الأمر لم يكن مُقتصراً يوماً على الخير والشر، المخيف حقا هو هذا العالق بينهما ..لم يستطع السمو مع الاخيار او الغوص مع الاشرارظل مُقيداً بأثامه التى تُثقله ليهبط لأسفل وبرغم ذلك مازال بداخله صرخة مُستغيثة تحاول ايقاظ كل شعور خُلق بداخله يوماً
بملل نظر للرجل ذو البذلة السوداء يتفحص بجهاز صغير الرقم الموشوم على عنقه ، وضع يده على سماعة اذنه ليُردف برسمية
" أدخلوه "
فُتح امامه بوابة معدنية ضخمة ، ابتعد الرجل سامحاً له بالدخول ، رمق بسخرية التمثال النحاسى العملاق الموضوع بمنتصف القاعة بينما جميع من حوله بملابسهم الرسمية يسرعون بخطواتهم لأعمالهم ، وقع نظره على غرفة يعملها جيداً بنهاية القاعة ..غرفة سمع بها ضجيجاً كل من حوله تجاهله الا هو ، كيف يُمكنه تجاهل تلك الصرخات المُستغيثة وهو كان يوماً واحداً منهم
رجع بذاكرته للوراء لتسحبه تلك الذكريات بعمق داخل دوامة غير متناهية من الذكريات التى تلاحقه بكل زاوية فى هذا المكان
يتذكر جيداً أيامه الاولى فى المؤسسة تم تفرقته عن ليام بسبب الفارق العمرى بينهما حيث وضع كل مجموعة بنفس السن داخل غرفة مُلحق بها دورة مياه وصنبوراً بأحد زواياها
ظلوا هكذا لمدة ثلاث ايام مُحتجزين بداخل تلك الغرفة لا احد يستجيب لندائاتهم او طلبهم للطعام ، ثلاث ايام دون طعام او اى وسيلة للحياة غير بضع قطرات الماء من الصنبور
كانوا عشرة بالغرفة جميعهم بسن الثامنة مثله ، رغم اختلاف ملامحهم.. اطوالهم وايضا اعراقهم الا انهم اشتركوا بخطوط البؤس التى دُفنت بثنايا وجههم الطفولى
ثلاثة ايام كانت غير مُحتملة على البعض منهم،خاصة ان اغلبهم مُشردين ولم يتوفر لهم الطعام منذ مدة قبل دخلوهم المؤسسة حتى
لكن هو رغم ألم معدته الا ان قلقه على ليام كان يجتاح تفكيره بكل ثانية ، هل هو مثله جائع و الاهم هل هو بخير
" اللعنة عليكم يا حمقى " كانت تلك صرخة حانقة من احد الفتيان بينما بقدمه ركل الباب المعدنى بشدة ، رغم محاولاته لكتم صرخته المتألمة الا انه فشل بذلك ليخرج منه صوت يُشبه صيحة الدولفين المراهق..حاول الحفاظ على المتبقى من كرامته ووضع ثقل جسده على اقرب فراش له والذى كان ملك للوى
أنت تقرأ
المُخْتَل || L.T
Pertualanganتحذير : هذه الرواية غير مُناسبة للأصحاء نفسياً ، إِذا كنت مُختلاً فأنت فى المكان المثالى غير ذلك أرجوك إِغلق الكتاب فنحن لا نقبل بالأسوياء أسمعتم من قبل عن مقولة إِنك الشرير فى رواية أَحدهم .. حسناً أنا الشرير فى رواية الجميع جميعنا سيئون بدرجاتِ م...