المفاجأة

11.4K 63 0
                                    

الخداع ، زينتك و ما مساحيق التجميل تجعلك تصدقين أنك جميلة ، رفعك لصوتك على أبيك و أمك يجعلك تحس بالرجولة التي تفتقد إليها بين أقرانك ، محاولتك السيطرة على كل المتواجدات هنا بطريقة غير مهذبة و عن طريق استخدامك لألفاظ غير لائقة يجعلك تصدق فعلا أنك شخص سادي ، إنها أمثلة عن الخداع الذي يتجلى في مظاهر اخرى كشخص يتظاهر بالنبل و الحكمة لكنه لا يعدو كونه ذئبا مفترسا خبيرا في قتل كل نعاج القطيع الذي يخطط للإطاحة به ، لذلك احذروا نن الذئاب البشرية خصوصا التي نجدها في عالمنا ، عالم "السادية " ولا تجعلوهم يتمكنون من خداعكم بسهولة، ولا تخدعوا أنفسكم بإقناعها بما لا يتماشى مع الحقيقة رغم إدراككم لذلك...

بعض الصمت يخيم على مكان جلوس مازن و فرح في المطعم ، صمت كانت جملة واحدة تدور في رأس فرح طوال فترته و هي :" دخول المطعم لن يكون كخروجه و ليحصل ما سيحصل " ، قطع الدكتور مازن الصمت و بدأ يكلمها في مختلف المواضيع في شتى المجالات ليلقى منها تجاوبا كبيرا و ثقافة معتبرة جعلت الحديث و النقاش القائم بينهما ممتعا فعلا لينسي فرح بعض القلق و الضغط الذي تحس به و ربما الترقب و الخوف أيضا ، ليفتح بعدها الدكتور موضوعا مهما حول اساسيات الحياة و الثواب و العقاب و ضرورة حدوثهما بشكل دوري خلال حياتنا اليومية مهما كبرنا في السن فلا علاقة لأساسيات الحياة بالسن كما شدد على ضرورة أن يكون العقاب موازيا لحجم الخطأ لا يبتعد احدهما عن المسار الموازي للثاني ليكون هناك تناغم و توافق بين الخطأ و جزائه ، فمن سرق تقطع يده إلا في ما ندر فهناك من يمكن أن نغفر لهم و نسامحهم إن عرفنا الدوافع فإن عرف السبب بطل العجب لكن هناك أخطاء لا تنطبق عليها هاته القوانين الشاذة كالقتل فمن قتل يقتل ، و التلميذ الذي رسب يضرب و العاملة التي أخطأت يخصم من راتبها و ربما تضرب ، قالها و هو يضحك واقفا مخبرا اياها بأنه سيحضر دوائه من السيارة ليترك فرح سارحة في خيالها تتذكر كل ما قاله و تركز بالأخص على ما قيل بالأخير ! نعم بالفعل أنه كما توقعت لكنه أذكى مما توقعت فقد أدخلني في صلب الموضوع بدون أن أشعر ، قادها خيالها لترسم صورة بين عينيها مفادها أن الدكتور مازن يتفنن الآن في رسم لوحته الفنية الجميلة المتقنة على جسدها ، و لم ينهي أحلامها سوى عودة الدكتور مجددا و جلوسه ليصل الأكل مباشرة و يباشرا تناوله في هدوء ، ليسألها بعدها :" هل الدكتورة فضولية عادة ؟ "

فضولية ! لا ، لماذا هذا السؤال ؟

ههههه ، لا إذا من كان يراقبني و أنا مع تلك المريضة العنيدة

إحمر وجه الدكتورة فرح و لم تعرف كيف تجيب ، ليتكلم الدكتور مجددا قائلا :" أظنك يا دكتورة صاحبة الاستدعاء اليوم و ليس العكس و بالتالي فلتخبريني بسبب دعوتك لي لهذا اللقاء"

أنا ، يعني ، في الحقيقة ... تعددت الكلمات لكن جعمها و محاولة ربطها مع بعضها قد بائت بالفشل لأن كل ما كانن فرح تقوله كان غير مفهوما ، إلا أن استجمعت قواها و شجاعتها قائلة :" هل تعلم بما جرى بيني و بين تلك الطالبة "

#كبرياء_خاضعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن