كُوني لِي رِوَايَة لِلَّيْل تَفَوَّق خَيَالَاتٌ الصِّبَا وضحكات الطُّفُولَة
كوُنيْ لِي عالماً لايهجره الْمَطَر . . كونيّ حَقْلِي وَزُهْرَة عُمْرِي لاتظما وصاله
كُونيّ وَحْدَكِ صَفْحَتَي الْوَرْدِيَّة الَّتِي أُخْفِي بِهَا رَمَاد أَيَّامِي
هَل أُفْشِي لَكِ سراً مِنْ أَسْرَارِ اللَّيْل ؟ !. . . .
الشِّتَاء ، فَصْلٌ اللُّطْف وَالْعَطَاء ، وَفَصَّل تَسَاقَط حَبَّات الْمَطَر الَّتِي تُحْيِي الْأَرْض وَالْإِنْسَان وَالنَّبَات وَالْحَيَوَان ، فالشتاء يُمَثِّل بِدَايَة الْخِصْب والخضُرة الزاهية ، وَيُمَثِّل نُقْطَةُ الانْطِلاقِ لِلرَّبِيع وَالْأَمَل .
فَبِمُجَرَّد أَن تَهَطَّل حَبَّات الكرستال الَّتِي تَحْمِلُهَا غيوم الشِّتَاء ، يَخْتَلِف وَجْهِ الْأَرْضِ ويُشرق ، وَيَتَهَيَّأ الرَّبِيع لِلْقُدُوم ، فَلَوْلَا الشِّتَاءِ لِمَا كَانَ هُنَاكَ رَبِيعَ وَلَا صيفٌ وَلَا حَتَّى خَرِيفٌ .
رَغِم بُرُودَة ليلةَ الشِّتَاء ولسعة رياحه الْبَارِدَة ، إلَّا أَنَّهُ يَمْنَح أجواءاً لَا تَتَكَرَّرُ إلَّا بِهِ ، فَفِيه يُصبح دِفْءٌ الْبَيْت ملاذاً لساكنيه ، وَتَجْتَمِع الْأَسِرَّة جَمِيعِهَا لَتَطْلُب الدِّفْء إمَام الْمَواقِد الْمُشْتَعِلَة ، فَوَحْدَه فَصْلِ الشِّتَاءِ الَّذِي يُنعم عَلَيْنَا بِالْبَرْد لَنَعْرِف قِيمَة الدِّفْء فِيه ، خصوصاً أَن لَيَالِيه الطَّوِيلَة تُثير الشَّجَن وتُشعل الْقَلْب بِالْأَمَل وَالْفَرَح ، وتحفز الْأَفْكَار لتصحو ، فالشتاء مُلْهِم الشُّعَرَاء وَالْأُدَبَاء ، وَكَمْ مِنْ قصيدةً خَرَجَتْ عَلَى لِسَانِ شاعرها وَهْوَ يَسْتَمِعُ لَوَقَع حَبَّات الْمَطَر .
فَصَوْت الْمَطَر يُمَثِّل سيمفونيةً خالدةً تعزفها الطَّبِيعَة ويُصغي لَهَا الْكَوْن لِيَسْتَمِع لأروع الْأَلْحَان وَأَجْمَلَهَا .
فِي الشِّتَاءِ تَتَجَرَّد الطَّبِيعِيَّة مِن ثَوْبِهَا الْأَخْضَر ، كَمَا تَتَجَرَّد النَّفْسِ مِنْ عَبًّا الْفُصُول الْأُخْرَى ، فَتَظْهَر لَنَا عَلَى طَبيعَتِهَا وَهِيَ خَالِيَةٌ مِنْ أَيِّ رتوشٍ أَو نقوش ، فالشتاء فصلٌ لَا يُعْرَفُ الْخِدَاع أبداً ، وَإِنَّمَا يُقَدِّمُ نَفْسِه إلَيْنَا كَمَا هُوَ ، ويُعطينا الصُّورَة بألوانها الْحَقِيقِيَّة ، فَهُو الْبَدْء وَهُو الْأَسَاس الَّذِي تَسْتَنِد عَلَيْه خَضِرَةٌ الْأَشْجَار ، وَحَيَوِيَّة النَّبَاتَات وَحَتَّى الْحَيَوَانَاتِ وَالطُّيُورِ الْمُهَاجِرَة .
مَنْظَر تَسَاقَط الثُّلُوج مِنْ السَّمَاءِ ، فترتدي الْأَرْض حَلَّتْهَا الْبَيْضَاء وَتَظْهَر عَلَيْنَا كعروسةٍ فاتنةٍ مُزَيْنَة لَا تَعَبا بِأَيِّ شَيْءٍ ، فالشتاء يُعطينا الْفَرَح وَيَفْتَحَ لَنَا أبواباً تُطل عَلَى مساحاتٍ مِنْ الْفَرَحِ الْكَبِير والطفولة الْجَمِيلَة حَتَّى فِي عِزِّ بُرْدَة وزمهريره ، فَهُو فصلٌ يُعْرَف جيداً مَا يَدْخُلُ السُرورَ إِلى النَّفْسِ فَيَأْتِي بِهِ .
أنت تقرأ
بُروَق فِي العَتْمة ||•Jenlisa•||
Mystery / Thrillerاقْتَرَبَت مِنْهَا بِخُطُوات تَنَافَس السلحفاء ببطئها . . و جُعِلَت اصابعِ لُصُوص محترفين لتتسلل و تُوضَع حَوْل خَصْرُهَا لأقلص الْمَسَافَة بَيْنَنَا حاشرة شِفاهِي ضِدّ إذْنِهَا ليصطدم بِوَجْهِي عبيرها الَّذِي لطالما أَخَذ عَقْلِيٌّ و جَعَلَه أَسِير...