البارت الرابع

965 64 2
                                    

سر المقبره الفصل الرابع
بقلمي / ندي ممدوح
فكرة / أيه الزمر

https://my.w.tt/NlxW0Ks1b7

ظلت تبكي فقط بخوف وهي لا تستطيع التحدث لتبعد عن والدها وتلتف إلى مكان ما كان جالس ونظرت ولم تجده وفجأه اتسعت عيناها وهي ترأها وجهه بوجهها مباشرةً ، تمنت أن تموت في تلك اللحظه ، حتي لا تري ذلك ..
استغراب جمال شرودها في الفراغ فقال وهو يضع يده على كتفها :- مالك يا بنتي بتبصي علي اي كدا

انهلعت ونظرت إليه بخوف استغربه وقالت وهي تبلع ريقها بخوف وبصوت متقطع :-  م مفيش يا بابا
جمال ينهض وهو يقول :- طب يا حبيبتي تصبحي على خير يلا نامي الوقت تأخر ...
اتجهت لسريره وهي تقدم رجل وتأخر الاخري وتنظر حولها من الحين للاخر ، جلست بحزن ورعب وهي تتلفت حولها وضعت رأسها على مخدتها وضمتها لحتي تشعر بالأمان وسرعان ما غفت في ثبات عميق ... وليس سوي دقائق معدوده ، حتي شعرت بانفاس تحاوط وجهها وأحد ما يعتليها وبيد باحد على جسدها تسللت دموعها بخوف وارتعب قلبها حتي كادت ان تموت فتحت عينيها ببطئ شديد ورأت ما لم تتخيل يوماً أن ترأه أجل عمها ولكن وجهه مخيف مليئ بالدماء من يرأه يموت رعباً ، صرخت صرخة مدويه وأنتفضت بقوه وهي تبعده عنها وتركض إلى باب غرفتها تصرخ بهلع وتطرق بقوه ... إلى أن شعرت به يقترب منها رويداً رويداً وقال بسخريه واستهزاء :- اصرخي علي صوتك كمان وكمان ؛ سكت قليلاً وكمل قائلاً ؛ بس محدش هيسمعك يا بنت اخويا
انسدلت دموعها ك الامطار وتقدمت خطوتين نحوه وقالت برجاء :- عمو انت بتعمل ليه معايا كدا انا عملت أي
تقدم دون أنذار ودفعها بقوه ، ارتدت علي اثرها للخلف مما أدي إلي صراخها من الألم .
تقدم نحوها ببطئ وابتسامه تحتل صغره بمكر
وأصبح ضؤ الغرفه يختفي ويأتي ، وظلت ترتعش وهي تنظر حولها لكل شئ يقع بالغرفه من مكانه ..
تحول فجأ لهيئه مخيفه وضحكته تكاد تقتله بصوته الغريب ، صرخت بعلو صوتها وقالت "بسم الله الرحمن الرحيم"  وقد سمعها الله واستجاب وطمئن قلبها واستجاب الله سبحانه وتعالى لها مما كان سيحصل لها ونجاها وكان صوت الاذان يصدح شعرت بالامل يدب اوثارها وهي تري ان كل شئ يعاد لمكانه وهو يختفي رويداً رويداً وقالت ببسمه أمل وهدايه وصوت عالي "لا إله إلا الله" وظلت ترددها .. احتفي تماماً من أمامها وهو يصرخ وكل شئ بالغرفه عاد كما كان وأحسن ، لم تحملها رجليها فسقطت بالأرض تبكي منهاره حتي غفت مكانها

استيقظت وهي تمسك رأسها من الألم نظرت حولها وجدت انها نائمه على الأرض ، نهضت بتعب وتوجهت إلى الحمام وهي تردد في نفسها "لا إله إلا الله"
خرجت من غرفتها ، إلى غرفة والدها كان يصلي ، فأنشغل عقلها بالتفكير
لماذا لم تصلي يوماً ؟ كان يطلب منها دئما ان تصلي وهي ترفض ؟ لماذا لم تقترب من ربها ؟ أليس إذا كانت تصلي وتقرأ وردا من القرآن ما حصل معها ذلك ظلت تفكر وتفكر ... حتي فاقت علي صوت والدها وهو يهزها :- لمار يا لمار
لتنظر إليه بابتسامه مشرقه وتقول :- نعم
جمال باستغراب :- نعم اي بس بنادي عليكي من بدري وانتي مش هنا كنتي فين ؟
لترد عليه باختصار :- هنا يا بابا  ؛ وحاولت ان تهرب من الحديث معه ؛ هحضر الأكل ..
وغادرت إلى المطبخ ... أما هو استغرب حالة ابنته فليس هي من كانت بالسابق اين ضحكتها ؟ لما يظهر فقط الخوف والحزن بعينها ؟

توجه للمطبخ مبتسم وقال مازحا :- كلمتني الواد يوسف ؛ وشغل نفسه وكأنه يبحث عن شئ ما
نظرت إليه وردت :- لا ليه ، لترأه يبحث عن شئ فقالت "بدور علي حاجه"
جمال وهو يبحث بعشوائيه :- اه حاجه مهمه جداً ضاعت منى وملاقيهاش
لمار تترك ما بيدها وتقول :- طب قولي اي هي وانا ادورلك وانت استريح
جمال برفض :- لا لا حضري انتي الاكل وانا هدور اصلها حاجة غاليه اوي بتديني الحياه وبتهديني وترد فيا الروح والاطمئنان
لمار باستغراب :- أي هي
جمال :- راحت فين بس
لمار بتزمر :- يا بابا اي هي بقا
جمال يقترب منها ويقف امامها ويضم وجهها بكفيه ويقول بحب :- ابتسامتك ببحث عليها ومش موجوده
لمار تبتسم ابتسامه خفيفه وتقول :- مرحتش لمكان اهي موجوده
جمال برفض :- لا مش موجوده مش هي دي ضحكة بنتي ولا دي ابتسامتك اللي من قلبك مخبيه عني اي
لمار تنظر للجهه الاخري وتشغل نفسها بتحضير الطعام وتقول بتوتر :- أبداً يعني هخبي عليك اي بس  جمال يبتسم ويقول :- اتمني

بعد ساعات ....
لمار جالسه أمام التلفاز وتستمع للقرآن ... و والدها بالخارج ... لتسمع طرق علي الباب وصوت والدها لتفتحه وتتفأجا بفرحه بيوسف خطيبها و والدته
بعد السلامات وتبادل اطراف الحديث تذهب لمار للمطبخ لتعد العصير لهم ، كانت تعده حتي شعرت بيد أحد علي كتفها ، وجهة رأسها للخلف برعب وانتفضت برعب وهلع وهي تقول ببطئ :- أنت ؟
# ايوه أنا هتطلعي دلوقتي وتخلقي معاه مشكله وتسيبيها خالص ؛ وإلا هتسمعي خبر وفاته انهارده
كان ذلك صوت تلك الروح التي تطاردها بغضب
لم تستطع التفوه بكلمه وظلت متسعت العينين به فقط حتي قال غاضبا :- فاهمه
طأطأت  رأسها بالموافقه ، واختفي بحثت بعينها ولكن لم تجد احد ولم تستمع لشئ سوي صوت والدها المنادي إلها كي تأتي
خرجت وجلست بجوار يوسف الذي همس في اذنها :- ماااالك ؟
انتفضت برعب سرعان ما هدئت وقالت بتهتها :-  مفيش
حتي قالت والدته مبتسمه :- اظن بأن حان الوقت أن نحدد موعد لكتب الكتاب
جمال :- اللي انتوا تشوفوه ولا اي رأيك يا عروسه
أما هي كانت تنظر فقط للجالس ممسك بيده سكينه حاده موجها ليوسف وكاد أن يغرزها به حتي وقفت هي مندفعه قائله :- لا انا مش عايزك انا اكتشفت اني مش بحبك
أما يوسف كان يشعر بأن هناك شيئاً ما تخفيه حتي والدته لاحظت ذلك ولتحظت شرودها وعيناه التي كانت تتنقل بين ابنها وفراغ بجواره حتي انها ظنت ان هناك احدا ما
وقف جمال غاضب وقال :- أنتي بتقولي ايه اتجنتي ؟
لمار بصوت عالي وخوف يقتلها
اتخسره اتخسر من عشقه قلبها ؟ فلابتعاد احسن بكثير من ان يرحل ويتركها بمفردها كان قلبها يخفك بسرعه خوفاً ورعبا
:- مش عايزه قولت هو عافيه
جمال : بت صوتك ميعلش ومن ثم ضربها قلم على خدها

توقعاتكم

سر المقبره 《 للكاتبه ندي ممدوح 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن