كُنت أعيشُ بِغَفلةٍ كَبيره، سَاُخبركِ بِما أحتَفَظتُ بِهِ طَوَال الوَقت فَلتَغفِري لِي إنقِطاعي وَالخَوفُ مِن مُراسَلتكِ أعَادتني لِلواقع، أَنامِلُها التِي تَمسَحُ عَلى وَجنتي بِهُدوء، نَظَرتُ لِظُلمه عَينَيها تَحملانِ الكَثيرَ مِن الحَديث أم خُيّل لِي ذَلِك؟!، أم إنِي أردتُ الإستِماعَ لَها دُون مَلْل، مَاذا أرادَت أن تَقوُل؟، لِمَ إستَمرت بِالنَظَرِ نَحويّ بِصَمت؟، أحتَرقُ شَوقاً لِأعرف، تُحَلِقُ مُغادِرةً تَارِكتني أَسبَحُ فِي فُضولي، تَطيرُ فِي الجَنةِ مَع المَلائكه، أليسَت مُغريه بِالقَدرِ الكَافِ؟!!..
خُطوةٌ أُخرى نَحو الهَاويه أَهَذا هُو النَعيم؟!، كَ؛سَمكةٍ أُخرجت مِن المَاءِ عُنوة، رَأيتُها تَقتَرب وَلَم أَبرحَ مَوقِفي قَط، اُريدُ الإقتِراب مِنها، أَضلُعي تَرتَجِف وَزَفيرٌ يُغادِرُ شَفتايّ لِوُقوفِها عَلى مَقربةٍ مِني، ذِراعَيها أَحاطَت خَاصِرَتي وَأخذَت ذِراعَي تُقَيدُ عُنُقها تَجعَلُني أتُوق لَها وَلِلَمسَاتِها، نُكَفِرُ الخَطِيئةَ بِخَطيئةٍ عَذبة، "إختَفت مُجَدداً، إفتَح عَينيّكَ وَوَاجه الحَقِيقه يَاأحمق" تَترددُ الكَلماتُ بِصَداً مُتِفَرِق، ضِحكتٌ تُزعِجُني، السماءُ مُلبدةٌ بِالسُحب المَليئه بالمَطر، الشَوارع فَارغه، وَكَأن المَدينةَ اليّوم تنتظرُ طلتكِ، وَكَأنها تشتاقُ لِرويتكِ كَما أفعَل، اُقسِمُ أني قَاتَلت، قَاتَلتُ نَفسي لِأكونَ جَيداً كِفايه، حَاوَلتُ كَثيراً، أمدُ يَدايّ لِسراب ذَاتكِ، اُغمضُ عَيناً، اسَتندُ بِرأسي ضِد الحائط المُجمد، اُغمض عَينايّ وَأُطلقُ عَنان الشَتات، تَعتلي شَفتايّ إبتسامةٌ لَعينه، وَكَأني أنتشي بِمُخدرٍ ما، كُل ذَاك لِسرابِ يَداكِ، وَ الآن بَعدَ نَوبةِ مِن الكَلام المُشتت مَع شَخصٍ لَم أعلم أسمهُ حَتى شَعرتُ بِكُل ذَلك، أردتُ جَواباً شَافياً لَعل شُعور الخِزي يَقل وَلكن كُل مَاشَعرتُ بهِ أَني بِلا نِقاشٍ قطعاً شَخصٌ يُشفق عَليهِ عِند البَوح، هَلا مَددتي يَدكِ نَحوي؟! هَلا نَظرتي نَحوي عَلى الأقل؟!. مَازلت أذكُر ذَاك اليَوم جيداً فَقط لَو إحتضنتيني مُطمئنةً لَما حَدث كُل هذا، أقلُها كَلمةٌ بِها مَايُشعرني بالأمان، لَما خِفتُ لِهذا الحَد، لَما إستَعدى الأمرُ أن أذهبَ لِتلك التي تتَربعُ عَلى الكُرسي برداءٍ أبيض، تَحملُ على وَجِهِها إبتسامةً مُصطَنعه، تُخبرني بَأني سَأكون بِخير وَهي لَا تَعلم مَاأشعرُ بِه تَحديداً، لَما إنغمست بِالرسم بِهذا الجُنون الذَي يَفتِكُ بي نِهاية كُل لَوحه، حسناً علي ان اُخبركِ اليَوم أن الرَسم يُؤلمني حقاً ناهيكِ عَن مُحتوى مَاأرُسمهُ، أسفٌ لِكوني سَيءٌ فِي حُبكِ جِداً، يَكفيني إحتِضان، قَبضةُ يَد، ابتسامةً تُخبرني أني لَستُ غريباً، لَم يَكن الأمرُ مُعقداً قَطعاً، اتأمل السِتار، الهَواءُ يُداعِبهُ فيَتراقصُ رُغماً عَنه، اَشِعةُ الشَمسِ تَعكِسُ بِنورها عَليه فَتُنيرُ عَتمةَ مِن حَولي، فَأراكِ مُبتَسمةً ضَحكتةً عَلى غَبائي، تَجلسين عِند رَأسي، فَقرأي فَاتحةَ القُرآنِ عَلي يَاملاكِ فَإن التَعب تَجسد بي، سَمعتُ أنيناً ألقيتُ بِبصري وَإذا بِصَوتٍ أسفَل السَرير كَانت مَرعوبة يَدُها كَانت مُهشمةً تَماماً، خَائفة حَد المَوت، إصِفرَ وَجهُها، أغْمضت بِضَعف وَأنا كَ؛الأبلهِ أنتَظرُ هَلاكها، لَم أنم تِلك اللَيلة دَعوتُ الرّب بِأن يَكون حُلماً، بَكيت، إحتَضنتُها بِلا تَفكير فَإذا بِها تَبكي بِقوة لِوهلةٍ ضَننتُ قَلبها سَينطَفئ ألماً، تَردَدت ضِحكَتُها بِقوه فِالغُرفه إنطَفئ كُل شَيء لَن يَكُف كُل هَذا، أرسُمُ خُطوطاً مُتساوِيه عَلى مِعصَمي، مَادةٌ حَمراءُ اللَون تُغَطي يَدي، أَمسَحُ بِها عَلى وَجهي، دِفءُ تِلك المَادةِ رَائع، عُلبةٌ زُجاجيِه فَوقُها يَدي تُقَطِرُ ذَاك الشَيء أَودُ الإحتِفاظَ بِه لَعلهُ يُدفِئُني فِي وَقتٍ لَاحِق..
صَوتُ حَوافِر الحِصان، أسرابُ الطُيوم التِي تَعودُ لِأعشاشِها قَبل عَسعَسِ اللَيل تُعانِقُ الشَفقَ الأحمر يُشَكِلُ لَحناً آسِر، رَائحه التُربه المَمزوجه بِقطَراتِ المطَر تُشكل عِطراً فَتِن، تَمنَيتُ دَائماً أن أسَتلقي فِي مَكانٍ مَا يُشبهُ هَذا فِي لَيلةٍ صَاخِبةٍ بِالمطر، هَون عَليكِ وَلا تُؤذي عَينيكِ كَي لَا تَتأذى تِلك المُضغه التِي تَستَوطنُ أيسَر صَدري، اَضَعُ بِثُقل رَأسي عَلى كَتفها لَازِلُت أشعُرُ بِالوَخزاتِ فِي رَأسي، أطرافي مُستَمِره بِالإرتِعاش، أرفَعُ نَاظِري لِعِينَيها، اُريدُ الوُصول لِلنُور، تَتلاشى مُجدداً، أَن تَكونَ مُحاطاً بِالظَلام بِضَوءٍ صَغير فِي إحدى الزَوايا لَم يَكُن يُساعِد، شَيئاً فَشيء بَدأتُ أفقدُ إهتِمامي نَحوهُ تَوقَفتُ عَن السَيرِ بِإتجاهَهُ وَفقدتُ المُتعةَ بِذَلك، الأَملُ زَائفٌ دَوماً، أصْبحَ الفَراغُ يَملءُ دَاخِلي فَقدتُ كَيفيِه الأشياءِ حَولي وَأنسى كَيف كُنت أشعُر بِها أفقِدُ أجزَاء نَفسِي، نَاظِراً لَها تَختِفي بِقِلةِ حِيله يَوماً بَعد يَوم وَبِشكلٍ مُستَمر ،وَاصلتُ البَقاء فِي الظَلام وَفِي لَحظاتِ وَحدتي عِندما كُنتُ أقفُ عَلى الحَافه، إستَسلمتُ مُغرقاً نَفسي أَكثر، دَائماً كَانت عَينَيها تَنتَشِلُني مِن ذَاتي وَمِن هَذا الظَلام، لَم أعتَرف بِذلك سِوى الآن، كُنت أَكِنُ لَها الكَثير وَ أدخِرهُ بِإستمرار لِأن لَا أُواجِهه صُعوبه عِندما تَختِفي هِيّ أيضاً، تُريني أصدافَ بَحري الشَاسِع، تُريني نَفسي، جُزءٌ مِن حَياتِي الرَاكد، أظُن أني فِي مَكانٍ سَأترُكهُ قَريباً لَكني الآن أَكثرُ تشَبُثاً بِه، تَلمسُ الحُطامَ بِيديّها العَارِيتين لِتَستَقر كُل النِزاعات دَاخِلي، وَنَدمي لِعدم التَحدثُ لَكِ حِين اُتيحَت لِي الفُرصه لَم استَشعِر سِوى الآن أني أفتَقِدُ لَذَةَ إسمها عَلى لِساني كُنت أَعيشُ بِغَفله..
أنت تقرأ
||جُنونُ الجَنة|| *متوقفة*
Short Storyاَنا فَقط قَاتَلتُ كُل تِلك العَقبات، قَاتَلتُ نَفسي لِأجل أن أكون جِيداً، فَاليَوم لَا لِصُبحِ رَونق...