لـيبيـا🧡!..
يوم الخميـس الموافق 4/يونيـو/2020
صباحاً في إحدو الحدائق الليبية،حوار يدور بين بنت وخُوها..
أُنس|لالا اني مستحيل نوقف واليوم مانيش مروحة لين نلقا موضوع نكتب عليه ..
رضوان بتدمر|ربي يهديك نوضي عندي اليوم ديوتي في المستشفى تمشي معاي؟
أُنس|مفضاك تسأل حتى انتَ
ضحك ونزللها الوشاح وهي ضحكت وقعدت تساوي فيه ...
———————————————-
بعد مـرور ثماني ساعات في مستشفى احدى المُدن...
في مقهى المستشفى تحديداً ،نفس البنت مع شخص غير خُوها..
أُنس فتحت المذكرة وشدت القلم|نبدوا؟
ضحك بعبث ومسح على لحيته|بسم الله نبدوا هي،..قبل لنبدوا بنسألك،.. أُمك شنِ بالنسبة ليك؟
أُنس ابتسمت وقالت"أُمي جنة في الأرض♥️"..
ابتسم ورد"ربي يحفظها ويحفظ أُمهاتنا أجمعين"
يـا رب..
أني إتران من ليبيا امازيغي وبدون تحديدمنطقة معينة ..اسمي معناها نجوم بالامازيغي ،جنْتي♥️ سمتني بالامازيغي اني وخوي واحد تاني سماته إيفاو معناها نُور ..عندي حداش الأخ من غيري اني يعني احني كُلنا طناش ..
اني أكبرهم والكبير ربي،..حنحكي على إمرآة عظيمة مكافحة لخيبات الدنيا مكافحة لفشل زواجها .. حنحكي علي أُمي حبيبة قلبي♥️
زواجها الأول كان من بوي رحمة الله عليه كانت صغيرة في السن حملت بيا وجابتني وبعد سنة حملت بـإيفاو ويوم اللي جاباته توفى بوي كان عمري عام معنديش ادنى فكرة على الشخص اللي نكون ابنه يقال انه سيء والله أعلم ،مر عام وتزوجت زوجها كان شرقاوري ومنقدرش نحدد المدينة.. توارت السنين وازداد فيها المشاكل والاضطراب والضغط النفسي عليها وفي اخر حملها راجلها طلقها خدي منها اغلى ما تملك صغارها او بالاحرى صغارهم وقتها جابت اربعة ولاد من غيرنا اني وإيفاو وحامل بلولد الخامس نتفكر وكيف ممكن ننسى بعد مرور شهرين وقتها كانت في شهرها السابع تعبت هلبا من تهديدات راجلها وانه حيقتل صغارها بدم بارد كُنا كل يوم وكُل ليلة نسمعوا في بكاها لين جي يوم واحني نفطروا طاحت وبمساعدة جراننا رفعوها للمستشفى وقالوللنا انها جابت ولد كان الحزن طاغي على عيونها فرحتها ناقصة.. عاشوا مع بوهم ما يقارب عشرة سنين ...
....
قاطعاته أُنس بسؤال "يعني توا كم انتو؟ شن اساميهم"
...
إيتران ،إيفاو
مصطفى ،حمزة، حسن وحسين تؤام ، والاخير سماته مُحمد♥️..
..
أبتسمت "كمل كمل" وطبست تكتب
...
ابتسم هو ووخر ظهره ع الكرسي وقام راسه فوق|عاشوا مع بوهم ما يقارب عشرة سنين وف العشرة السنين هاذي صاروا هلبا حاجات اول سنتين راجلها خطف منها محمد ..انهارت امي واحني نهرنى لإنهيارها، بعد سنتين من خطف محمد جدي اصر على امي انها تتزوج او نقولوا غصب عليها تزوجت وراجلها كان غرباوي ومش حنحدد منطقة معينة .. مرت السنين وسنوات امي جابت فيها خمسة صغار وكلهم ولاد ..ضحك بتهكم.. امي مجبورة ع كل شيء داراته واني اللي شفت بعيني وقلبي كل يوم ينحرق الف حرقة ينجرح مليون جرح بمجرد دمعة تنزل من عينها .. شن تتوقعي شعور أُم نص صغارها مش قادرة تشوفهم؟؟ ..تنهد وكمل.. راجلها هذا كان شبيه باللي قبله كانت ديما مشاكل كان ميفرقش بينا وبين صغاره الكُل يضرب فينا ويعذب فينا عذااب متتخيليش شني ..صح من اب مختلف لكن هما خُوتي وكنت نحس بالمسئولية وقتها وكنت نحامي عليهم وننضرب بدالهم ..في يوم طق الباب في وقت متأخر كانت الساعة تلاتة في الليل مكانش طقان عادي كان الباب يهز من كثر التخبيط نذكر ناض راجل امي وفتح وإذا بخمسة ولاد قدام حوشه
اميي من فرحتها طاحت وقعدت تبكيي صوت شهقاتها هذاكا اليوم مستحيل ننساه جبدتهم لحضنها وطبعت علي خدودهم بوسات تملأها الشوق .. كانوا يبكوا بس هما .. لقاء بين صغيرين وامهم بعد عشرة سنين .. متوقعة شن ردة فعل راجلها؟؟ دخل الصغار للدار اللي كنا فيها وسكرها بالمفتاح ورفع امي وسكر علي روحهم الدار وبدي في ضرب كنت نسمع ونعيط بأعلى صوت "اضربنييي انييي خليهاا هيي خلييي امييي "
....
دموعها سيل موقفوش طول ما هو يحكي ..
ارتفعت العبرة لأعلى مراحلها تنفس الصعداء ولفت وجهه بش يخفي لمعة عيونه ..
....
تاني يوم طلقها راجلها وقاللها "ربي صغارك بروحك" ..
مرت شهور وتحسنت امي غير انه اللي صار خوتي كلهم مش متقبلين بعض كانت تصير هلباا مشاكل وحاولت نصلحهم لبعض لكن شيء..
الحاجة الوحيدة اللي تربطتهم ببعض أُمي♥️..
هه مفيش ولا واحد منهم معشقهاش الكُل عشقها عشق♥️..
كانت تعامل فينا زي بعض ومفيش حد خير من حد
ربتنا كُلنا تربية وحدة واساس واحد ..
صلاتنا في وقتها ..كُنت اول من يختم القُرآن فيهم، الفرحة اللي شفتها في عيون امي اللمعة في دموعها خلتني بكُبري نبكي قدامها بكل جهدي بُست رجليها اللي فيهم من ريحة الجنة.. في راسي هذاكا اليوم ادور جملة وحدة فيه ...
(مهمَا بلغتُ مِن الكِبر لازِلتُ صَغِيرهَا♥️)
من يومها بديت نحفّظ في خوتي كلهم القرآن ... لين جي اليوم اللي كُنت في الجامع معاهم كلهم بدوا يسمّعوا ،.. وين وصلوا في اخر آية ..
{لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا
مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا
وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن
قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا
وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ
ٱلۡكَٰفِرِينَ}...
كلهم تلعثموا في قرأتها من رهبة الآمر وطغيان الشعور .. كملوا واجهشوا بالبكاء ..
ناضوا كلهم حضنوا بعض نسوا المشاكل اللي بيناتهم وفي منهم اللي كان ميطيقش خوه التاني لكن اللحظة هديكا نسوا كُل شيء..
كل من كان في اللحظة هديكا دمعته خاناته ونزلت نذكر فيها الفرحة الي في عيونهم ومزال الفرحة الكبيرة اللي تستنا وراء باب الحوش ..خشيت الاول القيت دموعها ينزلوا شبحتلي واني هزيت راسي بإيجاب خشوا خوتي الحداش وحضنوها وباسو راسها وايديها الضحكات مسيطرة عالحوش هديكا الليلة رقدنا الكُل جنبها ..وتوارت السنين وكلنا قرينا التخصصات الي نتمنوها ..السنين كلها الي عشناها معاها زادت من علاقتنا ك خوت .. لانه هي مش أُم بس هي أُم و أب واخ وأُخت وصديقة وحبيبة وبنت♥️ هي كل شيء بالنسبة لينا كُل شيء
كلنا نسينا هوية ابائنا مكناش مهتمين ...تعرفي علاش؟.. لانه هي كانت أُمنا ..
....
محلاكمم كلكم ولله❤️ قالت أُنس وابتسامتها مرتختش بتاتاً ..وهو ضحك عليها..
أُنس|شن اسماء خوتك من الغرب؟
ارتسمت ع وجهه ابتسامة |اممم
عُمر ،مختار،إحسان،عُدي،جهاد..
وأمك؟ شن اسمها "سئلاته "
إتران|خليها اخر حاجة
....
عشنا حياتنا زي اي ليبين لا تخلوا الحياة من الحزن والسعادة ..
لين جي اليوم اللي رجعوا فيه التهديد طلقائها اللي مخلوهاش في حالها الزوز اجتمعوا ويبوا يدمروها
لكن وين معش زي قبل !!
احني هنيي قاعدين،صارت احداث ومشاكل هلبا ووصلت بيهم يأجرو في ناس يقتلوها هالمسكينة💔 .. في يوم صار اطلاق نار هلبا وماتوا فيه خوتي التلاتة ..
...
رجفة فمه ورعشة صوته الدموع اللي عبوا عيونه كانت الملامح كفيله انها توصف الشعور💔
بلعت ريقها بصعوبة |مني مات؟
ابتسم بآلم وتنهد |
مات إيفاو وعُمر وحمزة ..
أُنس بنفس الابتسامة|
(امازيغي،غرباوي وشرقاوي!!)
هز راسه بإيجاب
وكمل .. شعور الفقد كان هلبا عليها فقدت تلاتة من صغارها قلبها الكبير متحملش وخشت في صدمة وبعد هذا خشت لغيبوبة ...
ولحد اليوم كُلنا نستنوا امتى تفيق من جديد♥️
"تعالي معاي" ناض وهي بدون تفكير كانت وراه
وصلوا لممر كان فيه ثمانية ولاد مقعمزين بمختلف الأعمار كانت حتى ملامحهم مختلفة لكن مع كل هذا الاختلاف كانت فيه لمحة حلوة فيهم لمحة تقول انهم خُوت..
قرب من روشن الغرفة وقاللها "وهاذي جنتي♥️"
وقبل لتُنطق بحرف ضحكت من رد واحد منهم لما قال ..
عُدي|مش جنتك بروحك جنة الكُل هاذي❤️..
قربت ولما شافتها قلبها تكلم "هاذي مش جنة بس هاذي ملاك من السماء"..
شن إسمها أُمكم؟
وكيف بيتكلموا سمعو صوت الجهاز خشوا الممرضات والدكاترة ودقائق وطلع الدكتور والعيون العشرة متسلطة عليه تستنى في جواب ..
الدكتور| ليبيا فاقت♥️
الكُل تنهدو بإرتياح والسعادة غمرت قلب الكاتبة بمجرد سماعها للإسم..
تلفتت اول ما سمعت اللي خلا قلبها ينبض بقوة ..
احني كُلنا خوت
احني كُلنا صغار ليبيا♥️كتابة وتأليف|ريـانْ الشُّمَّـاخِي
6.يـونيو.2020