طرقت على الباب طرقات سريعة ثم نظرت فى ساعة يدها لتجدها السابعة والنصف مساءً ..زفرت الهواء الدافئ من فمها أثر البرد .. ثم وضعت يديها فى جيوب تنورتها لتدفئهما .
انفتح الباب لتظهر منه كلوى .. نظرت لها مادلين من أعلى إلى أسفل وببطء فتحت فمها ببلاهة .. حيث كانت كلوى مرتدية مئزر مطبخى أبيض اللون ملطخ ببعض الصلصة الحمراء وممسكة بإحدى يديها ملعقة طعام كبيرة وحتى تكمل المهزلة رفعت شعرها الذهبى القصير فى مشبك وردى اللون مع تساقط بعض الخصلات على عينيها
" مادلين ؟! مالذى جاء بكى فى هذا الوقت ؟" سألت وهى تمسح يديها الملطخة بالصلصة فى مئزرها " ماذا حدث معكى بحق السماء ؟!" باشرت بسؤالها وهى تؤشر بيديها على منظر كلوى ... وجهت كلوى نظرها إلى نفسها ثم نظرت لمادلين بملل " ماذا برأيكى يحدث معى؟ بالتأكيد أقوم بطهى الطعام .. هيا أدخلى الجو بارد هنا " ثم سحبت مادلين إلى الداخل
" لم تجيبينى على سؤالى بعد ؟ " قالت كلوى وهى تغلق الباب وراء مادلين .. تنهدت مادلين بغضب عندما تذكرت سبب مجيئها " لقد طلبت منكى البارحة ان ترسلى لى عنوان المركز لكن لم ترسلى شيئاً حتى الآن"
ضربت كلوى رأسها بالملعقة بخفة ثم قالت " يا إلهى لقد نسيت بالكامل أعت .." قاطع صوتها صوت رجولى صادر من غرفة المعيشة " من الطارق كلوى ؟"نظرت مادلين لكلوى بتساؤل عن مصدر الصوت فصاحت كلوى " إنها مادلين يا أبى " وبدأت فى دفع مادلين إلى غرفة المعيشة ... وما إن دخلت حتى رأت رجلاً فى منتصف الستينات شعره أبيض بالكامل يجلس على الأريكة بإرياحية ممسكا بجريدة يقرأ بها
" مرحباً مادلين إبنتى كيف حالك " سأل ببحته المسنة .. ردت عليه مادلين بهدوء " فى أحسن حال " " هيا إجلسى حتى أصعد إلى غرفتى واجلب لكى العنوان " دفعتها كلوى لتجلس على الأريكة " ألن تقدمى شيئا لصديقتكى لتشربه ؟" سأل والدها وهو يغلق الجريدة .. لوحت كلوى بيديها وصاحت وهى تصعد الى غرفتها " هى تعرف المنزل فلتجلب ما يحلو لها "
هز والدها رأسه بيأس منها " سوف تجعلنى اذهب إلى دار المسنين حتى لا أجن منها ... أراهن أنها أحرقت المطبخ وهى تعد المعكرونة بكرات اللحم " همس لمادلين لتقهقه هى بخفة .. ثم ظهرت كلوى فجأة فى الغرفة وهى تضيق عينيها " أعلم أنكم تثرثرون على كلوى .. أيا يكن .. هذا هو العنوان " مدت الورقة لمادلين لتنهض وتأخذها منها لتردف كلوى " كنت سوف أذهب معكى لكن كما ترين " قالت وهى ترفع الملعقة فى وجه مادلين " لا بأس أكملى طهيك .. يجب أن أذهب حتى لا أتاخر ... وداعاً " ودعتهما وهى تفتح باب المنزل لتخرج منه .
اوقفت سيارة أجرة وركبت بها وأخبرت السائق المكان الذى ستذهب إليه .. أسندت رأسها على زجاج النافذة تشاهد النجوم تزين السماء الفحمية
توقفت السيارة لتنظر حولها لترى أنها وصلت المركز .. دفعت للسائق ثم تقدمت حتى تدخل فلفحها الهواء الدافئ نتيجة المدفأة فى المكان
أنت تقرأ
الفتاة الهادئة
Fanfiction" نعتذر .. لم نستطع إنقاذها .. الحالة كانت خطرة جدا " هى فتاة هادئة ، جميلة ، طموحة و متهورة ..... ماذا سيكون نصيبها فى هذه الحياة القاسية التى لا ترحم أحد .. هذة قصة مادلين الفتاة الرقيقة