𝒑𝒓𝒂𝒈𝒎𝒂

ʰᵒᵐᵉ

الفصل الثاني
"وَطن"

مَضى شَهر مُنذُ إصابَةِ ايغان وَ مُكوثه عِند ايريون،
صِحَتهُ تتَحسّن بِبطء كَما حالُ علاقَتِه بالمَلاك

"ايريون"
"أنظُر ، أستَطيعُ المَشي"
قالَ ذا الشَعرِ الأشعَث بينَما يَخطو خُطواتٍ بَطيئةٍ نَحو المَلاك

قَدَمُ ايغان قارَبت على الشِفاء أَما جَناحَهُ مازالَ يَحتاجُ بَعضَ الوَقت لِذا يُحاولُ جاهِدًا التَدَرب على المَشي

"ايغان، إنتَبه"
صَرخَ المَلاك حينَ تَعَثرَ الشيطان
ساقِطًا على وَجهه

إقتَرَب ايريون مِن العابِس على الأرضِ حامِلًا إياه
وضَعَهُ على السَرير قائِلًا
"إبقى في السَرير"
"قَدَمُكَ لَم تُشفى بَعد"

عَقَد ايغان ذِراعاه قائِلًا
"لَقد مَلِلتُ مِن الجُلوسِ طوال اليَوم"
"وأيضًا أعلَمُ أنَنا لَم نُصادِف بَشرِيًا واحدًا حتى"
"وَلكِن كيفَ يُمكِنُكَ أن تكونَ واثِقًا حِيال عَدَم إمكانِيةِ البَشَر مِن الوُصولِ الى هُنا ؟"
سأل الشيطان الصغير مُتَذَمِرًا فهو غيرُ مُرتاحٍ لِفكرَةِ المُكوث في كوخٍ خَشبي وسطَ الغابَة

"أولًا لا يَعِرِف البَشرُ بِوجودِ هذا المَكان"
"ثانِيًا إنه مَحمي بِواسِطة قِواي لَن يستَطيع البَشر الإقتِراب مِن هُنا"
رَدّ المَلاك فارِدًا جَناحاه على إستِعداد للمُغادرة

عَبسَ ايغان ناظرًا نَحوَ قَدَمه الممدودَة أمامه حينَ سَماعِهِ لإجابةِ الآخَر لَكنه رَفَع رأسَهُ بِسُرعة فورَ مُلاحَظَتِهِ لايريون الذي يبدو أنهُ يَنوي المُغادَرة

"مَهلًا!"
"إلى أينَ تُظُنُ نَفسَك ذاهِبًا وتَترُكني وَحدي هُنا؟"
صَرخَ بإنفِعال مُوجّه نحو ذا الشَعر الاشقر

"أنا عائِد إلى موطِني بالطبع"
"لا يُمكِنُني البَقاءَ مَعَك طُوال الوَقت"
"سوفَ يُلاحُظون إختِفائي"
أجاب سؤالَ الآخر رافِعًا حاجِبه ناظِرا بِإستِفهام نحوَ ايغان

"انا ايضًا اريدُ العودَة إلى مَوطِني"
"لا أُريدُ البَقاء وحيدًا"
شَدّ على الغِطاء الذي يُغطي قَدميه

"ثُمّ ماذا إِن وَجَد أَحَدُ البشر هذا المَكان؟"
"سَيقتُلونني، انا لا استَطيع الدِفاع عَن نَفسي بِهذه الحالة إضافَةً إلى أنني لَم أُصبِح بالِغًا بَعد"
"ماذا إن اشتَم ذئبٌ رائِحَتي ،الذِئاب تأكُل الشياطين"
وسّعَ عيناه بِخوف حين نَطق جُملَتهُ الأخيرَة ،جَسَدُهُ يَرتَجف بِرهبة ،هو لا يُريد الموت ،لايَزالُ صغيرًا على هَذا