إعدام!

10 3 0
                                    

استمر الملازم زيد وفريقه بالتحقيقات وفعلاً تم اثبات وجود (عماد) الاربعيني الذي يعمل في مصنع للحداده في مكان الحادث خاصة بعد اخذ شهادات الجيران الذين اعترفوا ايضاً برؤيته وسماع صوته في فناء النار في ذلك اليوم.
ما زاد الطين بله على عماد هو انكاره الكامل بوجوده في مكان الحادث في البداية بسبب خوفه من زوجته صاحبة المعمل الذي يعمل فيه اكثر من خوفه من ان يتم اتهامه بجريمة قتل!
بعد ان تم مواجهة عماد بكل التسجيلات والحقائق والشهادات انهار عماد باكياً وسجد عند قدمي الملازم زيد يتوسله ان يسمعه.
اعترف عماد بوجوده في ذلك المكان وذلك الوقت واعترف ايضاً انه قضى وقتاً ليس بالقليل مع الضحية في غرفة نومها ولكنه اقسم واقسم عشرات المرات انه خرج من منزل الضحية بعد ان دفع لها مبلغ من المال وكل شيء كان على مايرام.
اضطراب المتهم وتضارب الشهادات والاقوال له وتوافر الادلة الواضحة ضده جعل من السهولة على القاضي ان يحكم عليه وبالاعدام ايضاً بتهمة القتل المتعمد وعن سابق الاصرار وان يتم تنفيذ الحكم خلال شهر من تاريخ النطق بالحكم.
هزت هذه الحادثة هذه البلدة الصغيرة حيث بدأت الصحف والمجلات بتغطية تفاصيل الحادثة وتفاصيل المحاكمة وكانت ليال تتابع مايجري على التلفاز وفي الصحف في اوقات فراغها.
في احد الايام جذب انتباهها صورة لابنة الضحية شمس ذات السبع اعوام في احد الصحف حيث انهم يذكرون انها اصيبت بمرض نفسي منذ ان تم قتل والدتها ولم تعد تستطيع النطق او الكلام.
شعرت ليال بالحزن على شمس خاصة انها بعمر ابنتها التي حُرمت منها.
قررت ليال الذهاب لزيارة شمس في دار الايتام ربما تستطيع ان تقدم لها اي مساعدة مالية او طبية او معنوية بل وحتى كانت مستعدة ان تتبناها.
اعجبت السيدة سعاد مدير دار الايتام بشهامة وانسانية ليال وشكرتها على موقفها النبيل وطلبت من مساعدتها ان تحضر شمس لتلتقي مع ليال وتمهد الوضع لبناء علاقة ودية بينهم.
قامت المساعدة باحضار شمس الى غرفة مديرة الدار التي اردفت قائلة: شمس انظري الى هذه الدكتوره الجميلة التي جاءت لزيارتك.
تسمرت شمس في مكانها دون حراك لبرهة. اندهش الجميع بما فيهم ليال من تصرف شمس ثم بدأت شمس بالارتجاف والصراخ : الدكتورة قتلت ماما.. ليال قتلت ماما.. سأقتلك.. سأقتلك مثلما قتلت امي.
نزل كلام الطفلة كالصاعقة على الجميع
امسكت ليال حقيبتها بيد مرتجفة وقالت للمديرة بصوت هستيري: مسكينة حالتها صعبة جداً وميؤوس منها.
وصلت ليال الى سيارتها بصعوبة وهي تتمتم: كيف ذلك؟ هي دائما ما كانت ترسل شمس الى منزل اختها عندما تستقبل زبائن في منزلها!

الزقاق المشؤومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن