مرت بضع ساعات منذ أول كوب شاي ارتشفته سانم في الشركة وفي تلك الأثناء كانت سانم منشغلة ما بين العمل وما بين التفكير فيما عليها فعله حتى تلفت انتباه جان وتذكره بذكرى زواجهما.
استندت بظهرها على الكرسي وأخذت تفكر في خطة ما وكانت تلك الأفكار تتخبط بداخل عقلها بدون فائدة فتنهدت بتعب واستسلام ونهضت من مكانها لتذهب وتملأ لنفسها كوباً آخر من الشاي حتى تنظف عقلها ويولد أفكار جديدة ونافعة.
أخذت الفتاة كوب شاي وبدأت بمراقبة الموظفين بهدوء حتى تشتت عقلها قليلاً عن غرفة العمل وتخلق أفكاراً وسط الزحام والضجة.
فمرأت ديرين من جوارها وألقت التحية.
- أه سانم.. أنتِ هنا...!
- ديرين...
بدأت ذات الشعر الأحمر بصب كوب من القهوة لنفسها فرشفت الفتاة رشفة من شايها ثم سألتها لغرض الدردشة.
- كيف العمل؟
رشفت ديرين رشفة من كوب القهوة وتنهدت بسعادة وراحة، فكانت القهوة لها بالنسبة لها دواء حياتها.
-لقد اجتهدت كثيراً في العمل وها أنا أكافئ نفسي بكوب من القهوة لأستعيد وعيي.
- حذاري أن تزيدي من شرب أكثر من كوبين... هذا ليس جيداً كما تعرفين.
كادت ديرين تجاوب الفتاة ولكن قاطعتها إحدى الموظفات وهي تقول:
-ديرين هانم، المجلات التي طلبتيها.
حركت الفتاتان رأسهما لينظرا جهة الصوت وإذ بهما يريا موظفة من المكتب وهي تمسك بعدة مجلات وتوجهها جهة ديرين فتركت ديرين كوب القهوة من يدها لتمد ذراعيها حتى المجلات ولكن كانت كثيرة غير منظمة وسقطت جميعها على الأرض دون قصد فانحنت الفتيات الثلاثة ليلملمن ما وقع على الأرض.
-ما كل تلك المجلات يا ديرين؟ هل ستتاجرين بها؟!
ضحكت ديرين على ما قالته سانم في الأخير ولكنها جاوبتها على سؤالها وقالت:
- تعرفين الحملة الخاصة بشركة الأزياء، فكرت بأن أنظر لتصاميمهم من مجلاتهم حتى آخذ بعض الأفكار.
- فكرة جيدة... هذا ما نتوقعه من مديرتنا الإبداعية.
ابتسمت ديرين لما سمعته بينما أخذت سانم تنظر للمجلات بكل فضول لرؤية ما تقوم بتصميمه تلك الشركة إلى أن وقع بين يديها مجلة لفساتين الزفاف.
فأمسكت بها وأخذت تتصفحها وبينما كانت تقلب صفحاتها وتنظر للفساتين بفضول لرؤية أيهم أجمل وأيهم تود أن ترتدي لو عاد يها الزمن لسبعة سنوات فائتة وحينها طرأت على عقلها فكرة رائعة حتى تستطيع أن تذكر جان بذكرى زواجهم فاتسعت ابتسامتها ونهضت فجأة لتبدأ بالركض جهة غرفة جان فنادتها ديرين لتوقفها.
-سـ-سانم، مهلاً أين أنت ذاهبة بهذه المجلة؟!
تباطأت حركة سانم لتلتفت وقالت وهي مازالت تتحرك في وجهتها:
-سأستعير منك هذه المجلة وأعيدها لك لاحقاً!
وبعدها تابعت طريقها بكل بساطة ومن خلفها تنهدت ديرين باستسلام وقالت:
- استعرتيها من قبل أن أعطيها لكِ حتى..!حين وصلت سانم إلى غرفة زوجها أخدت شهيقاً عميقاً ثم عدلت من شعرها وبعدها طرقت الباب ودخلت بابتسامة ترسمها على وجهها حين تزور زوجها في مكتبه دائماً.
-ما كنت أحتاج له الآن حقاً...!
رفع جان رأسه لينظر للطارق فارتسمت على شفتيه ابتسامة عفوية وما قاله زاد من ابتسامة الفتاة ولكن قالت شيئاً يخالف سعادتها بتلك الجملة التي نطق بها.
-لقد جئت من أجل العمل جان بيه، لنركز في العمل إدا سمحت...!
عقد جان حاجبيها بضيق مزيف وتكلم وهو يراقبها تقترب منه.
-إذاً لا حق لي بأن أرى زوجتي سوى عند العمل يعني؟!
ضحكت سانم وهي تجلس على الكرسي المقابل له وقالت:
-على الأقل هناك عمل لتراني به، لو أني لا أعمل هنا كنت لن تراني سوى في أحلامك!
-كم أنتِ قاسية!
اقترب الرجل منها حتى اصطدم كرسيه بخاصتها ثم قرب وجهه من وجهها حتى لامست لحيته بشرتها وما إن لامس شفتيها لاحظت سانم الموظفين الذي يمرون من وراء الباب الزجاجي والذي يتيح لهم برؤية ما يحدث في الداخل فعادت عدة سنتيمترات للخلف ووضعت يدها فوق فمه حتى تتدفع رأسه للخلف فأطلق جان أنيناً متضايقاً.
- عيب عليك، هناك موظفون!
أزالت سانم يدها من على فمه ونظر جان لعينيها عاقداً لحاجبيه متضايق هذه المرة بحق وقال:
- قاسية جداً جداً...!!
ضحكت سانم وتجاهلته وحركت رأسها لتنظر إلى المجلة التي أحضرتها بينما تنهد الرجل واستند بمرفقه على المكتب وأخذ ينظر لها.
راقبها جان بهيام وحب بينما كانت تنظر إلى المجلة بتركيز ولم يستطع أن يركز على أي شيء آخر غيرها وغير جمالها الفائق الذي ينبض له قلبها فغاص بملامحها ونسي كل ما حوله وحين نظرت الفتاة رأت تلك العيون الثملة بالحب فقاومت الابتسام والنظر له بنفس نظراته حتى تنجز ما أتت لأجله.
حركت سانم رأسها تعيد ناظريها إلى المجلة مجدداً وقالت بصوت جاد:
-هلا ركزنا على العمل الآن؟
تنهد جان بتعب وألم وعاد بظهره للخلف وتكلم بتذمر قائلاً:
-ألم أخبرك أنكِ قاسية؟!
لتهمس سانم قائلة:
-تذكر ما هو اليوم وسترى دلال لم تره يوماً!
أنت تقرأ
A Special Day
Romanceلقد مرت سبعة سنوات على زواجنا... تسعة سنوات منذ أن وقعنا في عشق أحدنا الآخر... وبعد كل هذا.. هل مازلنا نحب بعضنا البعض؟ رغم عيوبنا... رغم أخطائنا؟ هل تقبلنا بعضنا البعض ولم يسأم أحدنا من الآخر؟ مازلنا نحب بعضنا البعض بعيوبنا وأخطائنا وتقبلنا كل شيء...