الفصل الاول : الحُب الحقيقي

67 5 12
                                    





" حُطامً يغدوا هيكلًا "

ولد حول حطام مبانِ ، لا يُسمع نحيبهُ احد ، ستر الظلام مكانهُ فوجوده اصبح صعب لمن سمِعهُ يطلب النجدة ، ولكن اراد الربُ خير فوجد ، و قاَبلَ بُكائه بطلًا حيث عانقه و التساؤل يعلو وجهه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


ولد حول حطام مبانِ ، لا يُسمع نحيبهُ احد ، ستر الظلام مكانهُ فوجوده اصبح صعب لمن سمِعهُ يطلب النجدة ، ولكن اراد الربُ خير فوجد ، و قاَبلَ بُكائه بطلًا حيث عانقه و التساؤل يعلو وجهه.

" ان كان والديك لا يرغبونَ بك فلما تعذيبُك انت فأخطائهم هم " .

نظرةُ الشفقة طغت عليه و هو يتأمل ، طفل لم يُذنب ، ولكنهُ تلقىٰ العقاب بدلًا عن اساس و هيكل حياته .

" لا بأس . سأصطحِبُك لمنزل جديدا ... ، او علىٰ الاقلِ مكانُّ قد تُطلِق عليهِ منزلًا " .

كان الثامن من مايو هو يومُ ميلاده ، و يوم تم التخلصُ منه ، و يوم وجد منزل له .

ما كان يفقهُ الكثير تلك الايام ، ولكن وجود اب ، خفف الم الموت حول الحُطام المهجور فحاوي لقلبهِ افضل من حاوية مهملات لجسده .

و ذلك الفارس النبيل ذو السبعة و عشرينٰ عام يدعى بويليام ، ويليام من الطبقة الوسطى فالمنزل كان يسع الاثنين بمافيه الكفاية ، و قد اطلق ويليام اسمًا مميز على طفلهِ يُميزه عن الاخرين اطلق عليهِ " هيبنوس " ، كان لويليام فضلُ عظيم علىٰ هيبنوس ، فقد علمه الكتابة و القراءة و ما يكفي له ان يشعر بعائلةِ تعانقه.

هيبنوس كَبِرَ مع ويليام حيثُ بلغ العاشرة من عمرهِ ، اصبح يشعرُ بالفضولِ حول الاخرين ، عن موطن الاطفالِ الاخرين عمَ  يطلقون عليه منزلٰ ، و عمن ولد مثلة ، فراح يسأل ويليام لعلٰ اجابة تروي فضولهْ .

" ابتي اهو صعبُ ان تُحب طفل لا دم يصلك به ؟ ".

نظر له ويليام بصمتِ عميق ، اقصرٰ ويليام ام انّ حثالة تنمرت على هيبنوس لتدورَ فكرةُ كهذهِ في رأسه .

" الحبُ لا يولد بالدم ، الحبُ يولد بالانتماء و الاحترام ،حيث يوجد امانُ حول شخصٍ و تشعر برَحِبّ و سعادةِ في وجودةِ فقد احببته " .

اقتربَ ويليام ليجلس بجانبَّ هيبنوس فيرتبَ على كتفه .

" كما ان الحب يولد بين اغرابً لم يعرف احدهما اسم الاخر قبلًا ، الا يمكنُ لي ان احب طفلًا رعيتهُ و أسميتهُ  ؟ "

كان ضوءُ الشمسِ الخافتِ يسطعُ من النافذة ، يربت علىٰ هيبنوس و يدفىء ما استطاع ان يصل ، مع ذلك لم يكن بدفىء ما سمعَ من ويليام ، كان ويليام كزهرة الصبار وسط الصحراء بالنسبة له ، ان كانت الحياةُ جحيم فويليام كانَ معزوفةَ جميلة تدُلكَ علىٰ الطريقِ للجنة .

كانت لحظةَ مُربكة لمشاعرة ، امتنانُ ممزوج بالصدمة و المُ بصدره ، كانت الالهةُ رقيقة كأنها تُعانقهُ و تضع اجمل لحظة مرت عليه في البوم داخل عقلة .

" شكرًا ، انا أُحبك ايضا يا ابتي " .
" اتشكرني لانني أُحبك ؟ " .

قالها ويليام ضاحكا بسخرية فلا داعي للشكر منْ ابً يحبُ ابنه ، حتى و ان كانَ واجبُ ويليام ان يحب ابنه فلا يعني انَ ويليام يقومُ بهِ كواجب فحسب .

ارتبكَ هيبنوس ، مشاعرهُ كانت تتداخلُ ببعضها  داخله  ولم يكن يستطيعُ الاجابة بشكلِ صحيح فبدا يتلعثم و يخطىء بالنطقِ مما اوضحَ ارتباكه ،  و عيناه كانت تركزُ علىٰ الارضِ تبحثُ عن اجابه .

" لا بأسَ فأنا امازحكُ فحسب " .

اجاب ويليام ليريحَ الصغير هيبنوس فيُصدرُ الاخرُ تنهيدة و يغلق عيناه قليل .

" ارغبُ ان تعلم انني أُحبكَ حقا لستُ احتاجُ سبب ، و حقيقةُ اني لستُ والدكَ لا يعني انَ مقدارَ حُبي سينقص "

ابتسمَ هيبنوس لأبيهِ ، و الملائكةُ اليومَ انهت اللوحةَ ، و وضعتهاَ علىٰ جدرانِ ممر جنتِهاَ .

Ride tonight حيث تعيش القصص. اكتشف الآن