قلم جاف!

107 9 17
                                    









السلام عليكم ..
هذه المرة قرأت  ..
بقلم (نوف الحزامي)  ..
من مجلة حياة للفتيات ..
تم تنزيل هذا الخاطر لأنتقال احدى اعضاء المجلة  هديل الحضيف الى رحمة الله ..
السنة التاسع العدد ٩٨ .. يونيو ٢٠٠٨ .. هذا فقط للأمانة ..

اترككم مع اجمل سطور قرأتها في حياتي ..
وابكتني ايضاً ..

اقرأوها بقلوبكم قبل عيونكم ..


..

حين يكون الحديث عن الموت ..
يصبح كل شيء مهيباً ..
تصبح الكلمات اكثر جموحاً ..
ولا شيء يمكنه ان ينطق بحقيقة المشاعر ..

                       ▫ ▫ ▫

لا اعرف كيف اتحدث عنك الان يا هديل ..
وانا احاول ان استحضر .. انك ..
لم تعودي هنا ..
البارحة فقط ..
رأيتك .. بكل وضوح ..
ترتدين عبائتك .. وتنظرين الي ، ثم تمضين عابرة عجل ..
كدت اصرخ لأستوقفك ..
لكنك تركتنا .. ومضيت ..

                     
                     ▫ ▫ ▫

حين اتحدث الان ..
يتسلل الى سمعي صوت ضحكتك الطفولية ..وتمر امامي فلاشات سريعة .. لحديثك المتحمس .. وحركات يديك ..
ولا اكاد استوعب ..
اني لن اراك بعد اليوم ..
أستحضر صورتك للمرة الأخيرة اللتي رأيتك فيها ..
في احتفال حياة ..
كنت أراك بعد فترة طويلة .. ومازحتك .. انك اصبحت تتعالين علينا .. فقد انشغلت بمدونتك واصبح لك متابعون مختلفون ..
لكنك طمأنتني بكل عفوية ومرح .. أشرت بيدك كعادتك وعيناك تضحكان .. (لا تخافين .. انا هديل اللي تخبرين) ..

                     ▫ ▫ ▫

لا أزال اذكر .. حين كنا نعمل جاهدين على تأسيس صرح حياة ..
كنا نحفر على الصخر .. لنعد أول أعدادها ..
وكنا نبحث عن محررة .. فتاة يافعة .. وبمواصفات معينة .. تنضم لنا في فريق التحرير ..
لكننا كنا نواجه صعوبة شديدة ..
لأننا لا نريد فتاة عادية .. بل نريدها بمواصفات مميزة .. جداً ..
اذكر ان يوم وعدتنا أستاذة أيمان .. بأنها ستعرفنا على فتاة .. غير ..
فتاة .. مميزة جداً .. جداً ..
تسائلنا من تكون ..؟
ولم نستوعب مدى التميز الذي تتحدث عنه ..
توقعنا انها مجرد مبتدئة لديها بعض الموهبة ..
لكن .. بعد اسابيع ..
فوجئت بقصة ضي صفحات المجلة ..
كانت أروع مما تخيلت .. أروع بكثير ..
قرأتها  عدة مرات ..
شعرت بأن منك كتبتها .. هي أديبة .. وإنسانة .. ومثقفة  ..
ومخرجة سينمائية ..
وكنت ..  انتِ ..
هديل الحضيف ..
بعدها بفترة .. التقيتك ..
ولن انسى في حياتي ذلك اموقف الذي حصل ..
والذي علمتني فيه درسا من درو الحياة التي لا تتكرر كثيرا ..
هل تذكرين ؟
كنت في بداية لقائي بك ..
ولم اعرف بعد أنك أنك ابنة الدكتور محمد الحضيف ..
وجرنا الحديث النقاش حول احدى قصص والدك
الفاضل .. وكنت انتقد بعض الجوانب في القصة ..
كانت لي وجهة نظر .. قد تكون خاطئة .. وقد تكون
متهورة .. لكني انتقدت على اية حال ..
وكنت تنظرين إلي بصمت ..
لم تناقشي .. لم تردي .. فقط اكتفيت بإبتسامة مهذبة ..
وبعدها بفترة ..
عرفت انه .. والدك ..
ولأي شخص أن يتخيل حرجي! ..
وبعد اشهر .. صارحتك ..
وسألتك ..
لماذا لم تخبريني في ذلك اليوم .. أنه والدك؟
لماذا لم تردي علي يومها ..؟
ألم تتوقعي مثلاً اني اتعمد انتقاد قصة والدك ..
لكنك اجبتني مبتسمة لاااااااا عااااااادي يا نوف ..
وتعلمت منك احد أروع دروس الحياة ..
أن أصبر .. وأحلم على من ينتقدني .. او ينتقد من احب ..
وان احسن الظن بالاخرين ..
لا ازال اذكر اجتماعاتنا في منتدى حياة الادبي ..
وكأنك أمامي الان ..
ولا ازال اذكر كلماتك بالحرف .. إشاراتك ..
وحركات يديك ..
حين اتحدث معك ..كنت اشعر انني احرر قيود عقلي ..
وابحر بعيداً بعيداً جداً ..
ربما اقولها متأخر جدا يا هديل ..
(ونحن دائما هكذا .. لا نتحدث الا متأخرين)
لقد تعلمت منك اشياء كثيرة ..
لن انسى ملفك المرتب .. الذي يحوي اوراقك
وقصاصاتك .. واحد الكتب التي تقرئينها دائما ً ..
وكنت اقول لك دوما ً .. إني أتمنى لو كنت بمثل
ترتيبك وتنظيمك لأشيائك ولوقتك .. خاصة حين
أنظر لأوراقي المتناثرة في أدراجي الكثيرة ..
هذه الكلمات المتناثرة .. ليست ديباجة في مدحك
يا هديل ..
فلست ممن يحبون المديح ..
ولست ممن أراد أن يرسم لك صورة الكمال ..
فأنا اعرف انك كنت انسانة عادية مثلنا .. وهذا
مكمن جمالك ..
لم ارغب ان اتحدث عن هديل الحضيف
التي يتحدث عنها الجميع ..
بل .. عن انسانة .. عرفتها ..
وأفتقدها الان ..
واقولها لك بكل صدق ..
افتقد وجودك الان في هذا العالم .. يا صديقتي ..
فمجرد وجود انسانة مثلك .. كان يمنحني كثيراً من
التفاؤل والامل ..
هل تعرفين؟
قبل ايام فقط من غيبوبتك ..
كنت اخطط أن نجتمع في منتدانا الأدبي .. لأني كنت
في شوق لحديث يثري عقلي وقلمي مع امثالك ..
كنت اعقد النية على ان اتواصل معك ومع بقية
الزميلات لنجتمع ..
كنت اشعر ان روحي متعبة .. واني بحاجة .. الى
الحديث مع أناس يروون عطش الروح من أمثالك ..
لكني .. اجلت الأجتماع الى الاجازة ..
ولم اعلم .. ان الله قدر رحيلك قبلها ..
سبحان الله ..
حتى رحيلك يا هديل ..
كان شاعريا ً .. حالما ً .. مثلك ..
رحلت كأميرة نائمة ..
كطفل غفا في حضن أمه .. واستلذ نومته .. فلم
يفق ..
لطفت بمشاعرنا ..
ولم تفاجئينا برحيلك ..
بل اخترت ِ أن تهدهدي آلامنا .. خمسة وعشرين
يوما ً ..
قبل ان ترحلي في هدوء ..
كنت دائما ً .. مختلفة ..
ورحيلك كان كذلك ..
أحبك هديل ..
ولن انساك بإذن الله ..
أعلم ان الدموع لا تكفي .. ولا الكلمات ..
لكني أحاول أن أقول لك اشياء ..كان لابد ان
اقولها .. ولو متأخرا ً .. يا رفيقة القلم ..
كلمات .. أتذكرها كلما قلبت أرقام جوالي .. ووجدت
اسمك ..
وتمنيت لو كنت قلتها لك قبل ذلك ..
سأدعو الله يا هديل .. ان نلتقي على باب الجنة ..
سأدعو الله ان أراك هناك ..
وندخل سويا ً ..
ونستمتع بالنظر الى وجهه عز وجل ..
وهناك .. اقول لك كل ما قلته هنا ..

                    ▫ ▫ ▫

اللهم اغفر لغاليتي ..
اللهم ارحمها ..
اللهم تجاوز عنها ..
اللهم اغسلها بالماء والثلج والبرد .. ونقها من
الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من
الدنس ..
اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة ..
اللهم آميييين ..

                                           نوف الحزامي،،






















الله يرحمها فعلا قصصها روووعة ..❤😢

يعني بالله محد بكي ؟؟ خلاص جلست اكتبه اربعة ايام تكسرت يدي وتشنجت رقبتي بس والله يستحق ..

رأيكم ..

لوف يوووووو😽💕

مذكرات ويوميات يمنية ⛅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن