قبل مئات السنين ، في تلك البقعة التي تسمى * جزيرة المشاعر * تلك الجزيرة التي تجتمع فيها كل انواع المشاعر ، تحديداً عند ذلك البيت الجميل حيث عاشت فيه " الصداقة & السعادة " معاً ، كانتا تتقاسمان كل شيئ مع بعضهما ، في يوم من الأيام خرجت السعادة من ذلك البيت الجميل بعد تناولها للإفطار مع الصداقة ، حيث ذهبت لـ تلتقي مع صديقاتها الأخريات : الحب، الوقت،الغرور، و غيرها ، بقيت معهن طوال اليوم و نسيت أن الصداقة كانت بإنتظارها ، استمتعت بوقتها كثيراً و تناولت الطعام معهن و بعد ساعات قد عادت الى البيت و وجدت الصداقة نائمة ، فالصداقة ذهبت للنوم لأنها مللت من انتظار السعادة ، في صباح اليوم التالي استيقظت الصداقة مبكراً و أخذت تجهز للفطور لتتناوله مع السعادة كالمعتاد و بعد نصف ساعة كان الفطور جاهزاً فقد جهزته الصداقة بكل سعادة و حب كعادتها لأنها تحب الوقت الذي تقضيه مع السعادة ، و بعد دقائق خرجت السعادة من غرفتها على غير عادتها فقد كانت متأنقة و مستعدة للخروج و خرجت مباشرة حتى انها لم تلقي التحية على الصداقة ، لم تقل الصداقة أي كلمة فقط كانت تحاول اقناع نفسها من الداخل أنها ربما نسيت أو أنها متأخرة على موعدها ، استمرت الايام على هذه الحال ، خروج السعادة مبكراً و دون تناول الفطور مع الصداقة و تعود ليلاً و لا تهتم للصداقة ، كانت الصداقة تنتظرها يومياً متألمة و تحاول وضع مبررات لـ تغير السعادة المفاجئ ، بكل قلب متؤلم و ابتسامة مزيفة ، بأنها اشتاقت لصديقاتها و تريد قضاء المزيد من الوقت برفقتهن ، في يوم من الأيام ذهبت السعادة الى غرفة الصداقة و دعتها لـ تخرج معها و مع صديقاتها ، فـ وافقت الصداقة بكل سرور ، في صباح اليوم التالي تجهزت الصداقة بكل أناقة و حب و سعادة و خرجت السعادة من غرفتها و اخبرت الصداقة أنه لآ داعي لـ ذهابها معها و خرجت من البيت ، أخذت الصداقة تبكي فقد تعبت من تغير السعادة و معاملتها الفظة معها ، فقررت الخروج قليلاً للترفيه عن نفسها إلى المطعم الذي اعتادت الذهاب اليه مع السعادة سابقاً ، و لكن المفاجأة كانت أن السعادة و صديقاتها ، كانوا جالسين يضحكون و يتناولون الطعام بكل سعادة و حب و خصوصاً السعادة التي كان ظاهر عليها مدى سعادتها ، فأدركت الصداقة أن السعادة لم تعد بحاجتها بعد الآن ، فهي تمتلك أجمل الأصدقاء في حياتها ، قررت ترك البيت و حزمت أمتعتها و خرجت تاركة رسالة ، عادت السعادة الى البيت في وقت متأخر من الليل ، و أخذت تنادي على السعادة و لكن لا يوجد استجابة ، لاحظت وجود الرسالة فأخذتها لـ تقرأها :
عزيزتي السعادة : عشت معك أجمل الأيام و لن أنساها عندما كنا سعيدتين و نضحك و نتناول الطعام معاً ، لا أعلم سبب تغيرك المفاجئ و اهمالك لي ، أنا آسف إن ازعجتك يوماً ، أحبك أيتها السعادة 💜 .
أغلقت السعادة الرسالة و أخذت بالبكاء ، أجل كانت تعلم أنها تغيرت عليها و لم تعد تهتم لها لكنها اهملت الموضوع و كأنه لا شيئ ، مرت الأيام و افتقدت السعادة الصداقة و افتقدت كل أيامها معها و ابتسامتها و معاملتها الجميلة لها ، بحثت عنها و لكن بلا جدوى و أدركت حينها أنها قد خسرتها ، ذهبت للتنزه فـ وجدتها هناك فـ أسرعت إليها و أخذت تبكي و تعتذر لها فـ ابتسمت السعادة و حضنتها و سامحتها و قررت العودة معها إلى ذلك البيت الجميل الشاهد على كل لحظاتهما معاً 💙 .
ان يكون هناك شخصان تربط بينهما صداقة و لكن تلك الصداقة تفتقر للسعادة عندها لن يكون هناك أي معنى لتلك الصداقة ...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
