تحرش

195 3 0
                                    

في الأيام الماضية طفت إلى سطح الرأي العام إحدى أكثر القضايا إثارة للجدل في مصر، التحرش الجنسي، سبقتها مرات عديدة لا تعد ولا تحصى،نظرا للكثافة السكانية في مصر إضافة إلى الحالة السياسية والاجتماعية المعقدة منذ فترة فإن مثل هذه الأمور قد تكون شبه عادية ولها أسبابها الاجتماعية والنفسية، لكن هذه المرة تم اضافة نوع جديد من التحرش، التحرش الإلكتروني، وهو أن شابا وبعد حوالي عامين تم اتهامه من طرف العديد من الفتيات بينهن قاصرات بالتحرش بهن من خلال وسائل التواصل الإجتماعي.
يمكن تقسيم المتفاعلين مع القضية لعدة أقسام أهمها، اولا من تعاطى معها بعاطفة زائدة فوضع كل الشباب في سلة واحدة، سلة المعتدي الذكوري  ووضع كل النسوة في السلة الثانية، سلة الضحية البريئة الضعيفة المستغلة...
ثانيا من اتهم البنات بالعري واللهث وراء الشهوة مبررا عمل الولد أنه لو لم يجد استسلاما من البنت لما تمادى فيما فعل.
ثالثا من رد على الفئة الثانية أنه حتى المتحجبة تتعرض  للتحرش وراح يبرر للتبرج ويقحم الدين ليجد فرصة لإضعاف حجة الدين كونه لا يمنع الظاهرة.
أخيرا هناك من احتكم إلى العقل والدين الإسلامي بحكم أغلبية المصريين المسلمين، فقال ان كلا من الرجل والمرأة يتحملان جزءا من المسؤولية مع عدم التبرير للتحرش تحت أي ظرف، ومع وجوب غض البصر للرجل وسترة المرأة أخدا بالأسباب.
وما ستلاحظه في وسائل التواصل هو الهجوم الشرس عمن قال بهذا الرأي الأخير ووضع جنبا إلى جنب مع من يبرر للمعتدي، وهنا يمكن ان ترى قوة الإعلام في فرض رأي شاذ على حسب الحق، فلا ترى في الواجهة إلا الرأي الذي يخدم بعض الجهات، فمثلا لن تر أي أحد من تلك الأسماء تنتقد المنتجات السينيمائية المصرية التي كانت تنشر التحرش واستصغار المرأة وجعلها مجرد ماكينة شهوة على رجلين، ولا أحد ينتقد رائد الفساد الأخلاقي في المسلسلات المصرية عادل إمام مثلا بل العكس هو قامة فنية لا مثيل لها وكل من ينتقده فهو الشاذ في القصة، وهو المتخلف الذي يجب أن يحارب.

تعقيباتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن