مجنونان وجدا بعضهما

784 45 16
                                    

- إن الملك السيء لا يرسل أزهاراً...

جلست الفتاة مكانها ونظرت لوجهة مختلفة عن زوجها تشبك ذراعيها معاً ولل تتحدث أبداً ولكنها أشارت لأختها حتى تقترب منها ودون إصدار أي صوت مسموع لأي شخص عدى ليلى، همست في أذنها.
وحين رأى جان ما فعلته، علم أنه هالك!
فكما ورثت سانم الكثير من والدتها، ورثت قسم الصمت كذلك...!!
ولا يوجد كذب حول الأمر، كان جان يرتعب من قسم صمت سانم كما كان نهاد يرتعب من قسة صمت موكبة تماماً.
ربما تقولون أنه لمن الغريب أنها كانت تهمس ولا تستخدم عضلات وجهها كوالدتها ولكنها كما كانت عاجزة عن تعلم ذلك في الماضي مازالت عاجزة حتى الآن وفضلت الهمس للمترجم حتى يعبر عن ما تقوله أفضل من تعلم شيء فشلت في تعلمه مراراً.
فتخيلوا ما يعانيه جان حين تقسم سانم قسم الصمت وليلى ليست موجودة لتخبره بما تقوله...

كانت سانم تهمس الكلمات في أذنها ولسان ليلى يعمل من الجهة الأخرى بينما كان جان ينظر لهما بتركيز وفضول لمعرفة ما ستقوله زوجته.
- سانم تقول... الشخص الذي أرسل الزهور لها... شخص مراعي للمشاعر ويهتم لها ويعرف كيف يتعامل مع الإناث، ليس كبعض الأشخاص الذينـ-... ماذا تقولين يا سانم؟! عيب!!
لم تكن تلك صدمة ليلى لوحدها بل صدمة جان أيضاً حينما علم أنها تقول شيء لا تقوله بالعادة وعلى قدر رغبته بمعرفة كل كلمة تنطق بها ولكن هذه الكلمة جعلته يفكر ملياً في الأمر.
واختار في النهاية أن لا يسمعها لأجل الحفاظ على علاقة الود بينهما.
  - شكراً لك كثيراً يا زوجة أخي!
شكر ليلى لعدم قولها ما لا يعلمه ثم حرك ناظريه إلى زوجته وابتسم ابتسامة سخرية وقال:
- الله الله هل عرفتِ كل ذلك من رؤية الأزهار فقط؟
ضيقت سانم عينيها ونظرت له بحدة وضيقت عينيعا ولكن قبل أن تقول أي شيء آخر التقطت عينيها الكيس الذي كان يمسكه في يده فهمست لأختها شيئاً فقرنت ليلى حاجبيها اندهاشاً لما سمعته وهمست بعدم تصديق:
- حقاً؟ أهكذا يكون اتخاذ المواقف؟!
حينما رأت الإصرار في عينيها تنهدت بقلة حيلة وحركت رأسها جهة جان بإصبعها وأشرت ناحية الكيس.
- ما هذا الذي في يدك؟
استغرب جان في البداية حين تلقى السؤال من زوجة أخيه ولكن أرادت ليلى أن تصحح سوء الفهم وقالت:
- هي من تقول يعني... ليس أنا!
ضحك جان ضحكة خفيفة وزادت صحكته حينما أيقن ما كانت تقوله زوجته، لهذا السبب انتظر وصول الطعام قبل الدخول لها أساساً لأنه يعرف أنه الشيء الوحيد الذي لا تستطيع مقاومته.
رفع جان الكيس لأعلى ونظر نظرة سريعة للكيس ثم أعاد ناظره لزوجته وقال:
- إنه لحم بالعجين، أحد الأطعمة المفضلة لديك...

للتصحيح فقط سانم تعشق الطعام كله سواء كان في تركيا أو خارجها وبالنسبة لها كل الأطعمة مفضلة لديها لهذا لا يعاني جان كثيراً من اختيار الطعام لها.

حبن سمعت ما قاله نظرت له بتجمد وكأنها سمعت خبراً سيؤثر بحياتها فكانت في حيرة الاختيار بين غضبها وموقفها أو اختيار الطعام - الذي تعشقه - 
وفي الحقيقة لو أتى جان إليها بقطعة من البسكويت للانت فوراً دون جدال.
ولكن جان لا يستغل تلك النقطة ولا يفرط فيها بل يعطيها قيمتها كاملة ولا يبخل أبداً... لأن ذلك من مصلحته أيضاً.
لاحظ جان رد فعلها فابتسم ابتسامة بسيطة حاول إخفائها بشتى الطرق وحين لاحظ كعك موكبة فوق الطاولة قال وهو يتظاهر بالحزن:
- ولكن على الأغلب أنتِ تناولتِ الطعام بالفعل...
وغير ملاحظته للكعك لاحظ بواقي الشيكولاتة على شفتيها أيضاً ورغب كثيراً بمسحها عنها حتى لا يرى لطافتها غيره.

A Special Dayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن