الفصل الثالث.

36 2 0
                                    


فقال اللص وهو يغلق باب الغرفة : الحق أنني لم أكن أتوقع أن أجد أحداً هنا، ولكن ما دمت قد جئت، فلماذا لا أنتفع بوجودك؟

إن في استطاعتك مثلاً أن تدلني على مكان أدوات الطعام الفضية.

- انها في قاعة الطعام.. فخذها كلها إذا شئت.. بل خذ كل ما تريد.. فذلك لا يهمني لأن البيت مؤمن عليه.

- أحقاً تقول؟ إن ذلك ييسر الأمور كثيراً.. ما قولك في أن نبحث الأمر معاً في هدوء..

ولم يكن بوسع بونر إلا أن يوافق فقال : على رسلك.
ونظر إلى اللص فألفاه رجلاً قصير القامة دميم الوجه، لامع العينين يضع في يديه قفازاً..

قال له : ماذا تريد؟

فضحك اللص وأجاب : ماذا تظنني أريد؟ إنني أريد الظفر بغنيمة قيمة.. وفي استطاعتك أنت أيضا أن تظفر بنصيبك؟

- بنصيبي؟

- نعم.. فقد حدث لي مرة أنني سطوت على أحد البيوت، فطالب صاحب البيت شركة التأمين بثمن الأشياء التي أخذتها، وثمن أشياء أخرى لم أرها ولم آخذها، وأجابته الشركة إلى ما طلب.. إن في استطاعتك أن تفعل مثله.

- حسناً، فقط أرجوك أن تأخذ ما تريد وترحل.
- أصغ إلي، إنني أعرض عليك صفقة رابحة، وكل ما أطلبه منك هو أن ترشدني إلى ما خف حمله وغلا ثمنه.
وأفرخ روع بونر، فقد كان اللص يتكلم بطريقة رجال الأعمال،خذ وهات.

قال : حسناً، إن لدينا كمية من الصحاف وأدوات الطعام المصنوعة من الفضة، وقد ورثتها زوجتي عن أمها، ويسرني كثيراً أن تأخذها كذلك تملك زوجتي بعض الفراء الثمين، ولكنه مخزون في أحد محال حفظ الفراء.. ولدى زوجتي بعض الحلي والمجوهرات، غير أنني لا أعلم أين تخفيها.

أما النقود، فلا يوجد منها في البيت أكثر من خمسين دولاراً، لأننا نحتفظ بأموالنا في البنوك.

فهتف اللص : لا أظنك ستقترح إعطائي شيكاً بمبلغ من المال.
إني لا أقبل الشيكات الزائفة التي ليس لها رصيد.

- صبراً، صبراً لحظة لقد خطر لي خاطر.

- ما هو؟

- إذا أديت لي خدمة معينة، فإني أعطيك شيكاً بمبلغ ضخم.

- كلام فارغ.

- بل إنني جاد فيما أقول، وسأدبر الأمر بحيث يمكنك الحصول على قيمة الشيك دون أن يكون في استطاعتي وقف صرفه.

- يخيل إلي أن المسألة تستحق البحث، ماهي الخدمة التي تريدها؟

Truce | هِـدنه.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن