#الفصل_الأول

202 10 12
                                    

تسربت خيوط  الشمس من الستائر وصولًا إلى الغرفة معلنة قدوم النهار، تململت في نومتها وهي تفتح عينيها بهدوء استعداداً للأستيقاظ، أستيقاظ؟! قالتها في نفسها بسخريه، اي أستيقاظ هذا وهي لم تنم سوى بعض سويعات من الليل نوم متقطع، كانت عاجزه عن أمر عقلها بالتوقف عن التفكير، لكنها اليوم اتخذت قرار وستنهي الأمر اليوم، تملصت من بين زراعيه بخفه حتى لا توقظه، ألقت نظره خاطفة علي ملامحه النائمة تبدلت لتأمل مزدان ببسمة علي ثغرها،
همست بصوت منخفض مشاكسه: جتك القرف في حلاوتك

هبت واقفه متجهه اللي المرحاض تبدأ يومها بحمام بارد يهدئ من روع أعصابها المتوتره، خرجت تؤدي صلاتها تناجي فيها ربها أن يقف جوارها، ولم تنسى الدعاء له ابدًا فالدعاء له بمثابة فريضه لم ولن تنساها ابدًا، انتهت من صلاتها، اتجهت تجهز فطور قبل أن تغادر ووضعته علي سفره المطبخ مرفقه برسالة صباحية منها،
بدلت ملابسها البيتية ببنطال مريح وبلوزه صباحية كناريه اللون، ارتدت حجابها الدي لفته حول وجهها بعنايه، ثم التقطت حقيبتها ومتعلقاتها
سمعت صوته خلفها:ممكن اعرف الجميل رايح فين
التفتت بأبتسامة واسعه وهي تجلس بجانبه : صباح الخير
: صباح النور.... احم احم ها هتقوليلي؟!

حكت مقدمة رأسها بتفكير: ممممم هو أنت واعدني بأيه

تحدث بهدوء :عشان انا وعدتك ياحور بسألك ينفع تقوليلي ولا لأ

نظرت لعينيه برجاء : طب هو انا ممكن مجاوبش دلوقتي بس اوعدك هبقي اقولك قريب لما احس اني مستعده

ابتسم لها بسمه حانية وهو يربت علي وجنتيها :وانا واثق فيكي يا حبيبتي وواثق انك هتحكيلي وانا مستنيكي ديمًا.

حور :ربنا يباركلي فيك ياچود ويخليك ليا

بادر بأحتضانها: ويباركلي فيكي

حور : هو انت صاحي من أمتي

چود بمشاكسة: من ساعه جتك القرف في حلاتك
مثلا

ابعدت نظراتها بإحراج: وعملت نفسك نايم ليه ي استاذ

چود: عشان اشوف حوريتي وهي بتتحرك حواليا

حور : ممممم لا قدرت تثبتني

ضحك... ضحكته التي كانت دائمًا تسحرها، ابتسمت له وهي تهم للخروج : انا ماشيه بقي عشان متأخرش برا
چود: تمام يقلبي ربنا معاكي خدي بالك من نفسك

حور: حاضر باي

نزلت حور حيث وجهتها بينما تابعها چود من شرفة منزلهم حتي اختفت من تحت أنظاره عاد ادراجه للداخل حتى يستعد للنزول هو الآخر، انتهى من روتينه الصباحي واتجهه حيث الفطور، ولم تفته رسالتها الصباحيه اللي أنجزت مهمتها في أن تجعله يبتسم شاردًا بعض الوقت في حوريته
                    *******************
قررت حور أن تتخذ قدميها وسيلة مواصلاتها في هذا الصباح الباكر والهادئ نوعًا ما وعقلها لا يتوقف عن التفكير في كل خطوة تتخذها حتى وصلت الي أماكن مزدحمة بعض الشئ انشغلت ف الخروج منها ف هدئ ازدحام عقلها قليلًا....
مشت بخطوات هادئة متناقضه تمامًا مع توتر كل إنش منها، مستنشقه الهواء بصوت مسموع، تضغط علي يد حقيبتها بقوة كأنها تستمد منها القوة، حتي واستقرت أمام عياده مكتوب عليها دكتور / أسر عبد السلام
"اخصائي أمراض نفسية وعصبية"
لم تكن المرة الأولى أن تقابل بقا طبيب نفسي، ولكن ستكون المره الأولى وهي واعية لذلك، وبإرادتها
ولجت للداخل بخطوات تعافر أن تظهر ثابتة وقفت أمام مكتب صغير يجلس عليه فتاه تصب تركيزها على اوراق أمامها تنحنحت حور
انتبهت لها الفتاه : اسفه يا فندم اتفضلي اقدر اساعدك
حور بتوتر: اهلا بحضرتك.. اقدر احجز جلسة
الفتاه :تمام يفندم عايزاها امتى
حور: لو دلوقتي ياريت
الفتاة : تمام يا فندم اسم حضرتك وسنك
حور : حور رأفت 25 سنه
الفتاة : اوك تقدري تتفضلي في اوضه الانتظار ودكتور أسر باقيله نص ساعة ويخلص جلسة دلوقتي
حور: تمام شكراً
وجهتها حيث الغرفة الفارغة حاليًا من الزوار، جلست حور تتأمل ما حولها، كانت غرفه بسيطه بألوان هادئه مريحة، معلق علي أحد حوائطها بورتوريه لمنظر طبيعي خلاب، وعلى الحائط الآخر ساعه كبيرة مزخرفه وكأنها سقطت من عصور القصور الملكية، جلست شاردة تفكر، هل كان قرارها صواب أم عكس ذلك، وكأنها فُصِلت عن ما حولها مختلية بعقلها وقد أدى دوره بالهجوم عليها بالتساؤلات والذكريات.
              ***********************
#فلاش_ باك
جلست بغرفة الانتظار تفرك كيفها بتوتر ملحوظ وتهز قدميها بقوه، وضعت فتاه في نفس عمرها يدها على قدميها تهدئها : اهدي يبنتي، دا انا اتوترت

حور: مش قادره يفرح هموت اكيد عندي حاجه انا لو طلع عندي حاجه نا هقول لچود يطلقني مش هقدر اعيش معاه واتحمل ذنبه اخسر حبي بس مخسرش فرحته

ضربت فرح كفها في جبهتها بنفذ صبر: صبرني يارب وردلي عقل صاحبتي اللي المسلسلات التركية ضيعته خالص، اتفائلي يا حور إن شاء الله خير

فتحت فمها تتحدث قطعها صوت انثوي : مدام حور... الدكتورة في انتظارك
سحبتها فرح من يدها : تمام
دخلا اللي الطبيبه، جلسا أمامها وحور في قمة توترها
الطبيبه بمزاح:من فيكم مدام حور بقي 

فرح : أيوا أيوا هي اللي وشها ألوان الطيف دي

ضحكت الطبيبه : اهدي يا مدام حور إن شاء الله خير
فتحت الطبيبه الملف أمامها متفحصاه بدقه
شعرت حور بأن الدقائق تعاند معها لا تريد أن تمضي،

وبعد وقت خُيل لها أنه سنين تحدثت الطبيبه :
مبدئيًا  ما شاء الله التحاليل الإشاعات بتقول انك تمام وميه ميه كمان ومافيش ولا اي عيب ولا حاجه مستعصيه الحمد لله

تنهدت براحة : الحمد لله... طيب اي سبب تأخير الحمل يا دكتورة

الطبيبه: انتي عندك لغبطه كبيره ف الهرمونات واكيد انتي حاسه بيها ودا بيكون تاريخ وراثي أو نفسيه

حور : بس ماما مكنتش بتشتكي من حاجه كدا

الطبيبه : يبقي نفسيه، طيب انتي عندك مشاكل نفسية أو حصلك انتكاسة نفسيه قبل كدا؟!

فرح : ايوا جالها انهيار عصبي حاد ونوبه اكتئاب ونفسيتها كانت محطمة ودخلت مصحة تلت شهور

الطبيبه : كان امتي؟!

حور :من سنة ونص

الطبيبه : كنتي بتاخدي أدوية؟!

حور: آه ولما حسيت اني خفيت بطلتهم

الطبيبه :طيب بتشتكي من حاجه دلوقتي؟!

حور: ايوا عندي أرق ومتوتره ديمًا

الطبيبه : طيب دلوقتي اتأكدت ان سبب المشكلة دي
فعلًا نفسية، وهو دا العائق قدامك للحمل

حور: بس الكلام دا عدي عليه وقت طويل

الطبيبه : بس ليه توابع دلوقتي واللي هي الأرق والتوتر وكمان هرموناتك ودا ي اما لأنك مش قادره تتخطى الازمة أو أنك مش حاسه في حياتك بالأستقرار لسه  والنفسية محتاجه وقت طويل علي ما تلتئم هي مش دور برد غير انك بنفسك قولتي انك مواظبتيش على العلاج يعني كل دي عوامل يا مدام حور

حور : طب العمل ايه دلوقتي

الطبيبه :من تخصصي هكتبلك أدوية تساعدك بس نصيحتي لازم تتابعي مع دكتور نفسي ودا لأسباب كتير غير الحمل

شكرتها حور وخرجت شاردة عاجزة في اتخاذ قرار رفضت مشاركه فرح قرارها ورفضت أن تخبر چود بكل ما حدث حتى تتخذ خطوة، بعدها بأيام قليلة جائها اتصال من طبيبتها تخبرها بطبيب نفسي ثقه يمكن أن تلجأله حور، رأتها إشارة أن تمضي في طريقها وتكمل ما بدأته... وحدها، لن تظهر ضعيفه أمام أحد بعد الآن وحتى زوجها
اتخذت قرارها بأن تُعالج نفسيًا أولا وهي تخبر عقلها بأنه من أجل الإنجاب فقط، لكن جزء مظلم في عقلها يهمس بخفوت : تحتاجي هذا منذ زمن يا حور
تحتاجي أن تتحدثي عن آلامك.
              *************************


رهاب الغرامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن