اللعبة - The Game

87 11 2
                                    

" مبحبش أسميه مجال.. بحب أسميه اللعبة، وكل لاعب فيها ليه نقطة نهاية.. وبعد ما يوصلها بيتدمر.. بينهار زي بيت الورق.. ورقة.. ورقة.. و بوف! مبقاش موجود أصلًا.
أنا وصلت لنقطة نهايتي من زمان.. بس أنا مكمل..
متخافش، الموضوع بسيط.. شكة دبوس وهتشوف أسوأ كوابيسك..
الفكرة كلها في الفكرة نفسها، بتبدأ صغيرة ومش ملحوظة.. وتكبر.. تكبر.. تكبر.. لحد ما تلاقي نفسك غرقان فيها وإنت مش واخد بالك..
يلا نبدأ..
أنا إيكاروس، ودي لعبتي الصغيرة.. "
-----
أنا عبدالعزيز، طالب في كلية الطب.. مش مهم تعرف أي حاجة عني غير إسمي، واللي هقوله ليك..
البداية كانت في ٢٠٣٠، يعني من حوالي خمس سنين.. لما كنت بعمل بحث عن تأثير عقاقير المخدرات على المخ، وبالأخص مخدر مش هقول إسمه..
المخدر ده بيشتغل على جزء صغير أوي من المخ.. منطقة إسمها بروكا، المنطقة دي هي المسؤولة عن الكلام..
المخدر بيبدأ يشتغل في المنطقة دي، ويخلي المتعاطي يقول كلام يضحكه بدون إرادة منه..
وبحكم إني طالب في كلية طب عرفت إن العقار ده مدخلش مصر ومفيش أي أخبار عنه في البلد هنا..
نسيت الموضوع.. ونمت.
----
بعد ما اتخرجت بسنتين، اشتغلت في مجال العقاقير الطبية في شركة محترمة، المرتب كان كويس والوقت مكانش كبير.. وبدأت أفكر إزاي أستغل الوقت الفاضي اللي عندي..
كان موجود معايا في المكتب شخصين، صالح و طه.. ناس لطيفة والشغل معاهم مكانش مُتعِب.. أنا حتى كنت بقدم ليهم كل يوم كوباية عصير..
طه كلمني في يوم عن مشكلة في حياته الشخصية، وبدأت أفكر معاه في حل ليها.. ومشي طه بعد ما وصلنا لحل كويس.
بس الغريب إن صالح برضه كلمني بعدها بيومين في نفس المشكلة.. وقولتله نفس الحل.. ومشي.
تغاضيت عن الموضوع وخصوصًا إن المشكلة مكانتش خاصة وممكن تحصل لأي حد..
بس الأغرب.. واللي بدأ يخوفني إن صالح كلمني بعد أسبوع، وقالي إنه لقى حل لمشكلتي..
- مشكلة إيه يا صالح؟
= المشكلة اللي كلمتني عنها من خمس أيام..
ومن كتر ما أنا مستغرب، كملت معاه على أساس إني فاهم..
= بص يا عبدالعزيز، هي الدنيا كده.. غالب ومغلوب، وإنت كان لازم تعمل اللي إنت عملته وإلا كنت هتموت.. وطه هيعرف يتكفل بالموضوع..
ومتقلقش، الموضوع بسيط.
قررت إني أنهي كلامي معاه، وبدأت أحاول أفتكر إيه المشكلة اللي كانت هتموتني لولا الحاجة اللي أنا عملتها..
مفتكرتش، وقررت إني أنسى الموضوع كليًا.
-----
بعدها بأسبوع، صالح مات..
منعرفش إزاي، كل اللي وصلنا إنهم عرفوا إنه مات بطريقة بشعة.. وصلنا كلام عن أطراف متقطعة ومنحوت على جثته كلمة اللعبة.. وإن تليفونه كان بيرن على رقم غريب متسجل بإسم مزيف..
طه كان مصدوم.. وساب الشغل يومها ومشي باستعجال واضطريت أشيل شغله..
منكرش إني كنت زعلان.. بس كنت مستغرب من اللي حصل.. وافتكرت المشكلة اللي أنا كنت حاكيها ليه ونسيتها..
الله يرحمه.
-----
بعد وفاة صالح بيومين، طه كلمني.. وقالي خد بالك من نفسك.. أنا خايف عليك وعلى نفسي.
مكنتش فاهم يقصد إيه، بس طمنته وخليته ينام كويس ومش قلقان.
-----
طه اختفى..
مبيجيش الشغل، تليفونه مقفول، شقته مفيش فيها حد..
بس لقوا ورقة مكتوب عليها كلمة واحدة..
" اللعبة لازم تكمل.. "
-----
زوجة صالح جت الشغل، طالبت بمعاش زوجها والشركة ماطلتها وفي الآخر رفضت الطلب بحجة شبهة انتحار زوجها..
جاتلي تعيط، قدمتلها كوباية عصير وبعدها هي كلمتني عن قد إيه صالح كان انسان كويس ومهتم بشغله وعمره ما يخون حد..
هديتها، وقولتلها إن كل واحد هياخد حقه في الآخر..
-----
تم اتهام طه بجريمة قتل صالح.. بعد ما لقوا بصماته في موقع الجريمة وعلى جثته.. وبعد ما أنا شهدت باستعجاله لما مشي من المكتب يوم وفاة صالح..
طه لسه مختفي، والبوليس بيدور عليه..
-----
فهمتني يا طه؟
فهمت إنك في المكان المناسب دلوقتي؟
إنت اللي حليت مشكلتي يا طه، إنت اللي عرفتني إني عندي إنفصام في الشخصية وكنت هموت بسبب الجانب التاني من شخصيتي..
أنا اللي قدمتلكم المخدر كل يوم في العصير.. أنا اللي لعبت في المادة الكيميائية بتاعته عشان تحكولي أدق أسراركم.. أنا اللي قتلت صالح لإنه عرف سري وكان هيقوله.. وإنت مشيت يومها لإن صالح كان قايلك إن فيه حد بيهدده وهو ميعرفش مين..
دلوقتي إنت عرفت يا طه.. عرفت اللي جوايا زي ما صالح عرف.. وده ميصحش..
أنا مكنتش عايز حاجة غير إني أسمعكم بتحكولي.. كانت لعبتي الصغيرة إني أعرفكم وبس.. بس إنتم اللي خليتوني أعمل كده..
بس، بس.. اهدى خالص.. متقلقش.
الموضوع كله شكة دبوس بجرعة زيادة.. وهتحكيلي على كل حاجة..
وساعتها، هتموت يا طه.. ومحدش هيعرف يعني إيه اللعبة.
#The_Game

المتاهة | The Mazeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن