريط محادثه اعاد
"مالذي يعجبك بهذه الوحه انكِ تقومين برسمها مرات عده"
" انها لوحه ليله النجوم لفان كوخ"
"وإذا"
"أنت غبي..... هذه الوحة رسمها الفنان الإنطباعي الهولندي فينسنت فان غوخ من خارج نافذة غرفته في المصح في عام 1889 م وكانت عن ليل مدينة سان ريمي دو بروفنس على الرغم من أنه رسمها في النهار وأن كل مارسمه هو من ذاكرته عن تلك الليلة التي رآها وتعد من اشهر لوحاته وسبب شهرتها هو اختلاف المحللين في معناها، بعضهم ذهب أنها مشبعة بالكآبة، وأخرون رأوا أنها تفيض حيوية ونشاط وأمل. فان جوخ لم يذكرها سوى مرتين في كتاباته بشكل عابر، وترك للناس خيار تحليل ما تعنيه "
همهم لها

" لِقاْء مَا بَعدِ ألمَوِتْ "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن