Part 4

272 20 7
                                    

............................................
سام

لوحت بيدي وخرجت من الغرفة قائلًا
_جولي لا تبكي وتكلمي مع أسرتك بدلًا من ذلك أنا في مكتب أبي عندما تنتهين من التكلم مع عائلتك أحضري لي الهاتف وداعًا.

وكأني سمعت صوت إياس يقول لها
_أيزعجك ذلك الأبله؟ فقط أخبريني ل...

أنا دائمًا مظلوم...

*___________*
جولي

ظللت أبكي منذ رأيتهم على الهاتف أحاول التماسك ولا أستطيع
وعندما قال لي سام ما قاله كنت أريد أن أقول له أن دمعتي لا تستأذنني قبل الخروج للأسف ولكن عندما تفترق عن عائلتك خمس سنين وتظن أنهم ماتوا وتراهم بعدها للمرة الأولى  ألن تكون ردة فعلي حينئذ طبيعية؟!

المهم أني أعذر نفسي

فقال لي إياس بعد خروج سام إن كان سام يزعجني أو أي شيء آخر ليحطمه أظنه يقول ذلك ليجعلني أكف عن البكاء ولكن أنى لي ذلك؟ فأنا حتى الآن لا أستطيع رؤيتهم على الواقع.

كم أتمنى أن أدخل في الهاتف وأذهب عندهم في هذه اللحظة، أهذا ممكن؟ أحيانًا أحب أن أعيش في عالم الخيال كي لا يكون هنالك مستحيل!

فقالت أمي
_كيف حالك يا ابنتي الجميلة؟ كيف كانت أيامك؟ أتأكلين جيدًا؟ أيعاملك عمك وأهله بشكل جيد؟ أنتظري لحظة
أخرجت هاتفها من جيبها ثم قالت
_لقد أرسلت لسام منذ أن وجد رقم إياس أن يخبر عمك بإستضافة إبنه خالتك المقربة وإرسال دعوة لها فوافق ستأتي غدًا *مع أنني أشك بذلك فهي من خمس سنين لم تزرني في الأيام العادية كنت لأفرح بهذا الخبر لكن الآن لا فقد عرفتها على طبيعتها الحقيقية*وهذا رقمها الجديد اكتبيه
فكتبته واستمررت بالبكاء

قالت لي جوليا
_توقفي عن البكاء أرجوكِ أنتِ دائمًا قوية كنت مثلًا لي في ذلك فلا تخذليني.

*نعم أختي رغم أنها أعظم مشاكسة على مر التاريخ ولكنها حساسة جدًا، فمسحت دموعي أملًا أن لا ترجع للتساقط فأنا بالعادة من الصعب أن تدمع عيني وإن حزنت أشد الحزن ويبقى الحزن في نفسي ولهذا إلياس وجوليا يدافعان عني حتى من سخرية إياس كي لا أتحطم من كتم حزني ولا يعلمون بأني تحطمت من فراقهم *

فأكملت
_أختي أتعلمين كم إشتقت لكِ؟ أتعلمين كم تعذبت من دونك؟ ليس فقط عذاب فراق بل هنالك عذاب آخر؛ لأنك توأمتي لأول مرة أكره ذلك إياس أصبح يسخر مني بدلًا منك وإلياس رغم أني لا أتاثر بسخرية إياس يدافع عني لا أعلم على ماذا بالضبط وليست هذه المشكلة بل ويواسيني ولا يريد أن أتأثر بكلام إياس الأحمق مثله، وأحيانًا أشعر بأختناق لأن هنالك شيء ما يضغط  علي من الوراء بشيء يسمى حضن ويبلل ملابسي بالدموع فأكتشف أن هذا الشيء هو أمي التي تفرغ شوقها فيي كلما أحست بعذاب الفراق والحزن والألم فأكون أنا الضحية، وأبي يريد مني أن أستمع لمحاضراته المملة عن المستقبل وأهمية التصرف برزانه كفتاة عاقلة في عمر ال١٨ لا بطيش وهو المرح ولكنه لا يتقبله، بكل بساطة يا عزيزتي جولي أن ضحية فقدانك فيعاملوني كجولي لا كجوليا وصدقيني أنا أكثر واحدة تعذبت لا أنت ولا أي أحد آخر من عائلتي.

عشت حكايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن