_إلى فرانسيغا عند الساعة صفر.
دارت عيناه في مدار أفكاره التائهة، يبحث عن مخرجًا لتلك العسرة التي وُضع فيها
_إنها...
كلماتٌ كان سيبوح بها، لكن كان ل فيليا رأي آخر!
_إنها مدينة لم يذكرها التاريخ فهجرت ما يسمى بالزمان، صحيح؟
اتسع بؤبؤ عيناه متعجبًا.. متسائلًا في باطن نفسه. كيف عرفت؟ ومن أين لها بهذا؟.
دقائق مرت نسيَّ فيها أندرية كيفية الكلام، للتتابع فيليا بدورها كلامها: كنت تريد أم تصنع كذبة، لكن أجبرتك الحقيقة بقذفها صحيح؟.ابتسمت ابتسامة هادئة في نهاية كلامها لذلك الذي أصبح كضخرة ضالة في الصحراء. أخرجت فيليا زجاجتان من عصير التوت، قدمت احداهما لأندرية، تجرعها أندرية على مرةٍ واحدة ليشعر بإنتعاشِ يسري بطول جسده.
_شكرًا.. لكِ
اردف كلماته بهدوء اندمج مع توتره الملحوظ لتلك التي كانت تراقب تحركاته المرتعشة، شعرت فيليا بشفقة عليه وقليلًا من الغضب من نفسها عن ما فعلته.
_اعتذر عمَّا بدرَ مني، فعلتي لم تكن على صواب.
_لا بأس، سأوصلك إلى المنزل.
اختصر كلماته الأخيرة في هدوء، و محاولة يائسة في استعادة هَيْبَته وثقته بنفسه التي فقدها في ثوانٍ معدودة.
_متى تنوي الذهاب إلى تلك الفرانسيغا؟
قطعة نبرتها الأنثوية أعزوفة الأنفاس المتضاربة بألحان الوجوم المريعة، لكن لم تتلقى الرد من المعني الذي صوَّب معظم اهتمامه للطريق والقليل لسؤالها الذي قرر تجاهله.
_لا اقصد التطفل.. عذرًا.
_غدًا.إقتصر إجابته بكلمة واحدة، علَّها تشفي سؤالها لكن..
_كيف تقول غدًا وفرانسيغا لا تعترف بأي زمان؟
_لم اتعمد النسيان.. سأسافر بالقطار إذن!بعد ان انهى كلماته، تعالت صوت ضحكات فيليا إلى مسامعه مباشرة مما جعله متحير من تصرفاتها.
لم يبادلها ضحكاتها، أو حتى سألها عن سبب تلك الضحكة المفاجئ، لأنها أجابت بالفعل: كنت أمزح معك، لقد حدثتك بالزمن عندما سألتك "متى تنوي الذهاب؟".كان الصمت ملاذهم طوال الطريق، فكلًا منهما في عالمهما يسبح.
بعد نصف ساعة وصلا إلى المنزل بسلام، لكن أندرية لم يكلف عناء نفسه للالتفات لها._لا تخبري جورج عن فرانسيغا.
قبل أن تترجل من السيارة اوقفها صوته الواثق والذي كان مناقضًا بما داخله.
_ظننت أخي يعلم أيضًا عنها!
_لا يعلم شيء.. طابت ليلتك.أردف كلماته الاخيرة بإختصار، ختمها بإبتسامة صغيرة فوق ثغرة والتي سرعان ما اختفت من سؤال فيليا والذي كان لم يكن في حسبانه
أنت تقرأ
فرانسيغا
Actionأنا متاهة محاطة بالأشواك، أنا الجحيم الذي طمع في النعيم، أنا تلك التي بدون اسم. ومن انت؟ أنا فرانسيغا #قصة_نظيفة #هدف_سامي