قرار الانتقام قد يُولد بين ليلة وضُحاها، وقد يُولد خلال سنوات كثيرة مع التحضيرات لإتمامه دون ثغرات ..
واختيار حبيبة للانتقام من قاتل والدها كان الأخير، ظلت تبحث عنه سنواتٍ وسنواتٍ، وحين تهتدي إليه يكون قادمًا ليتخلص منها !
ابتسمت بسُخرية وهي تستند برأسها للخلف، بالأمس اتفقت مع ريّان على أن يتم عقد القران بينهما اليوم، بشهادة يامن ويُمنى الذي سيُخاطر كلًا من يامن وريّان ويُعرفانها السر ..
كما سيتصل علي ويأتي ليشهد كذلك، هي -حبيبة- ورغم كل ما حدث لا تتقبل فكرة أن تبقى معه تحت سقف واحد، حتى وإن كانت بحُكم الميتة الآن، دون أن يكون ما بينهما حلال ..
وما يدريها ما الذي يمكن أن يفعله ريّان يومًا!، هي لاتزال لا تثق فيه تلك الثقة التي تخولها وهب نفسها له وترك حريتها معه دون رابط شرعي بينهما ..
نهضت بهدوء وهي تغسل وجهها ببُطء، لن تستطيع التزيّن كأي فتاة يوم عقد قرانها !
لن تستطيع أن تمارس حياتها بشكل طبيعي وكل هذا بسببه !
حين انتهت، سمعت صوت باب المنزل يُفتح، لتفتح باب غُرفتها وتخرج بخوف، هذا ليس ميعاد عودة ريّان من الخارج، ومن وجهة نظرها التي ليس لها أي قيمة، لن يعود لأجلها خاصةً بالطبع !
لكنه خيّب آمالها وهو يدلف ومعه فتاة مُحجبة ملامحها لطيفة جدًا ..
ومن غيرها ستكون، بالتأكيد هذه يُمنى، لتسمع صوته الرخيم مُناديًا:
" حبيبة، تعالي .. "
كانت يُمنى تحمل بين يديها عُلبة هدايا كما يفعل ريّان المثل، لتتقدم يُمنى وهي تنظر لها بحُب وود:
" أنا يُمنى .. "
" حبيبة .. " صافحتها حبيبة بود، يبدو أن أواصر الصداقة ستتصل بينهما ..
" دي هدية صُغيرة مني أنا ويامن، واللي مع ريّان دي هدية علي، أما ريّان فهو عشان مُهزق مجابلكيش حاجة .. " قالت يُمنى بود مرح، لتضحك حبيبة وهي تنظر لملامح ريّان التي تجعدت بغيظ ..
" ما أنا برضو مكنش ينفع أعاملك كويس، كان لازم أصدر لك الوش الخشب .. " قال ريّان بفُكاهة لاحظتها فيه حبيبة لأول مرة، وتساءلت بينها وبين نفسها، إن كان يضحك ويمازح أصدقاءه ويعيش حياةً طبيعية، لِمَ يُعاملها بجفاء وجمود وكُره هكذا ؟
لاحظ ريّان نظراتها المُتأملة نحوه، ليمد يده بهدية علي قائلًا بلُطف:
" بيقولك هييجي يهيص لك بالليل ويعمل لك اللي ما اتعمل .. "
" ينوّر والله .. " قالت حبيبة وهي تلتقط العُلبة منه، لتتلامس أيديهما، وتسري تلك الكهرباء اللطيفة بينهما، كهرباءٌ يُجربها كُلٌ منهما لأول مرة، ليسحب ريّان يده بهدوء وهو يقول واضعًا إياهما في جيبيه:
أنت تقرأ
«مـلاذي.» ✔️
Romance" أنتِ ملاذي ومأواي الوحيـد." « ريّان الحمّادي، القاتل المُرتزِق الأمهر، يفشل لأول مرة في حياته في مُهمة قتل الضابطة والعميلة في المُخابرات المصرية (حبيبة الرشيدي)، ليعلم أنها كانت تعرف عنه وعن مُنظمِته من قبل وأضحى كل شيء خطرًا، يُضطَر لاختطافها أس...