two

15 4 1
                                    

أحست بخوف لم تشعر به من قبل ... الرغبة في الموت فقط ما كانت تفكر به
حمل حقيبتها ليلقي بها على الأرض لتتبعثر كتبها وبقية أغراضها على الارضية ... لم تبدي أي رد فعل سوى أنها اخفضت نفسها على الارض وبدأت بجمع أغراضها المبعثرة هنا وهناك حررت بعض الدموع بعد هذه الاهانة التي تعرضت لها للتو
أرادت أن تبدو قوية أمام الجميع ولكن انتهى بها المطاف تجلس القرفصاء على الارض وتجمع ما كانت تحويه حقيبتها
ضرب المعلم بعصاه بعد أن أحس بتمادي جونغكوك قليلا " جونغكوك ألا تعل ..."
رمقه بنظرات جعلت من المعلم يزدرد ريقه من شدة الخوف فكما يبدو أنه سيطرد اليوم من وظيفته ويتشرد في شوارع سيؤول
أعاد الضرب بعصاه بعد أن رتب كلماته بانتظام " أيتها الفتاة ألا تعلمين أن هذا المكان لطالبنا العزيز جونغكوك "
التفت بنظره إلى المعلم ليبتسم له برضا ثم جلس على مقعده ولم ينبس بأي كلمة فالسكوت علامة الرضا
نقل المعلم نظره الى مين آه ثم أشار اليها بالجلوس بجانب جونغكوك " اجلسي هنا مؤقتا الى ان نجد لكي مكانا غير هذا "
بدأ المعلم بشرح الدرس لينسجم معه بقية الطلاب إلا واحدة من بين الجميع كانت قد جلست بتوتر بجانبه وهي تمسك تنورتها المدرسية بشده ولكنها احست بدوار في رأسها بعد ان لمحته بطرف عينها ينظر لها بخبث ... اول شيء استطاعت التفكير به أن جونغكوك سيكشف امرها امام الجميع فلقد رآها مرتان وهي توصل له الطلبات فلابد أنه يتذكر ملامحها جيدا
خرجت من دوامة افكارها بعد ان اقترب منها قليلا ثم نبس " لم ينتهي الأمر هنا وحسب يا فتاة التوصيل "
أحست بالاهانة ولكنها تصرفت كما لو انها لم تسمع شيء
°°°°°°
في وقت الاستراحة ذهبت لتملأ معدتها بالطعام
اتجهت الى غرفة الطعام لتمسكت بالصينية وملأتها من جميع الأنواع ثم جلست في طاولة لا احد يجلس عليها
بعد مرور بعض الوقت أتى شاب وجلس في المقعد المقابل لها ... يبدو في غاية الوسامة لذلك انجذبت له تماما " مرحبا أدعى كيم تايهيونغ ويمكنكي مناداتي بتايهيونغ فقط " مد يده ليصافحها
احمرت وجنتيها ثم صافحته " ادعى مين آه تشرفت بمعرفتك "
" ألم تري شابا وسيما من قبل ؟
أعلم أنني في غاية الوس....."
قهقهت بضحة ساخرة مما قد سمعته لتوها " اوه هل تسمي نفسك وسيما ... انظر الى شعرك المموج كيف يبدو هل تسمي هذه وسامة ؟ " هي لم تعلم لماذا تفوهت بهذا الهراء الذي لا يمد للواقع بأي صله
بعد فترة من الصمت كسرت هذا الحاجز بقولها " أنا آسفة تايهيونغ "
" لا بأس ولكن بصدق ألا أبدو في غاية الجمال ... انظري كيف ان جميع الفتيات ينظرن إلي " همهم بينما يعدل طريقة جلوسه
نظرت إلى الفتيات لتجد نصفهن يحدق بتايهيونغ والنصف الآخر يحدق بالشاب الذي يجلس على الطاولة المقابلة لهم ولكنها لم تستطع التعرف عليه لانه كان يدير ظهره ناحيتها ، انقبض قلبها لوهلة ولكنها لم تعرف سبب ذلك
رفعت يديها لتصنع علامة الاستسلام " صحيح أنك وسيم ولكن فقط نصف الفتيات ينظرن اليك أما النصف الاخر فينظرن إلى الشاب الذي يجلس في الطاولة المقابلة لنا "
أشاح بنظره إليه ثم عاد ينظر إليها " لنكن أكثر صدقا فنصفهن معجب بي والآخر بجونغكوك "
توسعت حدقتها " اذا هذا الفتى هو جونغكوك "
هز رأسه استجابة لما قالته
استطاعت تصديق ما سمعته بعد ان نظرت الى جونغكوك بها ... أحست بالخوف فهي تعلم تماما من يسكن في هذا المنزل ولكنها ترجلت وواست نفسها ببعض الكلمات " صحيح ما العيب في أنني فقيرة "
هي لا تريد ان يعلم والدها بأن الشخص الذي في ذلك المنزل في مدرستها
°°°°°°
وصلت إلى المنزل ثم وقفت خلف الباب حائرة ماذا تفعل
ولكنها اتخذت قرارها في طرق الباب
طرقت الباب ليفتحه جونغكوك ... ناولته طلبه ثم شرعت بالعودة ولكنها أحست به يجرها داخل المنزل بقبضته وهو يمسك معصمها بقوة
ثبتها على الحائط بينما يحاصرها بكلتا يديه
" ماذا تفعل ... ان لم تتركني سأصرخ بأعلى صوتي " حاولت تهديده بتلك الكلمات ولكن ذلك لم يجدي نفعا فلقد ازداد اصرارا على موقفه
وضع اصبعه السبابة على فمها " سأتكلم واذا قاطعتِني سأنشر الاخبار عنكِ في المدرسة "
ازاحت اصبعه بيدها بعد ان احست بنضبضات قلبها تنبض بعنف" جونغكوك ... سأصرخ وستأتي خادمة لإنقاذي ان لم تفلتني "
قهقه بأعلى صوته ثم اقترب منها اكثر " لقد اعطيت جميع الخدم عطلة لمدة يومين "
امتلأت عيناها بالدموع بعد أن أدركت أنها برفقة هذا المختل ولا أحد يستطيع مساعدتها أو سماعها
" ارجوك دعنا نصفي حساباتنا بعد ان تبتعد عني "
ازاح يديه ثم اشار لها بالجلوس على الاريكة
جلست تنتظر عودته بعد ان غادر هذه الغرفة
امسكت هاتفها لتفتح على سجل المكالمات ثم اتصلت بوالدها " مرحبا أبي "
"لماذا تأخرتي يا فتاة "
" لقد التقيت بصديقتي في طريق العودة وسأتأخر قليلا "
" حسنا وداعا "
" وداعا والدي " همهمت بينما تغلق الخط
ضربت رأسها بعد ان اغلقت الخط فهي لا تدري لماذا كذبت على والدها
" اوومو يبدو انك جيدة في الكذب على الآخرين لم يمضي على لقائي بك سوى بضعت أيام وها انت تكذبين مرتين " جلس على الاريكة المقابلة لها يمسك كأس يحتسي منه
قهقهت بضحة ساخرة " ماذا تريد مني ولماذا احضرتني الى هنا
" اريد ان نصفي حساباتنا قبل ان تطردي من المدرسة واحضرتك الى هنا لتوصلي لي الطعام يا فتاة التوصيل "
" الا تمتلك ادنى درجات الرحمة في قلبك
فأنت ترى اني من عائلة فقيرة وبالكاد استطعت دخول هذه المدرسة وها انت تريد طردي " أشاحت بنظرها بعيدا عنه تصب كامل اهتمامها على اللوحة المعلقة بجانب الساعة
احس بمدى الأسى في قلبها بينما كانت تتحدث بتلك الكلمات ... ازدرد ريقه ثم تنهد ليردف " سأنهي الأمر بسرعة ... سأوافق على ان تبقي في هذه المدرسة ولكن بشرط ان لا يعلم والدي بكونك من عائلة فقيرة " اتبع كلامه بنبرة اعتلاها التكبر والغرور " ألا ترين أن قلبي يشفق على الفقراء أمثالك "
أحست بالاهانه لما سمعته للتو ولكنها فضلت السكوت على افتعال المشاكل " أشكرك سيد جونغكوك " ما ان انهت جملتها التفتت الى يد جونغكوك تدقق النظر في ساعته التي لطالما حلمت في امتلاك واحدة مثلها
" انها ساعة تقوم بحساب الخطوات ودقات القلب واذا كانت نبضات قلبي سريعة فانها تصدر صوت لتنبهني بذلك واتوقف عن ممارسة التمارين او الركض كما انها تجري الاتصالات وغيرها من الاشياء ، لننسى الامر فأنت لن تفهمي الأشياء التي تخص الأغنياء " نظر الى ساعته ثم عاود النظر اليها كأنها شخص منبوذ
استرسلت في الحديث معه ووجدت المتعة في ذلك ، صوته العذب أكثر ما جذبها به ، بالرغم من انها سمعت فقط الاهانة منه الا انها احبت ان تكمل الحديث ، تنحنحت قليلا ثم تساءلت " هل لي بسؤال "
" ماذا تريدين "
" لماذا ذلك المكان في الصف مخصص لك ؟ " احست بنبضات قلبها العنيفة بعد ان جحظها بنظرات كادت تخترقها بحديتها " ألا ترين انك تماديتي معي ؟ "
" انا آسفة جونغكوك " انحنت له ثم اتجهت الى الباب الرئيسي قاصدة العودة الى منزلها بعد ان خرجت مطمئنة بأنه لن يفضح أمرها
رفعت شعرها كذيل الحصان ثم وضعت الخوذة على رأسها وركبت الدراجة وقامت بتشغيل المحرك ، انتظرت ثوان معدودة ثم انطلقت
كان ذلك في غاية الاثارة من ناحية جونغكوك الذي راقبها من النافذة ، اصدرت الساعة صوتا لتقطع حبل افكاره
اتسعت حدقتيه لينظر الى تنبيه ضربات قلبه الذي يشير الى سرعتها وعدم انتظامها
امسك الساعة ليخلعها من معصمه ويرمبها في سلة المهملات ثم لعق شفتيه قبل ان يردف " لم تفارق هذه الساعة يدي منذ اربع سنوات ولكن اتى اليوم الذي تعطلت فيه ولم تعد صالحة للاستخدام "
ارتمى على الاريكة يحدق بالسقف بضجر ولكنه انتصب بسرعة ثم بدأ يدور في الغرفة يصنع دوائر عشوائية فيها بينما يردد " كيف ستعود وحدها في منتصف الليل ؟ ماذا ان اتى أحدهم وحاول مضايقتها ؟ "
اتجه الى المطبخ ليمسك بدوائه وملأ كأسا بالماء ، تناول دواءه وذهب للنوم فكما يبدو له انه اصيب بالجنون
°°°°°°
نظرت الى الشخص الذي يجلس بجانبها باستغراب
فقد كان بالامس في غاية الوسامة ولكن ما الذي حدث له بعد ان غادرت منزله ليصبح بهذا المنظر
هالات سوداء تحيط عينيه ، اكتست علامات الشحوب وجهه ليصبح مائل الى الأصفر
" ما الذي حصل لك عندما عدت الى منزلي لتصبح بهذا الشكل ؟ " تساءلت بينما آثار القلق واضحة على وجهها
" لقد كنت احل واجب الرياضيات ولم استطع النوم " نقل نظره اليها ليتبع كلامه " سأنام قليلا وعندما يأتي المعلم ايقظيني " مد يده ليريح رأسه عليها ثم ادار وجهه عن مين آه ليغط في نوم عميق فور ان وضع رأسه على يده
احدهم حجب عنها الرؤية واضعا يديه على عينيها
تحسست اليدين لتتعرف على الشخص
ازاحت يديه بعد أن عرفت هويته " تايهيونغ ، صحيح ؟"
" انت ماهرة في التعرف على الأشخاص " همهم بعد ان جلس على درجها
اتكأت على يدها ثم تمتمت " لم الاحظ وجودك معنا في الصف "
" اليوم عيد ميلادي ، ما رأيك ان تأتي لحضورها "
" لا اعلم ان سمح والدي بذلك ولكن اكتب لي العنوان على ورقة "
دخل المعلم الصف وسط ضوضاء الطلاب ، هدء الجميع فورا
أما مين آه فكان دورها ان تيقظ جونغكوك
بعد معاناة طويلة استيقظ جونغكوك اخيرا من نومه
" حسنا ايها الطلاب سنقوم بالتفتيش على واجب الرياضيات "
فتحت الدفتر وبدأت بحل الواجب عساها تنهيه قبل ان يأتي المعلم
احدهم سحب الدفتر من على درجها
رفعت رأسها لتبصر المعلم
" اذهبي الى المكتبة واقرأي الكتاب الذي تريدين ثم لخصيه وستقومي بتسليمه لي غدا ولكن شرط ان يكون من قسم التاريخ " اشار بيده ناحيت الباب

دخلت المكتبة لتجدها فارغة لا يوجد بها احد غيرها
اتجهت الى قسم التاريخ ، امسكت كتابا ثم اتخذت مكانها بجانب النافذة ، فتحت الكتاب بقلة حيلة
ابصرت كلماته التي لم تفهم معناها

نقلت نظرها باتجاه الباب بعد ان سمعت صوت دخول احدهم
توسعت حدقتيها ثم شهقت لتغطي فاهها " جونغكوك ؟ ، ألم تقل انك سهرت طوال الليل تحل واجب الرياضيات "
" لقد كذبت عليك ، لا أحد يكون صادقا طوال الوقت " همهم غير مباليا يتفقد كتب التاريخ حتى وجد كتابا راق له بسبب صغر حجمه
جلس على كرسي كان يتوسط المكتبة ثم شرع بفتح الكتاب ليتفقد كلماته ويبدأ بالتلخيص
قاطعت حبل افكاره بقولها " اذا ماذا كنت تفعل ليلة امس ؟ "
ضرب بالكتاب على الطاولة " الا ترين انك تتدخلين في امور لا تخصك "

" آسفة جونغكوك " انحنت له ثم عادت تكمل قراءتها للكتاب 

_ بعد مرور ٣ ساعات _

" لقد انتهيت من تلخيص كتابي ، اتمنى لك حظا موفقا " 

اتسعت عيناها لأنها لم تر الساعة في يد جونغكوك " اين ذهبت الساعة التي كانت في يدك ؟ "

ضرب بيده على الطاولة ثم وقف واتجه ناحيتها ثم اردف بعد ان انعدمت المسافة بينهما " هل تعلمين لماذا لم انم ليلة امس ؟ "

تسارعت نبضات قلبها حتى اصبحت لا تشعر بها " مالذي تفعله جونغكوك " 

توسعت حدقتيه ثم فرق شفتيه ليخرج بعض الكلمات " هل تريدين ان تعلمي لماذا ؟ "

استطاعت ان تسمع نبضات قلبه لشدة قربه منها " حسنا اريد ان ... " 

" لقد كنت افكر بك طوال الليل " 




_________________________

ان شاء الله يكون عجبكم البارت ❤

سي يو في البارت الجاي 😍

باااااااي 🐥














سيد القصرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن