وصلت سانم إلى غرفة زوجها ووقفت حتى تنظر له من مكانها ثم أخذت نفساً عميقاً حتى تهيئ نفسها لبدء عملها الذي يتطلب إعادة جان القديم.
فعدلت من هيئتها وأحضرت جانبي شعرها أمام كتفيها ثم بدأت تسير في دلال باتجاه مكتبه فرفع جان عينيه لينظر لها مبهوراً بمظهرها للحظة ثم أجبر نفسه ليعيد رأسه إلى عمله مجدداً بكل أسف وقال:
- هل وجدتِ فكرة حتى نزود بها الإعلان؟
عضت على شفتها السفلى لتكتم غيظها وضيقت عينيها لتنظر له بإنزعاج وانتابه تخريب مظهرها ومسح زينتها في هذه اللحظة بسبب جهله لما بذلت مجهوداً لفعله ولكنها قاومت وجلست على الكرسي الذي يجاوره وهي تطلق تنهيدة طويلة وبصوت عالٍ وقالت بضجر وإنزعاج:
- وجدت... وجدت الكثير من الأفكار... أقول لو نركز على قدرة الناس على التذكر مثلاً...!
رفع جان رأسه لينظر لها وتظاهر بالاندهاش لسماع فكرة كهذه وأخذ يمثل بأنه يفكر حقاً في تلك الفكرة ليقول أخيراً:
- أن يتذكر الناس إعلاننا أينما يذهبون، هذا رائع! لندرس الأمر لاحقاً، غيره؟
لم تفهم ما يحدث له ولما هو دائماً يحول كل ما تقوله وتقصده إلى عمل ولا تقوم أي كلمة تنطق بها بإنعاش ذكرياته.
يبدو أنه يحتاج ضربة على الرأس حتى يستعيد ذاكرته ولكن هل تفرط به فعلاً وتفعلها؟!
يبدو أنها ستفعل قريباً إن استمر جان على هذا المنوال...!!أخرجت سانم تلك الأفكار وتركتها جانباً للحظة حين قررت أن تعود لخطة تذكيره فقررت أن تسير على نفس نمط العمل طالما أصبح جان مهووساً بالعمل فجأة فنظرت له بعيون بريئة مصطنعة ومطت شفتيها للأمام قليلاً وقالت بصوتٍ ناعم ونبرة منخفضة وهي تتمنى بأن لا يستخدم ذكائه المفرط ليجيبها على ما ستقوله هذه المرة أيضاً:
- وأظن أيضاً أنه يجب علينا أن نركز على كل ما هو جميل... ألا يستحق برأيك؟
تحديقه بها لثواني أعطاها الأمل فارتسمت ابتسامة متحمسة على شفتيها بينما نبض قلبها بسرعة دون توقف فتابعت النظر إليه بترقب وكانت على حق فرائحتها أصابته بالدوران وراح يحدق بها بعيون ضائعة وتائهة في جمالها الساحر...
لقد كانت تسلب عقله وتسحبه إلى عالمها بتلك الرائحة التي ولازالت حتى الآن سراً يجذبه لها فكم من مرة فقد سيطرته وانجذب لها كالفراشات إلى النار.
فنعم كانت لهيبه، اللهيب الذي يحرقه في نيران عشقها...!
ولكنه قاوم... وكانت من أصعب الأشياء التي قام بها في حياته، فحتى يحصل على جائزته لاحقاً قاومها في هذه اللحظة...قطع الأربطة التي ربطته بها وابتعد عنها بالكرسي حتى يبعد أنفه عنها قدر المستطاع ويمنع نفسه من استنشاق رائحتها فمهما كانت تأثير تلك الرائحة عليه لا يمكن أن يستسلم الآن أبداً...!
نظر على الأوراق الذي كان يمسك بها وأخذ يفرها وهو يتظاهر بالبحث عن شيء معين وتكلم بتلعثم وقال:
- نـ- نركز على كل ما هو جـ-جميل... هذا رائع، رائع جداً. يمكننا أن نستخدم ذلك في... في... في الإخراج...!
تجمدت الفتاة وهي تحدق به... فماذا كان يفعل بالضبط؟!
ماذا يعني رد فعله ذلك؟!
ماذا يحدث له ولماذا يبتعد عنها بهذا الشكل؟!
هل لا يتأثر بها مثل السابق مثلاً؟!
أخفضت سانم رأسه ورفعت جزءً من فستانها الأخضر لتشمه حتى تتأكد من أنها ليست كريهة الرائحة لتبعده عنها بهذا الشكل.
لقد كان يقوم بأشياء غير مفهومة وغير اعتيادية عن زوجها الرومانسي جان ديفيت مما جعل ثقتها بنفسها تهتز قليلاً ولا تعرف ما عليها فعله لتتعامل مع كل هذا.
أنت تقرأ
A Special Day
Romanceلقد مرت سبعة سنوات على زواجنا... تسعة سنوات منذ أن وقعنا في عشق أحدنا الآخر... وبعد كل هذا.. هل مازلنا نحب بعضنا البعض؟ رغم عيوبنا... رغم أخطائنا؟ هل تقبلنا بعضنا البعض ولم يسأم أحدنا من الآخر؟ مازلنا نحب بعضنا البعض بعيوبنا وأخطائنا وتقبلنا كل شيء...