" حُطامً يغدوا هيكلًا "
ولد حول حطام مبانِ ، لا يُسمع نحيبهُ احد ، ستر الظلام مكانهُ فوجوده اصبح صعب لمن سمِعهُ يطلب النجدة ، ولكن اراد الربُ خير فوجد ، و قاَبلَ بُكائه بطلًا حيث عانقه و التساؤل يعلو وجهه." ان كان والديك لا يرغبونَ بك فلما تعذيبُك انت فأخطائهم هم " .
نظرةُ الشفقة طغت عليه و هو يتأمل ، طفل لم يُذنب ، ولكنهُ تلقىٰ العقاب بدلًا عن اساس و هيكل حياته .
" لا بأس . سأصطحِبُك لمنزل جديدا ... ، او علىٰ الاقلِ مكانُّ قد تُطلِق عليهِ منزلًا " .
كان الثامن من مايو هو يومُ ميلاده ، و يوم تم التخلصُ منه ، و يوم وجد منزل له .
ما كان يفقهُ الكثير تلك الايام ، ولكن وجود اب ، خفف الم الموت حول الحُطام المهجور فحاوي لقلبهِ افضل من حاوية مهملات لجسده .
و ذلك الفارس النبيل ذو السبعة و عشرينٰ عام يدعى بويليام ، ويليام من الطبقة الوسطى فالمنزل كان يسع الاثنين بمافيه الكفاية ، و قد اطلق ويليام اسمًا مميز على طفلهِ يُميزه عن الاخرين اطلق عليهِ " هيبنوس " ، كان لويليام فضلُ عظيم علىٰ هيبنوس ، فقد علمه الكتابة و القراءة و ما يكفي له ان يشعر بعائلةِ تعانقه.
هيبنوس كَبِرَ مع ويليام حيثُ بلغ العاشرة من عمرهِ ، اصبح يشعرُ بالفضولِ حول الاخرين ، عن موطن الاطفالِ الاخرين عمَ يطلقون عليه منزلٰ ، و عمن ولد مثلة ، فراح يسأل ويليام لعلٰ اجابة تروي فضولهْ .
" ابتي اهو صعبُ ان تُحب طفل لا دم يصلك به ؟ ".
نظر له ويليام بصمتِ عميق ، اقصرٰ ويليام ام انّ حثالة تنمرت على هيبنوس لتدورَ فكرةُ كهذهِ في رأسه .
" الحبُ لا يولد بالدم ، الحبُ يولد بالانتماء و الاحترام ،حيث يوجد امانُ حول شخصٍ و تشعر برَحِبّ و سعادةِ في وجودةِ فقد احببته " .
اقتربَ ويليام ليجلس بجانبَّ هيبنوس فيرتبَ على كتفه .
" كما ان الحب يولد بين اغرابً لم يعرف احدهما اسم الاخر قبلًا ، الا يمكنُ لي ان احب طفلًا رعيتهُ و أسميتهُ ؟ "
كان ضوءُ الشمسِ الخافتِ يسطعُ من النافذة ، يربت علىٰ هيبنوس و يدفىء ما استطاع ان يصل ، مع ذلك لم يكن بدفىء ما سمعَ من ويليام ، كان ويليام كزهرة الصبار وسط الصحراء بالنسبة له ، ان كانت الحياةُ جحيم فويليام كانَ معزوفةَ جميلة تدُلكَ علىٰ الطريقِ للجنة .
كانت لحظةَ مُربكة لمشاعرة ، امتنانُ ممزوج بالصدمة و المُ بصدره ، كانت الالهةُ رقيقة كأنها تُعانقهُ و تضع اجمل لحظة مرت عليه في البوم داخل عقلة .
" شكرًا ، انا أُحبك ايضا يا ابتي " .
" اتشكرني لانني أُحبك ؟ " .قالها ويليام ضاحكا بسخرية فلا داعي للشكر منْ ابً يحبُ ابنه ، حتى و ان كانَ واجبُ ويليام ان يحب ابنه فلا يعني انَ ويليام يقومُ بهِ كواجب فحسب .
ارتبكَ هيبنوس ، مشاعرهُ كانت تتداخلُ ببعضها داخله ولم يكن يستطيعُ الاجابة بشكلِ صحيح فبدا يتلعثم و يخطىء بالنطقِ مما اوضحَ ارتباكه ، و عيناه كانت تركزُ علىٰ الارضِ تبحثُ عن اجابه .
" لا بأسَ فأنا امازحكُ فحسب " .
اجاب ويليام ليريحَ الصغير هيبنوس فيُصدرُ الاخرُ تنهيدة و يغلق عيناه قليل .
" ارغبُ ان تعلم انني أُحبكَ حقا لستُ احتاجُ سبب ، و حقيقةُ اني لستُ والدكَ لا يعني انَ مقدارَ حُبي سينقص "
ابتسمَ هيبنوس لأبيهِ ، و الملائكةُ اليومَ انهت اللوحةَ ، و وضعتهاَ علىٰ جدرانِ ممر جنتِهاَ .
أنت تقرأ
Ride tonight
Mistero / Thrillerثيابه البيضاء تعكس صورة احبة الله ولكن قلبهُ اسود يغوص ببحر دم لا قاع له