💙 ذات مره 💙

22 5 12
                                    


كانَ شُعوراً لا يوصَف ، هو رُبّما مزيجٌ منَ ٱلإستٍرخاءِ وٱلألمِ مَعاً يليهِ ٱلكَثيرَ مِن ٱلإحراج.

أتعلمُ ذلك ٱلشُّعورِ الذي تشعُرُ بهِ بٱلإنتِماءِ لِمَن حَولِك ؟
ٱلشُّعورِ الذي تشعُرُ بهِ بأنّكَ مُحاطٌ بكُلّ ماهُوَ رائِع وتَملِكُ لِكُلّ بابٍ ألفَ مخرجٍ ومَخرج ؟

حسناً ما شَعَرتُ بِه هوَ عَكسُ ذلِكَ تماماً
شَعَرتُ بأن ٱلحَياةَ تتّخذُني دُميةً تَلعَبُ بي وتَتَسلّا وَترميني وكأنّني كنتُ كل شيءٍ من اللا شيء.

جَعَلتني أُضحوكةً أمامَ مَن ألقوا إليّ بشفقاتهم وصمتهم وصدمتهم ،
جعلَتني أخرُجُ مِن بابٍ لتُلقي بمفتاحِ الذي يليهِ في هوّة لا خُروجَ مِنها ولا شَجاعةً لِدُخولِها.

لم يكُن هُناكَ سِوى مَخرجٍ صغيرٍ في ثقبِ ٱلباب ،
ذلكَ ٱلمكانِ الذي لا أدري ما اسمُه ،
الذي يبتلِعُ مُقدّمَةَ ٱلمُفتاح ، ولـٰكن لَيسَ أيِّ مفتاح.

هنا كنتُ أليس في بِلادِ ٱلعجائبِ ، كُنتُ أبكي وبشِدّةٍ رغمَ أنّ ٱلضّرْبةَ لَم تَكُن مؤلمةً جداً ولَم تكُن عَن عمدٍ
ولـٰكنني إتّخَذتُها كبابٍ آخرَ لدُموعي.

سمَحتُ لها بٱلخُروجِ رغمَ أنني ٱعتصرتُ مُقلَتايَ بشِدّةٍ لِمنعِها عنِ ٱلإنتِحارِ أكثرَ من ذلك.

كانوا واثقينَ بأنّ ٱلضربةَ لم تكُن بتِلكَ ٱلقوه ،
هـٰذا كان أقلَّ دافِعٍ لصَدمتِهم.

شعرتُ بعدَمِ ٱلإنتماءِ كأنني غَريبةٌ وسطَ أهلي
وكأنّ حالَتِيَ النفسيّةَ أعلَنت إفلاسَها وَعَدمِ قدرَتِها على مُساعدَتيَ بعدَ الآن.

كانوا يُراقبونَ بصمتٍ وشفقه
كأن من أمامَهُمُ طفلٌ متسَوّلٌ يبحثُ عن صدقه
ولكنهُم لم يُحضِروا مَحافِظَهُم ، رُبما كانَت مجرّدَ خدعةٍ لذلكَ ٱلصّغير ، وربما كانوا قد أنفقوا نقودَهُم مُسبقاً وما تَبقى معَهُم لا يعتَقدونَ بأنّهُ
يكفي ذلكَ ٱلطفل ، لأنّهُم ٱعتادوا على الكثير.

كان بإمكانهم فقط ٱحتضانِ ذلكَ ٱلصغيرِ علّهُ يَشعرُ بٱلإنتماءِ قَليلاً.

هيَ كانت كإحدى ٱلفُرصِ اللتي لا تُعَوّض ،
وااااااااو لقد كانَت صَفقَةً رائِعَةً أن أستَطيعَ ٱلبُكاءَ
وأرتاح قليلاً ، مقابلَ أن أُحرَجَ ويتِمّ ٱلشّفقةَ عليّ أمامَ ٱلعلَن.

أتقصدونَ تلكَ ٱلثانيه ؟
أجل لقَد كانَ ذلِكَ أقصى طُموحي وأسرَعهُم ؛ ففي ثانيةٍ واحدةٍ ٱتخذتُ قراراً سَأبكي عَليه.

مؤلمٌ جداً ذلكَ ٱلإنسِحاب
ولَن أستطيعَ وصفَهُ تماماً لـٰكن تعلمتُ فيما بعدَ
بأن * حتى ٱلإنسِحابُ يتطلبُ شَجاعةً *
لكنه سيؤلمُ أضعافَ ما تملِكُهُ من شَجاعةٍ.

كلا لم ولن يكونَ ٱلإنسِحابُ هوَ ٱلمؤلم ؛ بل سخريَّتكَ لأحداثِ ٱلماضي لاحقاً
فها أنا الآنَ أذكُرُ كيفَ كانَت آخِرَ نظراتٍ قَد وُجِّهَة
لي قبلَ أن أهُمّ واقفتاً بإبتسامةٍ متكلفه جارّةً ورائي ذيلاً منَ ٱلإحراجِ وٱلخَيبَه
كأنني أخبِرهُم بـ " آسفةٌ لذلك العرض الهزلي منذ ثوان سأُتقنُ ٱلدَورَ بشَكلٍ أفضَلَ ٱلمَرَّةَ ٱلقادمه ".

شكراً لكُم ولإستماعكم لهذا فأنا عندما يتعلق الأمر بي أعجز عن التعبير.💙

Just words || مجرد كلمات []☁🎼🍬[] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن