ألم اخبرك ان بضع خطوات فقط تفصلك عن الحقيقة؟. لا تخف يمكنك انقاذ نفسك من الحقيقة واكمال طريقك، لكن اسرع!.
بين الإدراك والحمق، تقف هي في منتصف تلك المساحة السحيقة، تتأمل حمقها وتحرك ادراج إدراكها إلى اللاشيء.
سؤالٌ يتردد في ذهنها، يصدر صوت طبول الأفكار المزعجة، ورماد نتج عن فتات ذهنها يتبختر بكل هدوء مميت بداخلها. "كيف لم تعرفا فرانسيغا؟" اردفت بتساؤل لهما، لكن نظراتهما المتسائلة لبعضهما أخذت تصافح نظراتها بتبادل التساؤلات لتردف ساره بإبتسامة متوترة بسبب تعدد استفاهماتها "عزيزتي، حقًا لم..." قاطعتها فيليا بصراخها المرتجف "اصمتِ. " اقتربت منها سريعًا لمساندتها قبل أن تتهاوى، لكن فيليا دفعتها بقوة ونظرات تلألأ منها الخوف والغضب قائلة بتحذير "إياكِ ولمسي، أفهمتي؟" نظرات متسائلة و نظرات خائفة متبادلة فيما يبنهما والذي قطعها صوت الآخر الذي كان يراقبهم مردفًا بحده وغضب: "لا يحق لكِ الصراخ" انتظر ثوانٍ قليلة يجمع بها انفاسه ليقول بهمس خافت يكاد يسمع: "على أختي" صوته المتقطع خرج بوتيرة متعبة جعلت من الأخرى تركض إليه بسرعة، متفحصة إياه بقلق مردفة: "جورج، لا عليك حسنًا.. فقط اهدأ" أخذت ترتبت على ظهره بخفة، مع كلمات مواسية بقصد تهدأته، وكل هذا كان أمام المراقبة في صمت، تحاول استنتاج ما به. شعرت بأسف مجهول عليه وكأنها السبب في صعوبة التقاط أنفاسه فهمست بخفوت يكاد يسمع: "أسفه" استطاعت الأخرى سماعها لتنظر لها بحدة مبهمه بالنسبة للاخرى التي تجاهلتها واكملت كلامها: "كيف يمكنني مساعدته؟" انتظرت ثوانٍ قليلة، ثم شعرت بخطوات الأخرى متجهة إليها فرفعت نظرها، لتقابل تلك النظرات الغاضبة "أذهبِ فيليا، لا أريد فعل شيء أندم عليه لاحقًا.. هذه أكبر مساعدة ستقدميها وسأكون شاكرة" أردفت بحدة وتحذير وختمت كلامها بإبتسامة غاضبة لها، لكن الأخرى كانت في عالم آخر صنعته من نسيج الأسئلة، و تهاوت معه على أرض الاستفهامات. كيف عرفت اسمها؟ هي لم تخبرها به بعد!. سؤالٌ هاوشه سؤال ويا ليت الإجابة تدخلت لتخفيف الحدة بينهما.. بل قررت الإنتظار إلى أن يحين موعدها أو ربما.. إلى أن يتهالكها الأسئلة، فحينها ستقرر الظهور وهي على فراش الموت تحتضر.
تجاهلت فيليا كل تلك الأسئلة، لأن هذا لم يكن وقته في سؤالها، أو ربما لم يكن وقته في استنذاف جهدها بأسئلة أخرى لا اجابة لها..
أعطيت ظهرها للواقفه، معلنة عن ذهابها لكن فضولها كان أقوى من أن تذهب بدون معرفة ولو إجابة واحدة تريحها ولو قليلًا، التفت للتي لازالت واقفة، تراقب ما يحدث حولها..
"عذرًا!" أردفت فيليا بهدوء جعلت من الآخرى تستفيق من شرودها، ووجهت نظراتها إليها بقصد أن تكمل، شعرت فيليا بقليل من التوتر والتردد لا تعلم إذا كان ما تفعله صحيحًا أم لا.. لكن هي خطوة ستتخذها كما ان فرانسيغا ليست بذلك السوء مهما كانت ظروفها.. ربما!.
اعتزمت أمرها، وتابعت كلامها بكل ثقه وثبات: "من ماذا يعاني جورج؟" فيليا كانت على يقين تام انها ستتجاهل سؤالها، لكن كان لساره رأي آخر في مخالفتها، لتستجيب لسؤالها بكل هدوء مظلم مطمس بالتعاسة: "لديه مرض يسمى بالرئة الانسدادي المزمن" التمست فيليا حزنها من كلماتها المختصرة، لكن داهمها التعجب والتساؤل كيف في فرانسيغا؟.
لم تتطرق لهذا السؤال بالرغم من أهميته بالنسبة لها، لكن قررت التضحية بسؤال آخر متسائلة: "أعذريني، لكن لمَّ؟.." كانت ستكمل سؤالها لتشبع فضولها أيضًا من مدينة فرانسيغا التي كانت أشبه بحلم وجنة النعيم، لكن يبدو انها جنة زينها الجحيم!.
زفرت الأخرى أنفاسها بقوة، وكأنها كانت تسترجع ماضٍ حزين لازالت تحاول إغلاقه، وقبل أن تدير ظهرها للأخرى، رمت عليها إجابة جعلت من عقل الاخرى يصنع أسئلة آخرى: "بسبب حريق أفتعل في أحد مباني المجمع السكني" تحدثت فيليا سريعاً بسؤال مباغت في محاولة لتكذيب ما اقتحم عقلها: "أين؟" وقفت الأخرى من مكانها وأغمضت عيناها، تحاول كبح غضبها من كثرة أسئلتها وكأنها سائحة في مدينة ما، التفت لها وقالت بوتيرة وهدوء وكأنها تحفظ طفل درس في مادة الرياضيات: " كندا، مدينة ألبرتا.. منذ خمسة اشهر أي بتاريخ ٦/٣/٢٠١٨ تحديدًا يوم الثلاثاء، حدث حريق في الضفة الغربية من المجمع السكني، توفى جميع ضحاياها وعاش ١٠.. اتمنى أن تكون الإجابة شافيه واعذريني سأذهب إلى أخي فهو وحده" كانت ستذهب لكنها تذكرت شيء آخر لتلف لها مجددا فأكملت وابتسامة جميلة ارتسمت على محياها: "سررت بمعرفتك فيليا"..
يبدو كما توقعت جنة زينها الجحيم، أم ان الجحيم أحب الجنة؟، لحظة قالت كندا..
" اعتذر فرانسيغا على سوء ظني بك.. فيليا".______________
هل نال إعجابكم؟
لا تنسوا وضع نجمة:))قراءة ممتعة
يتبع...
أنت تقرأ
فرانسيغا
Actionأنا متاهة محاطة بالأشواك، أنا الجحيم الذي طمع في النعيم، أنا تلك التي بدون اسم. ومن انت؟ أنا فرانسيغا #قصة_نظيفة #هدف_سامي