الفصل الأوّل

11.2K 315 12
                                    

أنين الروح

بقلم أمل القادري


الجزء الثاني من سلسلة دماء الشمس
جزء أوَّل بعنوان دماء الشمس

تصميم غلاف لمياء هلال
تصميم داخلي أمل القادري

الفصل الاوّل

الماضي 
قبل ثلاثة قرون من ظهور سيلين

ليلة عاصفة من ليالي الصيف الماطرة ، البرق يومض والرعد يصدح بشراسة في انحاء الجزيرة ، وبالرغم من كل تلك العوامل المرفقة بغزارة المطر ترك أرسين مزرعته على صهوة جواده قاصداً الحانة حيث تواعد لقاء مارك فيها.
سلّم جواده المبلل للسائس، خلع عنه معطفه الواقي للمطر ودخل الحانة الصادحة بأصوات التشجيع منها الرافضة ومنها المؤيدة لما يدور في حلبة المصارعة ، جال بنظره يفتش عن ضالته فشاهده يشير اليه من بعيد، قطع أرسين المسافة اليه بخطى مترددة ، يعيد التفكير بقراره الذي كان عازم عليه حين ترك المزرعة يشعر الآن بأنه فقد عقله واضعاً اللوم على خوفه من فقدان إبنته العزيزة الذي يؤثر على رجاحة عقله وتفكيره كي يصل به الامر بالقدوم إلى هنا بهدف توسل واهبٍ لها .

أجفل ينقبض قلبه بصدره حين ضربت عينه على داميان يتوسط حلبة المصارعة، يضع غريمه تحت سلطته المطلقة وهو ينهال عليه باللكمات المتلاحقة بوحشية وبربرية مبالغة فيها
تملكه الذعر يدرك سوء خياره يؤكد له ما يشهد عليه أنّه فقد عقله بحق كي يلجأ إليه بمحاولة يائسة منه لانقاذ حياة إبنته التي أصبحت على وشك إكتمال تحولها، إبنته النصف إنسية، دماءها وبنيتها الضعيفة سيؤثّران على تحولها ومن الممكن أن تفقد حياتها أثنائها ، مسح قطرات العرق التي تراكمت على جبهته يغتاله الشعور بالعجز، وصل الى مارك الذي استقبله بابتسامة مشجعة وفسح له المجال للجلوس بجواره ، قدم له قدحاً من الجعة يسأله:
«كيف حالك يا صديقي، تبدو متوتراً، الا تعجبك هذه الأماكن ؟»
رمى داميان في هذه الأثناء غريمه الرقم عشرة خارج الحلبة مسبّباً هيجاناً وسط الحانة منها الصيحات المؤيدة له ومنها الرافضة وهو يقف غير مبالٍ يطالب بمتحدٍ آخر، بشجاعٍ آخر يجرؤ على الوقوف قبالته وتحديه .
انتفض أرسين من مكانه عازماً على المغادرة «لا أعتقد بأنها فكرة سديدة ، أنظر إليه، أنت توقن حساسية الموضوع ، لا أعتقده سيقبل ، إذ لم يقبل بوهب كِيرا من دمائه سأخسرها، لن تستطيع تخطي مرحلة التحول ، إنها بحاجة إلى دماء نقيه ، قوية ، لتجتاز المرحلة دون مضاعفات»
وضع مارك يده على كتف صديقه حاثاً اياه على الجلوس من جديد «سيفعلها، أنت تحدّث اليه الان ، وأنا سأقنعه، لا تقلق، كِيرا كإبنتي ولن أرضى لها السوء حتى لو أجبرته على وهبها دمائه جبراً»
«وماذا لو أذاها ، لو .....؟؟؟» أشاح بنظره عن صديقه يراقب داميان يهمّ بالقضاء على ضحيته التالية الّتي تلاشت تحت قبضته كجثّة هامدة وداميان ما يزال يلكمه بوحشية مطلقة إلى أن تدخل ثلاثة من الحرس يبعدونه عنه.
«إبنتي رقيقة وحساسة ، لن تتحمل قسوته
ربت مارك على كتفه يواسيه«لن يؤذيها،ركز الان على إقناعه  كي يهبها من دمائه، وأترك الباقي لي»

أنين الروح ، الجزء الثاني من سلسلة دماء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن