الفصل الأول.

71 3 1
                                    


أحس بونر مور فجأة، بأن الأغطية التي كانت منذ بضع ساعات باردة مريحة، قد ارتفعت حرارتها وأصبحت لا تطاق.
فرفسها بقدمه، واعتدل جالساً في فراشه..

كان ضوء القمر ينبثق من النافذة، ويسطع في الغرفة، فنظر بونر إلى جسمه الضخم وتأوه في ضيق..

يا إلهي!! لماذا أهمل رياضته العادية حتى اكتنز جسمه باللحم والشحم، وهو الذي طالما سخر من زوجته لبدانتها، وضخامة صدرها وأردافها!!

كانت وسادته محشوة بريش الإوز المستورد من الخارج، وقد كلفته كثيراً ولكن ثقل رأسه عليها جعلها صلبة كالحجر، فتناولها بإحدى يديه.
وراح يضربها بقبضة يده في غيظ وحنق، ليعيد إليها بعض ليونتها.

وأحس بعد هذه الثورة بأنه قد استيقظ تماماً وبأن النعاس لن يغلبه إلا بعد فترة طويلة..
ولكن ماذا أيقظه أصلاً؟ لا يمكن أن يكون قد استيقظ بسبب جو الغرفة أو دفء الأغطية، فإن غرفة نومه مكيفة الهواء كغرفة زوجته جوسيلين..

هناك شيء آخر قد قطع عليه أحلامه وأيقظه من نومه..
آه.. لقد عرف ذلك الشيء الآن.. إنه هذه الجلبة المنبعثة من الطابق الأول..
وأرهف أذنيه..
لابد أنها جوسيلين وقد استيقظت من نومها وراحت تبحث في المطبخ أو في الثلاجة عن طعام..
تباً لهذه المرأة.. إنها لا تشبع أبداً..
صحيح أن الحركة التي سمعها في الطابق الأول كانت خافتة..

ولكنه تعود أن يضبط جوسيلين وهي تتجول في المطبخ.. وتسير على أصابع قدميها كراقصة باليه، حتى لا تحدث صوتاً يوقظه من نومه ويشعره بأنها تبحث عن طعام..

وغادر بونر فراشه.. ومشى إلى باب غرفته وفتحه وأصاخ السمع.

إنه لا يذكر تماماً متى قرر هو وزوجته أن يناما منفصلين.. هي في غرفتها بالطابق الأول، وهو في غرفته بالطابق الثاني.. بيد أنه اغتبط بهذا القرار على كل حال.. فقد أراحه هذا الإنفصال من شعور الاشمئزاز الذي كان يجلس به كلما شعر بأنفاسها اللاهثة تلفح رقبته، أو رآها ترقد بجواره كالجبل أو كالفيل.

Truce | هِـدنه.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن