نظر لها ريّان بتفاجؤ، لتبدأ هي في السُعال حينما استنشقت دُخان النيكوتين، ليُسارع هو في التخلص من سيجارته وهو يحرك يديه في الهواء وأمام وجهها ليحرك الدُخان بعيدًا، حتى توقفت عن السُعال أخيرًا وهي تستند على كتفه ..
رفعت عينيها المُحمرتين من آثار الاختناق والدموع وعاودت سؤالها ثانيةً، ليُمسك ريّان يدها وهُما يدلفان لغُرفته حتى جلسا على السرير ..
" وأنا أثق فيكِ ليه ؟، ما إنتِ ممكن تغدري بيا ؟" قال بهدوء وهو ينظر لها بشفقة حاول مُداراتها ..
" هو هيبقى طلب صعب أنا عارفة، بس أنا فعلًا هغدر بيكِ لو مكتبتش عليا طول ما أنا قاعدة معاك هنا، ومش هتردد لحظة أهرب أو أقتلك ومش هيفرق معايا حد .." قالت بهدوء هي الأخرى، استفزه هو على الناحية الثانية، ليقطب حاجبيه بتعجب ثُم باغتها قائلًا وهو يميل عليها حتى تسطحت على الفراش بخوف واعتلاها هو قائلًا بخُبث:
" وإنتِ مفكرة إني لو عاوز منك حاجة هتمنعيني ؟"
كانت أنفاسه الدافئة الهادئة تلفح بشرتها الحمراء من بُكائها وانفعالها، وعيناه الزرقاواتان تغزوان بُندقيتيها بحنان توارى خلف الخُبث المُطلّ منهما، لم تكن خائفة ولم تكن حتى تتنفس بانفعال، من مُعاشرتها القليلة لهذا الرجل، فـريّان أبعد ما يكون عن شهوته وغرائزه كـمُعظم الرجال ..
" إنت متقدرش تاخد حاجة مني غصب عني " قالت بهدوء وهي تحاول عدم التعمق في بحاره الصافية، ليقترب بوجهه منها أكثر وهو يقول بـ عبث:
" ليه إن شاء الله!، ع أساس أنا خاطفك وجايبك هنا بالحُب ؟"
كانت هُنالك نبرة ساخرة تُغلف نبرته العابثة المريرة، لتقول وهي تضع يديها على صدره تبعده عنها:
" ريّان دي مش طريقة حوار "
كانت نبرتها اعتراضية، ولكن يبدو أنه لم يتأثر خاصةً مع سماعه لاسمه من ببن شفتيها، وحقًا .. متى صار اسمه حُلوًا جدًا كما الآن !
" ابعد .. " قالت بزمجرة ثانية؛ لينهض بعدها قائلًا بجمود وهو يحاول السيطرة على انفعالاته ونبرته المُهتاجة:
" اطلعي بره"
" بـس .." حاولت الاعتراض لينظر لها بغضب ناري قائلًا بهدوء صاكًا على أسنانه بحدة:
" قُلت .. اطلعي .. بره" كان يضغط على كل كلمة وحروفها، لتنهض هي بتوتر وخوف وتخرج وتغلق خلفها الباب بخوف ..
لأول مرة في حياته، يشعر أنه مُهدد حين اقترب من امرأة!، وامرأة عليه التخلص منها وقتلها !
كان صدره يعلو ويهبط بانفعال جمّ، وهو يفتح أزرار قميصه ويقف في شُرفته علّه يستنشق الهواء ليزيح هذا الثقل عن صدره ..
" ريّان إنت كويس ؟" تساءلت بقلق وهي تطرق الباب بخوف، ليصلها صوته الذي حاول بكل ما في قوته التحكم فيه وإظهاره مُتماسكًا ..
أنت تقرأ
«مـلاذي.» ✔️
Romance" أنتِ ملاذي ومأواي الوحيـد." « ريّان الحمّادي، القاتل المُرتزِق الأمهر، يفشل لأول مرة في حياته في مُهمة قتل الضابطة والعميلة في المُخابرات المصرية (حبيبة الرشيدي)، ليعلم أنها كانت تعرف عنه وعن مُنظمِته من قبل وأضحى كل شيء خطرًا، يُضطَر لاختطافها أس...