اشباح من عمق الماضي

الفصل الاول

   في احد الغابات الموجودة في بريطانيا ، وتحديدا في بلدة نيو فيل  ؛ يوجد منزل

    قديم لو لمحه احد المارة لحسب انه قد ترك من قبل صاحبه منذ زمن بعيد  

   لكننا اذا تعمقنا في غرفه سنجد ان بطل روايتنا يعيش فيه وحيدا ، محاطا بعزلته

منذ ان ترك عمله في صفوف الحرص الملكي قبل ثلاث سنوات بسبب الحادثة

التي قلبت حياته رأسا على عقب نتيجة قراره المتهور الذي لازال نادما عليه رغم 

انه قرر ان ينساه ، لكن للاسف فان خطايا الانسان تتبعه بقية حياته سواء قبلها   كجزء من حياته او ابى ان يتعايش معها .

مع اشراق شمس يوم الاثنين الذي يصادف بداية شهر مايو خرج صديقنا ذو الشعر

الاسود والعينان الرماديتان الحادتان ليتوجه نحو المدينة اخيرا  من اجل شراء

بعض الاغراض ربما لوازم الحلاقة وبعض من الطعام ، ولما وصل الى هناك تفاجئ

بموكب الحاكم  الذي يمقته ؛ ربما بسبب تلك الحادثة فللحاكم الحالي  يد في موت صديقه العزيز 

بينما كان ذلك الشاب الذي يحمل عينان رماديتان اللتان ورث لونهما من اعين

والده يمشي في شوارع المدينة بعدما تعكر مزاجه عندما شاهد موكب الحاكم

التقى بشخص لم يكن يتمنى ان يراه لاسيما وان مزاجه سيئ؛ فرمقه هذا الشاب ذو الاعين

العسلية والشعر الاسود بنظرة استهزاء قائلا "يو ، لم ارك منذ مدة طويلة ويليام

. فبادله ويليام نفس النظرة وقد اجبر نفسه على الرد عليه " وانت كذلك ، بيرنالد "

تقدم بيرنالد خطوة من صديقه الذي لم يره منذ مدة   بينما سأله " هل مازلت تعيش في ذلك البيت

الذي يبدو كأنه منزل للاشباح "

ويليام بكل برودة وكأنه لا يريد ان يتحدث لأحد.طيلة حياته المتبقية : " نعم ، فالعيش في ذلك المكان ارحم من البقاء في هذه

المدينة المليئة بالاشخاص المزعجين " -

لم يعجب بيرنالد هذا الجواب فصرخ في وجه صاحبه والنزعاج باد على محياه " امازلت تفتقده

بعد كل هذه المدة ، الا يمكنك نسيانه فحسب ! "

" اذا لم يكن لديك المزيد لتقوله سأنصرف اولا " - اردف بطل قصتنا بعد ان وجه وجهه

الى الجهة الاخرى و شعره الاسود يغطي عيناه -

بعدما تقدم  ويليام بضعة خطوات  امسكه بيرنالد من يده وهو يقول " اوي ، اتريد ان تهرب مرة اخرى ،

اتريد ان تعيش بقية حياتك بعيدا عن باقي الناس ، الا تهتم بمشاعر اهلك واصدقائك؟ اجبني ويليام ؛ تحدث معي! "