809 67 2
                                    


« وما لي أسرفت بالكتمان حتى كُتم صوتي وتلاشى ؟ ألم يكفيك يا قلبي ما أصابك ؟»

✽+†+✽―――――――――✽+†+✽

فتحت عيناها بإنزعاج فتلك اليد لم تختفي وهذا يعني أنها لا تحلم ولا تتخيل ، وكأن نوراً أعمى بصيرتها عندما رأت ذلك الملاك الذي كان يسحبها للأعلى بسرعة .

إبتسمت تستسلم لإغلاق عيناها مجدداً ، ملأت المياه رئتيها وغطت بعالم الذكريات خاصتها ..

تذكرت تلك الصغيرة التي أخبرتها أن تحضر لها المثلجات في طريق عودتها إلى المنزل ، وهل ستعود مجدداً ؟ أم إنها أصبحت ذكرى من الذكريات أيضاً ؟

†+✽――――✽+†

عاد سوكجين إلى منزله في مطلع الفجر إذ إستقبلته أخته من جهة الأم قائلة "جين أين كنت ؟ شكلك فوضوي للغاية وإذا رآك والدك سيفقد عقله"

ثم سحبته لغرفة وهو يمشي معها بإستسلام وإرهاق ، جففت شعره الذي ما زال مبتلاً وأخرجت له ملابس أخرى ثم دفعته للمرحاض حتى يبدلها بسرعة قبل أن يكتشف والده ويراه بهذه الحالة .

كانت تجلس بكرسي قرب سريره تلعن الأقدار التي جعلت من أخاها شخص آخر لم تعتاد عليه ، اخاها اللطيف كثير الضحك والمزاح ، الذي لا يتوقف عن إلقاء النكات مهما سئم الجميع منها .

هو أصبح ميتاً بجسد حي .

خرج من المرحاض بعد أن غسل وجهه وبدل ملابسه ثم إستلقى على سريره وغطى وجهه متجاهلاً وجود أخته التي تنظر له مطالبة بتفسير للشكل الذي رأته عليه قبل قليل

"جين ألن تخبرني ماذا حدث ؟"
"لا شئ" قال بإختصار فتنهدت وسحبت الغطاء من وجهه

"لقد أتيت مبتلاً من رأسك حتى أخمص قدميك ، أستخبرني أنك تعثرت ووقعت ببركة ماء مثلاً ؟" قالت ليومئ لها بإبتسامة ويعود لتغطية وجهه مجدداً .

نهضت من قربه بعدم إرتياح ووقفت أمام باب غرفته ثم قالت
"أياً كان ما حدث ، لا تؤذي نفسك سوكجين ، أنا أحبك ، جميعنا نحبك ولا نود خسارتك ، سأذهب الآن للجامعه فقد مررت لألقي عليك التحية لا أكثر"

وعندما لم تتلقّ أي رد خرجت من غرفته بوجه حزين وذهبت لجامعتها …

جوليا تكون أخت سوكجين الصغرى ، تبلغ من العمر عشرون عاماً وهي إبنة والدته التي تزوجت من رجل آخر بعد أن إنفصلت من والده وأنجبتها …

مضى على ذلك ثلاثٌ وعشرون عاماً ، وسوكجين لا يكاد يتذكر ملامح والدته فقد عاش برفقة والده منذ أن كان في الخامسة من عمره ، ومنذ ذلك الحين ووالده يهتم به ويوفر له كل ما يحتاج .

جميـلٌ بـالوَردي | ksjحيث تعيش القصص. اكتشف الآن