كنت مترددة بشأن نشر فصل آخر ختامي ثمّ غيرت رأيي فقط لأهمية بعض التفاصيل. 💞
..الحرب الكورية هي حرب أهلية بين الشمال والجنوب دامت ثلاث سنوات بين عامي 1950-1953 وتدخّلت فيها أطراف مثل الصين بجانب كوريا الشمالية والولايات المتحدة بجانب كوريا الجنوبية.
تسببت الحرب بفرار الكثيرين بين الشمال والجنوب كما أدّت إلى الهجرة نحو الخارج مثل أمريكا وروسيا والصين.ولا تزال النزاعات الحدودية قائمة بينهما.
وأنوّه إلى أنني لم ألتزم تمامًا بالأحداث التاريخية عن تلك الفترة، ونقلت أقسى صورة ممكنة.
فمعظم المهاجرين إلى الولايات المتحدة كانوا أطفالًا فقدوا ذويهم وتمّ تبنيهم من قبل جنود أمريكيين أو زوجات للجنود الكوريين الذين راحوا ضحية الحرب ولم أستطع التأكد ما إن كان هنالك عائلات قد نزحت أو ما إن كانت أعدادهم كبيره، لكنّني بشكلٍ خاص رغبت بإظهار هذا الجانب من الغربة بالتحدّث عن معاناة طفل هو جزء من عائلة مهجّرة.فالحرب هي أكبر عدو تجرد الصغار من معاني الطفولة البريئة، تراهم يتحدّثون عن المآسي والدمار بدل الألعاب والمرح.. تفقد الأعياد بالنسبة لهم أهميتها.. والاستماع لحديثهم لوحدهِ يشعرك بالرغبة في البكاء على ما قاسوهُ في عمرٍ صغير.
وبعدها، القصة خصّت بالذكر التنمّر بسبب الانتماء والعرق، مرض العنصرية المقرف الذي لا زال يُمارس بضراوة تجاه كلّ الأعراق والأجناس..
ولا يقتصر على العنصرية اللفظية، بل على التفرقة في التعامل وسلب الحقوق والظلم.
وسواء كان الضحية طفلًا أو شابًا فذلك لا يغيّر من نتيجة قبح الفعل أو يهوّنه.
وفي حين يمكن للكبار أن يتفهّموا، فإن للأطفال روحًا رقيقة وهشة، ولا يمكنك ببساطة أن تشرح له بأنّ ما يعانيه طبيعي وكل مغترب يعاني منه، لأنه لا يفهم السبب الذي يجعلهُ مختلفًا، مفهوم الانتماء لديه مختلف.
كما أنّ هنالك تفصيل -لعلّه لم يفتكم- سأعيد ذكرهُ هنا لأهميته. أقتبسه من الفصل الثاني: «يتباهى أحدهم بسرد كلامٍ حفظهُ عن والدهِ حول الأضرار التي لحقت ببلدهم بعد توافدِ اللاجئين..»
أحببت أن أنوّه هنا إلى أن الأطفال لا يفقهون التمييز بالفطرة، وإنّما هو نتيجة تصرّف ذويهم، فمن الطبيعي حين يسمع فتى صغير كلامًا من والدهِ سيعيدهُ لظنّه أنه عظيم. لذا احذروا من تدنيس الصغار بخطاياكم، رجاءً..
وختامًا أودّ القول بأنني أهدي الكتاب لكلّ الأطفال والشباب الذين عاشوا تجربة مشابهة..
ولكلّ مغترب يعاني من الأمرّين.وأحب أن أخص بالذكر منهم من كان سببًا في إلقائي الضوء على هذا الموضوع، وأشعرني بأهمية التوعية له؛
وائل السعود، الطّفل الحسّاس، الذي انتحر شنقًا على باب مقبرة، عن عمر يناهز التسع سنوات بسبب العنصرية والإقصاء. وأتمنّى أن الله منحهُ الجنّة لترقد بها روحهُ البريئة بسلام.
وهنالك الكثير من القصص المأساوية والموجعة ولعلّ بعضها لم يرَ النّور..
فللأسف القائمة متجدّدة وتطول ما دام مرض العنصرية متفشّيًا..
وشكرًا لقرائتكم❤️
أنت تقرأ
أزِف الرّحيل
Short Storyبين أحناء الضلوعِ له خافقٌ ملتاع، وعينان من لهفةٍ لا تنام. لعطفها عائزٌ حتّى النخاع ويذيقهُ علقمًا فوق غربتهِ الأنام. الغلاف من صنع الجميلة: Nuwrstn💕