البداية..

3.2K 168 28
                                    

لقد انتهى الحلم الجميل الذي رسمته
ذهب ادراج الرياح..

تم حرماني من الراحة ، تم سلبُ كل جميل مني.

كل الرحمة حولي قررت الرحيل الى اللاعودة.

انا شيزوكا
تزوجت بمن احب ، وحملتُ بطفلي الاول
سرعان ما تدهورت بعض الأمور .
خسرتُ الطفل ، خسرتُ من احب.
وبأكثر الطرق إيلاماً.

اتضح في ما بعد اني غير قادرة على الإنجاب مجدداً ، وقد انهار زواجي في هذه اللحظة.

عائلتي ، واصدقائي فجأة
اجدهم بعيدون كل البعد عني
وكأني منسية ، أو غرض قديم.

تأخذني سيارة الأجرة إلى مكان بعيد ، بين الأشجار ، هناك حيث سأقضي ما بقي لي من وحدتي.

واستتر بغطاء السعادة المزيف.

تمردت دمعة على خدي حينما تذكرت احداث الشهرين الماضيين.

مسحتها ببطئ ، وسحبت ماء انفي ، اعد نفسي أنها ستكون بداية جديدة صحية.

واعلم اني اخدعها.
لكن على الأقل لم ابقَ في ذات المكان ، لاني حتماً كنت سأنهي حياتي.

وصلتُ أخيراً ، ترجلتُ ، وبدأت بتحميل الاغراض شيئاً فشيئاً

لم احضر الكثير حتى لا اتذكر الكثير.

دخلت المنزل ، كنتُ قد اشتريته مسبقاً لاقضي فيه العطلات مع الأصدقاء أو الأحباء.

وبما اني اليوم اعود اليه كمن تم قطفه من شجرة ، فإنه يبدو بعض الشيء موحشاً.

تنهدت ، ونقلت حقيبتي إلى الداخل.

لم يكن المنزل فوضوياً .
كل ما يتطلبه هو إزالة الغبار.

كان علي قبل ذلك ، دفع فواتير الكهرباء والماء
حتى يعود المنزل للحياة.

خرجت مجدداً ، بعد إغلاق الابواب

وتوجهت إلى مركز المدينة كي ادفع الفواتير.

ظننت الأمر سهل ، لكني هئنذا ادفع أكثر من نصف مرتبي الشهري لسيارات الأجرة ، والفواتير.

شعرت لدقائق أنني قد ابقى هذا الشهر على الخبز والماء.

لكن لحسن الحظ فاتورة الماء معقولة على عكس الكهرباء.

عدت للمنزل بعد التسوق و شراء بعض الأطعمة.

كان يجب علي التنظيف.

كنت متعبة ، و مجهدة نفسياً أيضاً.

وأثر جرح عملية الإجهاض لازال المه قائماً
ليس قوياً جداً
لكنه موجود.

وكأنه يذكرني عند النسيان بأن النهاية الحزينة هي كل ما احصل عليه.

جلست على إحدى الارائك وانتشر الغبار في كل مكان فور جلوسي ، كنت مضطرة لان الالم قد شلّ حركتي.
وكنت احتاج الجلوس لبعض الوقت.

نهضت مجدداً وهممت بترتيب وتنظيف المنزل.

بعد قرابة الساعة أو أكثر بدأت أشعر بالجوع

استحممت ثم
توجهت للمطبخ ، وحينما كنت على وشك اخراج الصحون ، سمعت صوت جرس الباب.

استغربت ، فلا اتوقع اي زوار.

ولا املك من يهمه حالي.

على اي حال.

فتحت الباب
فاتضحت امامي مجموعة من الأجساد الصغيرة

ينظرون لي بارتباك ، كما افعل بالضبط.

ستة اولاد صغار ، أراهن أن أكبرهم لا يتجاوز العشر سنوات.

نبض قلبي بشدة لرؤيتهم ، وبدأ دماغي بنسج صورة طفلي الراحل على ملامحهم.

سرعان ما تماسكت ، وسألتهم بهدوء :

"ماذا تريدون يا صغار؟"

تقدم أحدهم وكان يرتدي نظارة طبية.

"لقد تم ايصالنا إلى هنا ، قالوا إن هنا سيدة ستعتني بكم"

وقفتُ في حيرة من أمري ، فأنا لم اقل من قبل اني سأعتني بهؤلاء الاطفال.

ولم اشارك في مؤسسة خيرية أو مؤسسة ايتام.
ظللتُ مستغربة ، واقفة في مكاني لبرهة ، احاول جعل ذاكرتي تعود بي الى الوراء علي التذكر.

"انا جائع"

قاطع شرودي آخر له عيون خضراء وشعر قرمزي ، تبدو على ملامحه بعض الجرأة.

ابتسمتُ بخفة ثم قلت :

"لاطعمكم اولا ، ثم افهم ما يجري"


















..........

يتبع..

تعديل لاحداث القصة الأصلية.


Little Things حيث تعيش القصص. اكتشف الآن