-أيهــم حبيبي!
ابتهج أيهم وهي تناديه، خاطبها بلطافة:
-نعم يا حبيبتي
نظرت له رسيل بطرف عينيها فقد ظنها توجه الحديث له، تابعت تغيير ملابس الصغير وقالت:
-بكلم الولد مش إنت!
تصلبت نظراته الجامدة عليها وبداخله ملأه الغيظ، تجاهلها ثم تحرك ناحية خزانة ملابسه لينتقي ملابس أخرى، بينما ظلت رسيل منشغلة بالصغير حتى دهى فكرها شيء ما تذكرته، قطعت تبديله لثيابه حين قالت بجدية:
-أنا ومدام نور هنسافر آخر الأسبوع!
ألقى أيهم ما بيده من ملابس داخل الخزانة، التفت لها محتقنًا وقال:
-مش قولت بلاش سفر!
أفرغت من عملها الأمومي تجاه وليدها ثم وضعت الصغير منتصف التخت، نهضت متجهة نحوه، قالت باستنكار:
-دا شغل ولازم أروح بنفسي علشان يخلص، مش بإيدي يعني
اقتطبت قسماته ولم يجد حجة قوية لمنعها غير أبنائه، قال:
-والعيال؟!
هتفت معللة بعقلانية:
-هيبقوا هنا مع عمتي، وأنا مش هغيب، أسبوع واحد بس، ومدام نور معايا!
وجدها تتحدث غير مهتمة به، كأنه ليس من ضمن أولوياتها، هتف:
-وزين موافق على سفرها؟!
قالت بتردد وهي تعود لتجلس بجانب الصغير:
-هو رافض
هتف بانفعال وهو يقترب منها:
-يعني جوزها رافض وعاوزاني أوافق
اندهشت من ثورته تلك، قالت:
-بس هي بتقنعه وقالت مش هيزعلها، وكمان الموضوع مش مستاهل كل ده
قال بتوجس مازح:
-أصل خايفة يطلعوا من بتوع الأعضاء البشرية، وياخدوكي ينفضوكي هناك، وتجيلي معرفش اتصرف فيكي!
كزت على أسنانها متجهمة من سخافته، قالت:
-ما إنت شغلك كله مع الأجانب والستات الحلوة، ولما بكلمك تقول الشغل معاهم كويس، بتكسب كتير من وراهم
قال ببرود مستطير:
-إنتِ تفرحي علشان باعمل ثروة ليكي ولعيالنا، علشان تفضلوا على طول فوق!
-أنا هسافر!
لمح هو في عينيها تصميم عجيب، ابتسم قليلاً وقال باقتضاب:
-تروحي وترجعي بالسلامة!
لم ينتظر أكثر كي لا يشتد الحديث بينهما ودلف للخارج، بينما وجدت رسيل أن ذلك من حقها ولا داعي لضيقه، تأففت علنًا ثم حملت الصغير كي ترضعـــه......!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عند نزوله للأسفل توجه ناحية والده الذي يجلس ويرتشف من قهوته، جلس أمامه بقسمات مكشرة، خاطبه السيد مروان باهتمام:
-إنت من امبارح مش عاجبني يا أيهم، قولي فيه أيه؟!
استدرجه السيد بحذر ليتفهم سبب خلافه مع رسيل، نفخ بقوة وقال:
-رسيل عاوزة تسافر فرنسا علشان الشغل، ومُصرّة!
زم السيد ثغره كأنه يفكر بجدية في ذلك، قال بتروٍ:
-شغلها مع الإجانب سمحت بيه، وكان المفروض متسبهاش من غير ما تعرف كل حاجة عنهم، علشان كده متردد في سفرها
زكا امتناعه عن مشاركته لها قائلاً:
-أن سألت عنهم وجاتني معلومات كويسة
-يبقى خلاص خايف من أيه، دا شغل!
أجفل أيهم في الأمر، فكيف ستتغيب زوجته عنه طيلة هذه الفترة، سيبقى مشغولاً بها، نهض وبداخله مستاء، قال:
-هكلم زين بيه وأشوف رأيه في الموضوع.....!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أظلمت عينيها وهي تتقدم منه، ثم أخذت تتجسس محاولة أن تلتقط بعض الكلمات، عند وصولها إليه انتبه زين لها، تصنعت الابتسام ثم جلست بجانبه، تفهمت الأمر حين خاطب المتصل:
-واللهِ الموضوع مش عاجبني، خصوصًا إن نور من وقت جوازنا مش بنسافر غير سوا
ركزت معه لتعرف وجهة نظره، قال زين بتفهم:
-لسه بفكر في الموضوع، لما آخد قرار فيه هقولك
فركت كفيها بغيظ ثم أحدت إليه النظر حتى أنهى الحديث، هتفت باصرار:
-عاوزة اعرف دلوقت رأيك في السفر!
تعجب زين منها، لم يخفي عدم رضاه من أسلوبها، قال:
-نور، طريقتك مش عجباني، زي ما تكوني بتهدديني يا أوافق يا شوفي ناوية على أيه!
قالت باحتجاج:
-مش صحيح، بس إنت وعدتني توافق على السفر، حرام تضيع تعبي كده على أسبوع سفر!
نظر زين أمامه متحيرًا، حاولت نور سبر أغوار عقله، متمنية ألا يخيب ظنها، وهي تتكهن بلهف رده لمحت زوجة ابنها تهبط الدرج حاملة الصغيرة، تناست موضوعها ثم تفرغت لها، هتفت ببغض:
-مبقتش طايقة وجودها هنا!
انتبه زين لها ثم عفويًا وجه بصره لـ زينة التي تتحرك للخارج، زفر بضيق وقال:
-سيبيها في حالها يا نور، الموضوع مش ناقص عكننة
هتفت بحنق:
-ما هي وش الغم، سايبة ابني في أوضة لواحده ولا كأنه متجوز، دي مش متربية، مش فاهمة ليه مخلتهاش تروح لأهلها!
قال بعقلانية مستنكرًا ضآلة فكرها:
-علشان الولاد يا نور، وكمان دول ولادنا يعني لازم يفضلوا في وسطينا، وبرضوه مش هنحرمها منهم!
هتفت بنفور:
-دا تبرير خايب، على الأقل تقعد يومين عند أهلها وهما نفسهم اللي هتلاقيهم جايبنها، دي ما بتشوفش الحب والحنية غير مع أيان ابني!
قال زين بجدية معتمدًا على ما قالته للتو:
-اديكي قولتيها، يعني هي هنا علشان ابنك بيحبها، وحسيته هيتجنن لو بعدت عنه!
امتلأ قلبها بالحرد تجاه الأخيرة، يمنحها ابنها العشق وهي تأبه عليه، هتفت بعدم قبول:
-مش هشوف ابني بيتبهدل على ايديها، لو ما اهتمتش بيه وعاشت كويس أنا هخليه يطلقها..................!!
#إلهام_رفعت
#الجزء_الرابع
#صغيرة_ولكن_القيادي
أنت تقرأ
((قطراتُ الحُبِ))؛؛ورقية؛؛للكاتبة إلهام رفعت
Romanceعمل جديد بإذن الله هينضاف لأعمالي اتمنى يعجبكم المُقـدمة كـ ورقةٍ ذابلةٍ كاد أن ينثرها الخريفُ الجافي وينهيها فـ تعطشت أن تسقط قطـرة من حبـك عليهـا وتحييهـا عصفت رياحُ الولــهِ فـ تماسكت هي من فرطِ تتيمك بهـا فـ غدت في مَلاَحة جذابة عنيفة أشبعت بها...