دائماً مَايَجِدُ الظَلامُ طَريقاً جَديداً إليّ، أَشْعُر بِالبَردِ وَهَذا نَذيرُ شُؤومٍ لِي، أَعُد، خَاروف، خَارُوفان، ثَلاثُ خِراف، لَازَلتُ أَعُد حَتى أخِر رَقمٍ أعرفُه وَلَم يُقِبِل النَومُ عَينيّ أبداً، صَوتٌ يَتردَدُ هُنا وَهُناك،وَكَأنهُ دَبيبُ النَمل رَبما؟، يَمشي دَاخِل عَقلي وَيَحتَفلُ بِصخبٍ دَاخِل جُمجُمتي، صُداعُ يَفلِقُ رَأسي، عَليّ إيجادُ مِقبَسُ النُور، عَليّ إنارةُ الغُرفة حِين يَحِلُ الظَلامُ حَولي، أَصابِعِي تُثيرُ رَيبي أودُ قَطعها حَقاً، سَتبدُو يَدي غَريبةً مِن دُونِها، لَكِني لَن أستَطيِعَ الرَسم حِينها هَذا مَايَجْعَلُني أَتراجَعُ عَن فِعلِها، رَائِحتي نَتِنه، لَن اَسَتحِم فَالمَاءُ يَحرق، أذَكُرُ أخر مَرةٍ أَحرقَني بِشده بَات لَونُ بَشرتي وَقتَها أزرقاً، خُطُوطُ مُتساويه عَلى طُوُلي ذِراعي لَا تُقاطِعُ بَعضها بِطُول خَمس عَشرةَ سَم، أَرسُمها بِإتقان مُستَخدماً مِسطرةً وَشَفره حَاده مِما تُسهلُ رَسم الخَطِ بِسُهولة، اُدخِلُ إصبَعي بِالطول دَاخل ذِراعي، ألمٌ مُستساغ يَنتَشِرُ بِداخِلي، أَتَسمعُ صَوت طَرقٍ بِعقلي، أحدُهم يَطرقُ لِأستَيقظَ رُبما، هَل أنا نَائم الآن؟!، أم أن أحدَهم دَاخِل عَقلي؟!، تَبَتسِمُ بِخِفه لِأطمَئن وَأشُعرَ بِالدِفء فَأقتَربُ طَامِعاً بِالمَزيد مِن الدِفء أَدفنُ وَجهي دَاخِل عُنقِها، أشْتم عَبقها الفَاتِن، أتلمسُ بَشرة عُنُقها بِأنفي فَأهيم، ذَلك الطَوق المُعلقُ عَلى نَحرِها يُجَمِلها أم هِيّ تُجملهُ؟، اَرى يَدها تُحِيطُ بِي أوَدُ قَطعها لِأرى إن كَان هُنالك دَمٌ يَسري دَاخِلها لَكن إغلاقُ الشُقوقِ يَتطلبُ وَقتاً طَويلاً وَأنا لَا اُريدُ أن تتَألم كَثيراً، تَخفي شَيئاً فَشيئاً، تَتلاشى وَكَأنها رَذاذُ مِن مَادةٍ سَوداء، يَحِلَ الظَلامُ مُجدداً، يَحتَلُ البَردُ جَسدي، أَتَكِئُ عَلى الحَائطِ بِجبِيني أَتنفسُ ضِدهُ، بَدأتُ أفقِدُ السَيطره عَلى عَقلي لَا شيءَ يُجدي نَفعاً كُل ذَلك عَليهِ أن يَنتهي، "اللَعنة"، لِمَ يَستَمِرُونَ بِصُراخِ دَائماً لَا أعلمُ مَاعِلتهم؟، أُريدُ أن أذهبَ فَحسب، مُختَنقٌ وَسط النَعيم، تِلك التَي تُسميها قُبله تَأخُذني بَعيداً عَن عَقلي، هُوَ يَحرقُ قَدمي الآن وَ يَبتسمُ لِذلك، يُخبرني بِكم أنا سَيء وَأستَحِقُ العِقاب، التَفكِيرُ لَيسَ جيداً لِلعجائز، وَكُل مَا اُريد أن أتَذكرهُ أني مَررتُ بِجانِبكِ بِعد تِلك اللَيله وَبكيتُ كَثيراً لِأجلكِ، قَبَلتُكِ كَثيراً فِي أحلامي، حَادَثتُكِ أقَلَ فِي يَقظتي، كُنت أهربُ مِن كُل الظَلامِ نَحوكِ، أهربُ مِنكِ إليكِ حَيثُ أنتمي، ظِلي يَتلاشى عِند ظُهورِ الضَوء، يَجبُ عَلى أحدِهم المَوتَ لِيُخلدَ فِالجحيم،وَالآن لَم يَعُد يَستَهويني النَجمُ البَعيد، وَأنا فَقط اُريدُ لَعنَ تِلك الغَيمه التِي تَحجِبُ شَمسي، لَيلاً دَائماً أيقَظتني كَوابِيسي كَثيراً فَهَلا إحتَضَنتِيني الآن وَتُطمئنيني؟!، وَهَا أنتِ ذَا تَركتِني أهيمُ وَحيداً، لَطالما فَشِلتُ بِالإعتذار وَإلقاءِ النِكات وَ التَحدُثَ بِعِدةِ مَواضيعَ مُختَلفه فِي وَقتٍ وَاحد، حَصَلتُ اليّوم عَلى نَجم، وَهُنا وَقعتْ عَينايّ عَلى سِنجابٍ يَبحثُ عَن البَلوط، أَعلمُ تَماماً أن لَا سَناجِبَ فِي بَلدتِنا فَقط اُحب تَخيّل أشياءٍ سَخيفةٍ تَبدوُ مُبهرةً لِعَقلي المَعطوب، أَشعرُ بِأنفاسِهِ عَلى رَقبتي وَلازِلتُ أذكُر كَيف كَانت اَنفاسُهُ تَعزِف المَوتَ بِأُذنيّ، رَجيتُ، صَرخت، بَكيت، لَكن لَم أجِد عِناقاً يَحويني أو رَائِحةً لِأستَنشِقُها غَير رَائِحه المَوت، سَأمُوتُ يَوماً، سَأبكي طَامعاً بِالحَياة، لِمَا لَا تَصمتُ فَحَسب؟!!، ألم تَمل مِن نَحيبكَ فِي رَأسي؟!!، لِما لَازِلتُ أسَمعَُ شهقاتِكِ بِأُذنايّ؟!، مَاأَفضلُ طَريقةٍ لِقَتلِ أحدهم؟!، يَبدو أن الأمرَ لَن يَطول، كُل شَيءٍ يُشيِرُ لِذاتِ النِهاية، كُلُ مُحاولةٍ كَ؛سَبِقاتِها، لِما لَازِلتُ اُحاول؟!، صَوتُهُ مُجدداً يَدوي بِجُمجُمتي، رَباه!! إني مُتعبٌ حَد الهَلاك، اُغمضُ عَينايّ، أضُمُ نَفسي لِنَفسي رَاجِياً مِنهُ أن يَتوقف، كُنتُ اُحِبُ أن أَنظُرَ لَهم فِقط، لَم أود المُشاركه يَوماً تِلك تَضحك مَع رَفيقاتِها وَتِلك تَشعُرُ بِالمَلل وَهُناكَ بِزَاويةٍ مَاتتحَدثُ بِحماسه، وَتِلك تَنفجرُ غَضباً، وَهُناكَ مَن أثقَل النَومُ جِفناها فَوضعت رَأسها لِتنام كَان ذَلك يُؤنسُ وَحدتي حَقاً، كُنت اُحب أن أُلقي نَظَراتي الخَاطِفه بَين الفَينةِ وَ الأُخرى لِأرى مَا إن كَانت هُنالكَ أم لَا، لَازِلتُ أشعُر بِالعار لِكوني شَخصاً لَا يُحتمل، اُحب تَجاهُل تِلك الحَقيقهَ كَثيراً حَتى تَأتي أمامي مُجدداً لِتَصفَعني لِأني نَسَيتُها، مُبهره صَحيح؟، نَسماتُ الهَواء كَانت تُداعِبُ وَجنتَها، تَلعَقُ شَفَتيها النَحيله لِتُزيل الطَبقه الجَافةَ، أعَلها تَبتَلِعُ شَهدها؟، لَرُبما لِأنها تَشَعُر بِالضَمء؟، أظُن أنهُ لَيسَ كَافياً لِيُبَلِلَ حُنجَرَتَها الجَافه، كُنت اَتنهَدُ كَثيراً وَأَشْرُدُ بِها أكثر، أَتَكِئُ لِلخَلفِ مُتأملاً وِجهُهَا المَلائكي، وَصَوتُ ضَحِكاتِها الرَنانه تَعزِفُ دَاخِل عَقلي وَكَأنها مُوسِيقى كَلاسِيكيه تَستَحِقُ أَن تُقدس، تُمَررُ يَدها بِداخِل شَعرها الحَريري، يَكادُ يَصِلُ لِنِهايةِ رَقَبَتها، أمِيلُ بِرأسي لِتَتدفقَ كُل تِلك الأفكار لِعَقلي مُجدداً، لِأستَوعبَ أنها سَرابٌ مَرةً أُخرى، لَم اُدرك حِين كُنت بِجَانِبها أني سَيء، وَلا يَجبُ عَليّ الإقترابُ لِأحدِهم، هِيّ كَانت أحدهم؟!!، لِما عَلى عَقلي أن يَكونَ لَعيناً يَرمي بِأفكَارهِ الخَبيثه أمَامي لِاُدركَ أني أحمقٌ لِتَجاهُلي إياهُ لِثوانٍ، عَاد الظَلامُ يُحيطُني رَائِحةُ الصَدء تَملئُ أنفي، طَعمُ الدِماءِ فِي فَمي، سِجارةٌ مُطفئةٌ دَخِل كَفي الأيسر، اَضحكُ بِقوة، لِلحد الذِي أشعُر أن عَينايّ بَاتت تَخرُجُ مِن مَكانِها، رِئتاي تَطَلُبُ الهَواء لَكن لَا، وَهاهِيّ تَتَحدثُ وَأنا اُركزُ عَلى كُل كَلمةٍ تَخرجُ مِن ثَغرِها عَليّ تَمالُك نَفسي لَا وَقتَ لِتلعثُم أو التَرَدُد عَليّ أن أكونَ بِ عَقلي الذِي فَقدتُهُ، دَعيّ لِي فُسحةً بَينَ شَفتيكِ تَتَحَدَثُ بِها شَفتاي دَعي الأسى يَتَسربُ مِني بِكِ،لَطَالَما كَتبتُ رَسائِل لِأشخاصٍ كُثر، ألومُهم وَأَشتُم بِهم كَثيراً وَاُمزِقُها، بِتُ اَكُتُبها لَكِ أيضاً دُون شَتمٍ أو لَوم لَا اُمزِقُها اَحَتَفِظُ بِها وَحقاً أكرهُ ذَلك وَلَكن لَا بَأس، لِا زَال ذَلك اليّوم يُعادُ فِي رَأسي عَلى أن أجِدَ حَلاً أو شيئاً لِأُدركهُ مُتأخراً رُبما أو حَتى لَا اُدركهُ أبداً، لَا شيء لَا شيءَ يُمكنُ وَصفهُ مِن وِجهَةِ نَظري، كُل الذَنبِ كَان يَجبُ أن يَكون عَلى عَتِقي فَلِما تَحملهُ الآخرون؟!!!..
كَانت عَيناها كَالقَمرِ، مُضيئٌ، وَجميل حِين يَكونُ بعيداً عَني، وَكُلما إقتَربت لَهفةً لِنورهِ أُدركُ أنهُ مُعتمٌ عَديمُ الضَوء مُظلم، وَفي تِلك الظُلمه كُنت أفْقِدُ ذَاتي، لَم اُخطئ يَوماً حِين دَعَيتُكِ بِ ذَات القَمريَتين، أَسئَلُ عَقلي أسئلةً أَجهلُ إجابتها وَأتجاهَلُها لِأنها تُؤذيني، اَعبثُ بِكُل شَيءٍ حَولي حَتى اُشتِتَ أفكاري، أرسُمُ خَربَشاتٍ أَعلى الكِتاب، أعقِدُ أصابِعي بِبعضِها حَتَى تَعرقت فَأترُكُها، أفْرُكُ عَينايّ، أضَعُ رَأسي عَلى الطَاوِله، أمضغُ العِلكه بِقوةٍ، أَسمعُ صَدى صَوتِ المَضغِ فِي عَقلي كُل مَن حَولي يَتحَدث بَينَما أنا شَارِدُ الذِهن، اَعُدُ صُفوفَ النَمل، اُهدءُ عَقلي، وَاُخبرهُ أنها وَساوسٌ لَا حَقيقةَ لَها وَاعَلمُ أني أكذِب، أَمسحُ يَدي بِزيّ الذِي أرتَديهِ وَاَشُدُ عَليه، اَهمسُ لِذَاتي بَعض الكَلِمات عَل عَقلي يَهدأ مِما يَجولُ بِه، أنقرُ على الطَاوِله بِنقرٍ مُنتَظِم، أحُكُ مُؤخرةَ عُنقي، أعبثُ بِجوارِبي وَأسحَبُها لِلأعلى، أفتحُ عُقدةَ الحِذاءِ وَاُعيدُ عَقدها، أَخلعُ نَظارَاتي وَأُعيدُ لِبِسها، اُشَتِتُ نَظري عَن تِلك التَي تَستَحِلُ مُضغةً مِن جَسدي، لَازِلتُ لَم أشعُر بِ الإرتياح،أشعُر أني فِي المَكانِ الخَطأ، أو مَكانٍ خَطر، عَقلي يَصرُخ بِي حَتى أهرُب وَأنا أنصَاع دُون جِدالٍ مَعهُ، لَا اُحبُ الدُخولَ فِي أي نِقاشٍ جَاد، أجِدُني أهربُ مِنهُ بِأيتِ طَريقةٍ مُمكنه لَستُ مِن مُحبِ الحَقيقه، وَخصيصاً حَقيقةَ ذَاتي التِي أَمقُتها، اُريدُ أن أسمعَ أكثرَ مِن أن أتَحدثَ، لَطالَما أحبَبتُ ذَلك إنه فَقط يُعطي عَقلي الكَثيِر مِن التَساؤلات وَاُذنايّ الكَثيرَ مِن المُتعه لِسَماعِ حَديثِه، فَمِن التَساؤلاتْ التِي دَاهَمت عَقلي تِلك المَره مَاذا لَو إحتَفَظتُ بِإصْبَعيها الخُنصرِ لَدي فِي عُلبةٍ زُجاجيه لتَدوم لِلأبد؟!، لَم أكتُب الشِعرَ يَوماً أو النَثر لِأن الكَلِماتِ دَائماً مَا تأتيني مُشَتته وَمُختَلِفه، مُتَفَرِده بِذاتِها سَطراً لَا يُطابِقهُ الأخر، أَكتُبُ مَايَعِجُ بِجُمجُمتي لَستُ بِكاتبٍ عَظيم لَكِنني اُجيدُ رَص الأحرُفِ بِتَرتِيبٍ يُرضيني، كُل تِلك الكَلمات المُبعثره دَاخِلي لا أودُ كِتابتها لِتَذهبَ بَعيداً، وَلَن أستَطيعَ جَمع شَتاتَ ذَاتي دُونها، اَحرصُ أن يَبدوَ سطراً مُتقناً لِيبقى أطولَ وَقتٍ مُمكن فِي عَقل أحَدِهم، إختفتِ كُل تِلك التَساؤلات مِن ذِهني بِمُجدرِ شُعوري بِهاله غُموضٍ تَقترب، رائحةُ تَغزو أنفي مَع رَائحةِ العِطرِ خَاصتهِا المُميزه، أجهَلُ كَيف بِإمكَانِها أن تَكونَ مِثاليةً دَائماً، رُغم الإرهاقِ البَادي عَليها، وَ الهزَائم المُستَوطَنه حَولَ عَينيها، تَشَقُقُ شَفَتيها وَجفافِها، كَم سَطراً لَازَال عَليّ كِتابتهُ لِتَكتمل الوَرقه؟، لِما لَا نِتركُ الأُمور فِي نِصفها؟!، أُناقِضُ نَفسي كَثيراً أبغضُ ذَلك، كَيف لِي أن أكونَ شَخصاً مُتناقضاً لَيُفكرُ بِالإتزان؟!..
لَستُ اُحب الإعتِذار عَن مَاأفعل، لَأن ذَلِك يُضعني أمام شَخصٍ أخطَأتُ عِنده بِشكلٍ مُباشِر، بِطريقةٍ تُمرضُني، سَيكونُ الوَضعُ غَريباً وَمَاأمقَتُهُ، أُفضل أن لَا أعتَذِر لِأحد عَن مَا أفعل، إنما فَقط لَا اُعيدُ الكَره، لَربَما أقُول لِ أُخَفِف شُعوري بِالذَنب، جُل مَا أعرفهُ أني أكبَرُ كَارهً لِذاتي وَلَم اُحاول فَهمها حَتى، وَإن كَانت مُخطِئه فَأنا أول شَخصٍ أرفعُ أصابِع الإتهامِ وَالشَتم لِنَفسي وَ هَذا مَا يَجعبُ جَميع الخَياراتِ فِي التَبريرِ مَحدوده وَضيقةً كِفايه لِتَخنُقني عِلى حِين غره، لَازِلتُ اُريدُ البُكاء لِأجل نَفسي، أُعطيها فُرصةً أخيره لِتَشعُرَ بِالحُزن وَ يَنتهي مَعها كُل تِلك الأفكارِ الشَاذه لِأني وِ الرّب قِد هُلِكت..
دائماً مَا يَبدأ الاَمرُ بِالإستِحياء حَتى أخلعَ إستحيائي وَاستَبدِلهُ بِرداءِ العُهرِ الذِي أتفاجئُ دَوماً بِوجودهِ لَدي، لَيس كُل مَايَتمناهُ المَرءُ يُدركه لَيس كُل شَيءٍ عَلى الأقل، كَما كُنت أهربُ لِأنام وَلكن يَاللسُخريه حَتى أحلامِي عِباره عَن شاشَةٍ سَوداء كَ؛حظي،أَتمنى كَثيراً أن تَكونَ تِلكَ الأحلامُ التِي تُراودُني عَنها حَقيقه، مَلاكِ الآثم، سَتعُودُ بِالأمسِ امطَرت وَلن تَأتي غَداً، كَان السَرابُ الدَاكِن يَراكَ نَائماً، يَمسحُ عَلى شَعركَ وَيَنهض وَيختَفي هُو فَقط يَتلمسُك أثَناء نَومك هَذا مَاأخبرنِي بِه، كُنتُ أشعُر بِه قَبل أن أَسقُطَ نَائماً بَين صَحوتي وَنَومي، كَان الهُدوءُ يَجْذِبني لِأنام أكثر لَيس النَوم الفِعلي إنما شَيءٌ أجهلُهُ مُعلقٌ بَينهما، أَشعُر بَما حَولي وَلا أستَطيعُ فَتحَ عينايّ وَأنفاسي تُصارعُ بَعضها لِلخُروج، السَريرُ يَهبطُ بِجانِبي الأيمَن، مَلمسُ أصابعِ مَألوفٌ جِداً تُعيدُ رَسم مُنحنياتِ فَكي كَان يُحافِظُ بِشِده عَلى أن لَا يَنطِقَ بِشيء أو حَتى يُظهِرَ نَمطَ تَنَفُسهِ، قُبلةٌ طُبعت عَلى جَبِيني، اُحارِبُ جِفنايّ الثقيلان عَلى عَدمِ النَوم وَالبَقاء فِي ذَلك المُفترق عَليّ مَعرفةُ شَيءٍ عَنه ثَكَلتكَ أُمكَ يَاحَظي السَيء، المَلجَاُ الذِي أتخَبطُ هُنا وَهُناكَ بَاحِثاً عَن سَبيلِ رَاحتي لَم يَكُن سِوى لِجسدٍ لَعين يَلتَصِقُ بِي، وَيُبَدِدُ كُل مَا أشُعرُ بِه مِن سُوء دَواخِلي، كُل الأَصوَاتِ حَوليِ تَتلاشى لِيَبقى صَريرُ الهُدوء بِأُذنايّ يَجعَلُني أشعُرُ بأنها تُدمي جَراء الصَرير المُزعج، لَطَالمَا كُنت أهربُ خَائفاً مِن مُجابهةِ الحَقائق، رُبما أحتاجُ أن أنام بِهُدوء دُون أن أنبُشَ فِي ذاكرتي عَن تفاصيلكِ، هناك متسعٌ لكِ فيّ فُسحةٌ لا تَتراوى إلا بكِ..-رأيكم؟!!..
أنت تقرأ
||جُنونُ الجَنة|| *متوقفة*
Short Storyاَنا فَقط قَاتَلتُ كُل تِلك العَقبات، قَاتَلتُ نَفسي لِأجل أن أكون جِيداً، فَاليَوم لَا لِصُبحِ رَونق...