1

6.2K 205 71
                                    

نظر للاوراق بين يديه ثم لها

شابة بالخامسة  والعشرين حسب ما كتب على هذه الاوراق التي يحتضنها ملف باسمها

‏ بقامة فارعة ،ترفع شعرها الاسود متوسط الطول في شكل ذيل حصان تتحرك عيناها البنية كفنجان القهوة في ارجاء المكتب بملل حاولت اخفائه ولكنها لم تفلح فهي تقف منذ عشر دقائق على كل حال  اهدابها الطويلة الكثيفة تلتقي عشرات المرات في الثانية ما يدل على نعاسها انف كسلة السيف بخدود باهتة     كبشرتها البيضاء وشفاه مكتنزة  بلون وردي محمر

تدلت قلادة فضية  بمجسم صغير لسلحفاة على نحرها ، ترتدي سترة بيضاء فتح زرها الاول اي انها اما غير ملتزمة او عفوية لا تحب ان يتم خنقها رجح الاحتمال الثاني فرغم الملل البادي من حركة عينيها  الا انها تقف كجندي بذراعان شبكا خلف ظهرها

اعاد نظره لما بين يديه وهو يعيد قرائتها بتمعن

جميلة ولبقة في الكلام رغم انها لم تنبس ببنت شفة منذ دخلت ولكن صديقه شكرها كثيرا وذلك لم يكن من عادته لذى قَبِلَ ان يلقي نظرة عليها وربما يقبلها كسكرتيرة له
أولا لانه لا يملك واحدة ثانيا لانه وفي الاونة الاخيرة كثرت اشغاله فبات يحتاج لواحده

‏ واخيرا هذه الفتاة تتكلم لغات عدة اغلبها لا يجيدها اي انها ستساعده في سفره

اعاد نظره لها  ليجدها تزم شفتيها ناظرة لركن في  المكتب بتركيز شديد قبل ان تلتفت بسرعة له  ليجفل قليلا ولكنه لم يظهر لتسأل وهي تشير لذاك الركن _يوجد كاميرا هناك
رفع حاجباه ببرود _اعلم

تصاعدالدم  لوجنتاه لتقول بحرج وهي تضع يدها على مؤخرة رأسها _اعتذر ،اكملت بنبرة خافتة بعض الشيئ،فقط لاحظتها ففكرت ربما وضعها احدهم للتجسس او شيئ من هذا القبيل

اعادت يدها خلف ظهرها وهي تنظر لموضع قدميها لاعنة تفكيرها ذاك

اما هو فلا ينكر انه اعجب بدقة ملاحظتها وتركيزها وقف وضعا يداه على المكتب لتظهر قامته الطويلة بجسم رياضي غير مبالغ به كي لا يصبح كتلة من العضلات المتنقلة

قال ببروده المعتاد _حسنا انسة دافني تم قبولك واتمنى ان تأتي غدا عند الثامنة لاخبارك تماما عن ما ستفعلينه ونمضي العقد ابتسمت ثم صافحته شاكرة وغادرت

ليتجه هو للركن الذي اشارت اليه منذ قليل ، هناك  وضعت كاميرا صغيرة  باللون الاسود على مزهرية فسيفساء حيث من شبه المستحيل ملاحظتها  وهي للتجسس حقا

توجد اشباهها في كل ركن من كل مكتب بالشركة وكلها  متصلة باحد حواسبه في المنزل في حال حصل شيئ فهو لا يعتمد فقط على كاميرات المراقبة التقليدية الموزعة في اماكن يمكن ملاحظتها بسهولة والتي من الممكن ان تتعطل او يتم تعطيلها عمدا لا احد يعرف عنها غيره.... والان الكاتبة الجديدة
*******
في جهتها هي ركبت سيارتها متجهة لشقتها لتنال يومها الحر الاخير فهي ستتقيد بالعمل من الغد فصاعدا

هوية جديدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن