الزقاق المشؤوم

صدفة

كانت الدكتوره ليال كعادتها عائده من عملها في المستشفى الى منزلها بسيارتها السوداء الضخمه وهي منهكه جداً وتدور الاف الأفكار في بالها خاصة بعد ان خسرت طفلتها الوحيده والتي اختارت العيش مع والدها في قضية الحضانة التي استمر نزاعها لفتره طويلة.
ليال شخصية ذكيه مثقفه ناجحة جدا في عملها مقارنة مع عمرها الصغير تنافس كبار الاطباء الجراحين المخضرمين في مهنتها متوسطة الطول ممشوقة القوام اخذت من اسمها الهدوء والسكينة والشعر الاسود الغامق الذي يتدلى على بشرتها البيضاء الناصعة وينعكس على عينيها الخضراوتان الواسعتان.
كالعادة لاتكتمل السعاده لدى اي انسان. اخذت ليال من هذه الدنيا الجمال والنجاح ولكنها خسرت عائلتها.
نعم فشلت ليال في علاقتها مع زوجها وحبيبها منذ ايام الكليه الدكتور عامر خاصة بعد ولادة ابنتها الوحيده راما حيث انهمكت ليلى بمسؤوليات الطفله من جهة وبين تعطشها للعمل ونشوتها بالنجاح الذي يأتي منه بعد تفوقها على زملائها. أهملت ليلى عامر لدرجة كبيره ولكنها كانت تقول له ان هذه الفتره مؤقته وكانت موقنه انه سيدعمها في هذا الوقت الحرج الذي يتطلب منها تربية طفله اضافة الى مسؤوليات كبيره في العمل. اما عامر فكان كبقية جنس ادم له متطلباته التي لايستطيع الاستغناء عنها وعندما كانت ليلى تتحجج بلفتره المؤقته عندما تقصر معه في بعض الامور كان هو ايضاً يقول مع نفسه ان شبابي ايضاً فتره مؤقته ويجب ان اعيشه واتلذذ به خاصة وان عشرات المعجبات موجودات حوله كونه انسان متكامل حسب نظر المجتمع شكلاً ومضموناً ومهنةً.
كانت ليلى تعود بذاكرتها الى ايام الكلية وكيف كانت علاقتها مع عامر نقيه وبسيطه وجميله وخاليه من اي مشاكل. لم يكونوا متوقعين ان الحياة بعد الزواج ستكون بهذا التعقيد وفي وسط هذه الافكار صعقت ليلى وضغطت على الفرامل بأقصى قوتها.

يتبع