البارت الثاني

163 13 5
                                    

لماذا تخالفني الحياة دومًا؟!
فها أنا اليوم بعد أن اعتدت على حياتي في الميتم، حتى وإن لم أحظى بأصدقاء، ولكني اعتدت.

اليوم هو يوم خروجي من الميتم؛ لأذهب إلى حيث لا انتمي، إلى تلك الجامعة الخاصة، لا يمكنني أن اعترض وأقف في وجه مستقبلي، كما وأن تلك الجامعة ستؤمن لي مسكن بالمجان، وهذه أيضًا نقطة لصالحي.

ها أنا الآن أدخل من تلك البوابة الحديدية الكبيرة إلى داخل الجامعة، وفور دخولي توجهت أنظار الجميع لي، لا أعلم لماذا ينظرون هكذا، هل يعقل لأنني جديدة أم لأنني ارتدي الجينز لا تنورة قصيرة، أم لأنني لا ارتدي كعب عاليًا وارتدي حذاء رياضيًا، لا يهم فقد اعتدت على مثل هذه النظرات، كما وقد اعتدت على أن ابقى واثقة بنفسي ولا أهتم إلا لرغبات بطني، الذي مهما وضعت به لا أسمن.

ذهبت مباشرة بعد استعانتي ببعض الأشخاص الذين تبين لي أنهم لطفاء إلى مكتب المدير، فدلفت إلى الداخل وقد نسيت طرق الباب، ولكنني تجمدت في مكاني بعد أن أفزعني صوت شاب يبدو أكبر مني بما يقارب الثلاث سنوات ذو عينين سوداوين حادتين و شعر أسود مصفف إلى الخلف، كان على ما يبدو يجلس على الكرسي المقابل للمكتب ولكنه يقف الآن وهو ينظر إلي بحدة، ثم صرخ قائلًا:

–من سمح لكِ بالدخول من غير إذن. (صرخ أمير غاضبًا).
–أمير، أرجو أن تهدأ، تلك هي الأنسة الصغيرة التي أخبرتك أنها ستنضم إلى جامعتنا اليوم بني. (قالها المدير محاولًا تهدأة أمير).

ثم قال موجهًا الحديث لي:
–تفضلي يا ابنتي بالدخول، كما وأعتذر منكِ عن تصرف ابني الفظ، ولكنه اليوم متوترٌ بعض الشيء بسبب أمر ما.

استغربت بداخلي من هذا الفرق الكبير بين أبٍ حنون وابن فظ، دلفت إلى الداخل تزامنًا مع خروج هذا الشاب الذي يدعى أمير، فتصادمت أكتافنا معًا وعلى ما يبدو أنه تعمد ذلك، لم أعلم لماذا يجب عليه أن يكون فظًا مع أناس لم يقابلهم من قبل.
–اجلسي يا ابنتي. (قاطع شرودي صوت المدير الحنون )
جلست وأخذنا نتبادل أطراف الحديث إلى أن أعلن الوقت بدأ محاضرتي الأولى، فخرجت من هناك وقد. شعرت ببعض الراحة لوجود هذا المدير الحنون.
______________________________________

#أمير
7:00AM
نهضت من السرير بكسل وكم كنت أود العودة إليه و النوم مرةً أخرى، لا أعلم لماذا يجب أن نستيقظ باكرًا للذهاب للعمل! لماذا لا يبدأ العمل في العاشرة صباحًا أو ما بعد ذلك؟

هذا ليس مهمًا الآن، المهم هو أنني يجب أن أسرع في الاستعداد للخروج فلا يجب أن اتأخر، خصوصًا وأنني اليوم سابدأ بقضية جديدة تبدو شائكة جدًا، إذ يجب علي البحث خلف شركة ضخمة، تعد من أكبر الشركات في البلاد، إذ أننا في مركز الشرطة نشك بأن هذه الشركة متورطة بأمور مشبوهة وغير شرعية، ولكننا لم نستطع إلى الآن أن نجد دليلًا واحدًا ضدها، ومن أجل ذلك يجب علي أنا أن اتنكر بهيئة طالب في إحدى الجامعات الخاصة وأن آخذ دور ابن مدير هذه الجامعة كي أتقرب من ابنة صاحب هذه الشركة التي تدرس في هذه الجامعة الخاصة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 20, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

يتيمة وشرطي في زي طالبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن