البارت الأول

306 12 7
                                    

لماذا أنا؟!
كلمة ترددت بداخلي كثيرًا منذ وفاة أمي وأبي.
أنا ياسما بياري وحيدة والدي و مدللتهما، أبلغ من العمر 18 عامًا.

كان كل شيء بالنسبة لي في هذه الدنيا أجمل من الجمال بحد ذاته، أعيش في أسرة جميلة بكنف والديّ الحنونين، ومع أنني لم امتلك إخوة فقد فقد كان والداي بمثابة الإخوة والأصدقاء لي، فلم امتلك يومًا من يفهمني أكثر منهما، ولكن حياتي انقلبت كليًا بعد وفاة والديّ.

حدث ذلك في يوم ميلادي الخامس عشر أي منذ ثلاث سنين، حين خرج والديّ ليشتريا مستلزمات الحفل ولم يعودا، تمنيت لو أنني ذهبت معهما ومتّ بقربهما، ولكن لا تعطينا الحياة دومًا ما نتمنى. قيل لي يومها أن والداي ماتا بسبب وقوع سيارتهما أسفل الجرف بسبب عطل في المكابح، والأصعب من ذلك أنهم لم يكتشفوا إن كان الحادث متعمد أم مجرد حادث عاديّ، و لكنني ما زلت متأكدة أنه ليس حادثًا عاديًا فلم انسى يومًا حرص والدي على سلامتنا، فقد كان دومًا قبل الخروج يتأكد من مكابح السيارة و غيرها من الامور.

ولكن معاناتي لم تنتهي هنا إذ أن أقاربي لم يقبل أي منهم أن يعتني بي لكوني ما زلت طفلة لا أستطيع العمل وهم لا يستطيعون أن ينفقوا عليّ، حينها تواصلت صديقة عزيزة لوالدتي مع أحدى دور الأيتام لكي أذهب إليهم، بعد أن رفض زوجها أن أعيش معهم.

لم أكن اتوقع أن احتفل بعيد ميلادي الخامس عشر بدارٍ للأيتام، وبدل أن أفرح أبكي.

مضت الثلاث سنين بشكل اعتياديّ، من الميتم إلى المدرسة وبعد العودة ادرس ثم آكل ومن ثم أنام، و بمضي هذه السنوات تحسنت علاقتي مع الجميع حتى و إن لم أتعامل معهم بشكل طبيعي، إذ أنني في أيامي الأولى في الميتم لم أكن اقبل الحديث مع أحد فقد دخلت في حالة من العزلة و الاكتئاب، ولكن مع مرور الأيام بدأت بتقبل الواقع ولكنني لم انسى يومًا ما حدث ولن أنسى أبدًا.

أخرجني من ذكرياتي صوت ايزابيل (زميلتي في الميتم) و هي تخبرني أن المديرة تطلبني لأمرٍ طارئ، استغربت بادئ الأمر فالمديرة لا تستدعي أحدًا بشكل طارئ إلا إذا ارتكب خطأً، و أنا لا أذكر أني فعلت شيء خاطئًا، لم استغرق كثيرًا في التفكير و اتجهت سريعًا إلى غرفة المديرة، فطرقت الباب و من ثم دخلت.
فقالت المديرة: تفضلي بالجلوس عزيزتي ياسما.
جلست و قد ظهرت على وجهي علامات الاستغراب و الفضول.

– عزيزتي ياسما لا أريد أن أطيل الأمر، و لكن و كما تعلمين فأنتِ يتوجب عليك ترك الميتم في الأسبوع المقبل، ولأنني أعلم أنكِ فتاة ذكية و مهذبة فقد تواصلت مع إحدى الجامعات الخاصة المشهورة و التي يوجد بها سكن للطلاب و أخبرتهم عنك، فقالوا أنهم سيقدمون لكِ منحة و سيفرحون إن قبلتِ الانتساب لجامعتهم بسبب تحصيلك الدراسي المرتفع، وبذلك لا يبقى عليك سوى توفير مالٍ لتشتري مستلزماتك الخاصة.

يتيمة وشرطي في زي طالبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن