C《2》

1.1K 59 17
                                    

أشتاقُ إليكِ حَتَّى وأنتِ فِي أَحْضان قَلْبِي ، وكلُ جزءٍ مِن كياني متلهفٍ لعبقِ أنفاسكِ ، أستشفُ مِن وجنتيكِ لونَ الزُّهُور ، وَمَن صمتكِ نَغَم الْهَوَى . .

فَمَهْمَا يَفْنَى الزّمانَ لَن أَخونَ عهدكِ أَبداً وَلَو قاسيتُ كُلَ الهوانِ أَصبو إليكِ ، كُلما بَرقٌ سَرى ، أَو ناحَ طيُر الأيكِ فِي الأغصانِ . . . .

فَهَل هُنَاك شَكّ . . ؟ !

. . . .
lisa pov

أقفُ إمَام الْمَرْأَةِ الَّتِي تَعْكِس مَظْهَرَي المليئ بِالسَّوَاد . .
قابعةٌ فِي عُمْقِ غرفةٍ ضَخمة بشكلِ جُنوني التفّتُ يَمْنة ويَسرة . . هَلْ مِنْ سبيلٍ لأهرب ؟ ! . .

رَغِم ضَخَامَة الغُرْفَة إلَّا أَنَّهَا
تَكَاد جُدْرَانها تُطبق عَلَى صَدْرِي لِتُحَطِّم الضُّلُوع . . فتبدأ بِتَحْطيم الْأَحْلَام وزعزعة النبضات المُتعبه
و فِي زَوَايَا هَذَا الْقَصْرُ كَان ثمّة أَمَل . . بِأَن الْآتِي لَا بُدَّ أَجْمَل ! قَبْلَ أَنْ تستسلم لطَرقات الْحُزْن المتتالية عَلَى بَابِ الأمنيات ! فَغَزَا ذَلِك اللَّئِيم الْأَمَاكِن والفراغات . . ليملأ كُلّ مِسَاحَة كَانَت يوماً خَضْرَاء . . فاكتنفها الْوَجَل !

بِوَسَط غَرْفَة تَلَوَّنَت جُدْرَانِهَا بَأرِق دَرَجَات اللَّوْن المخملي مُزَيْنَة بنقوش يَدَوِيَّة جَمِيلَة ذَات أَثَاث فَأَخَّر مَصْنُوعٌ بإحتراف
اُنْظُر لذاتي بِالْمَرْأَة و كَأَنَّنِي لَا أُعَرِّفهَا ! ! !

الْتَفَت لِأَنْظُر لِكُلِّ جُزْءٍ بِالْغُرْفَة . . مَنْظَرِهَا الْهَادِي وَسُكُونِهَا المروع يُبْعَثُ فِي النَّفْسِ شَيْئًا مِنْ الْخَوْفِ ، وَلَكِن وَرَغَم ذَلِكَ فَلَا بَأْسَ بِهَا

النَّوافِذ مُغْلَقَة ، والستائر مُسْدَلَة ، وَهُنَاك وَفِي زواية مِنْ زَوَايَا هَذِهِ الْغُرْفَةِ يَقْبَع سَرِيرِي الْأَبْيَض الضَخم ذُو الْوِسَادَة الحريرية والناعمة المملؤة بِرِيش النَّعَام ، أَخَذ نَفْسًا عَمِيقا اتنهد فِيهِ كُلُّ تِلْك الْآلَام الَّتِي أَتْعَبْت رُوحِي وأثْقَلَت كاهلي ، أَحْدَق فِي سَقْفٍ الغُرْفَة بِعَيْنَيْن شاحبتين ، وَرَغَم أَنَّ السَّوَادَ حَالُك فَلَا أَرَى مِنْ السَّقْفِ شَيْءٌ إلَّا أَنَّنِي أَعْلَم بِوُجُودِ تِلْكَ الثُّرَيَّا اللامعة فِي الْمُنْتَصَفِ . .

أُطِيل النَّظَرِ فِي السَّقْفِ طَوِيلًا فَتَجْرِي فِي ذاكرتي كُلُّ مَا مَرَرْت بِهِ مِنْ لَحَظَات مَرَّة وَحُلْوِه ، ثُمَّ لَا أَلْبَث دَقَائِق إلَّا وَقَدْ نَزَلَتْ مِنْ عينيي تِلْك الدَّمْعَة ! !

بُروَق فِي العَتْمة ||•Jenlisa•||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن