1

677 44 76
                                    

مذكّرات جيون ، بياض الثّلج قطفت الورد بدل قضم التفاح

تلك الليلَة ارتحلتُ بين الأبنية
أخلف بتلات كلّما سألت الوردة بيدي
هل سأكون يومًا سعيدا ؟
نعم ، لا
لا

كنتُ أسيرُ بدماءٍ تسيل
عينان منتفخان ، حافي القدمين
كدماتٌ شتّى شوّهت بياضِي
أنا بياض الثّلج بقصّتي
بدل أن أموت بالسّم عشتُ و تعاشيت بالسم
فكان الوجع أقسى

كنتُ أموت ، أبيعُ ثلاث ورداتٍ سرقتها من نافذة إمرأة.

ورد .. ورد .. ورد ، من يشتري وردة أو يقايضها رغيف خبز ؟ وردة مقابل ضمادة ، جراحي تؤلمني ، وردة مقابل مشرط فحَياتي ما عادت تهمّني

واحدةٌ ذبلت
الثانية دُعست
والثالثة أخبرتني أنني لا أستحق السعادة وتوفّت

كنت في الرابعة ، وحيدٌ ومهمّش
أتجول بملابس رّثة أوشكت أن تتمزق
فأكون عارٍ مجرّد حتى من ذاتِه

وإن سُئلت من أكون ، سيُخبِرهم أنّني بائع الورد اليتيم ، لستُ الباخع المريض .

-

لندن , 1815

التحمَ الصياح والتوسلاَت علّ الصّوتَ يبلغ السّقف ويهدمَه قمَّة باعث الأماني الدنيئَة ، إبليسٌ نال دورَ إنسان بمسرحيّةٍ شوّهت اسمَ الملاك .

" كم مرة أخبرتُك أن الخروج بلا إذن ممنوع !؟ غبت النهار بطوله وهذه عقوبتك " تلفّظ الموشك أن يجيش من الحنق .

أفرجَ ذاك البجباجُ عن سوطِه فيسقي الصّغير رعبًا كاد يبعج لبّه.

" آسف...آسف..آسف ، جونغ كوك يعتذر "

تبعزقَ أسفهُ وانفسحَ قد نحرهُ مدير الملجأ لمّا بسط السوط السّميك وحط ظهر اليتيم ، التهى بالاستدماع متكوّرًا أرضا فيسقِيه وجعا عظيمًا خلّف ما قد يجاورُ الصغير حياتَه ولا يتلاشى من كدمات .

تمكث ببُقعتِه جمادًا لا يهتزّ جسمانه إلاّ إثر الضّرب ، امتزجت عبراتهُ ودماءٌ انعتقت من جبهَته بعدما أعلاه يجذبه من شعرِه فيرميه بقسوةٍ لكنّه ما جاسر إفشاء رنين نواحه حينها.ابتلعهُ الصمات كما استرطتهُ الغياهب .

قيّدته سلاسلٌ لإطار النافذة العاليةِ ثمّ تُرك بالعلية وحيدًا يجالسُ ألم الجروح ، زاد لسعها لمّا استند للحائط بجلسته .

اقتحمَ مرآه نورٌ باهتٌ تسلل تحت الباب ، عقبه ضحكاتُ أطفال الميتم وخطواتهم تبتعد فتسترجعُ العتمة عرشها وتفرضُ هيمنتها ، حتى النافذة قد سيّجها المدير يحرم المعاقبين لذّة إبصار الضّوء.

بيت يطلّ على البحر | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن