في قصتهما كانت الفاعل
وكان هو الضمير المتصل..
لا ينكسر
لا يستتر
ولا ينفصل.مازال الصباح في بدايته، الشمس افترشت قلب السماء وأدلت بأول جدائلها الذهبية كخيوط أمل تدق على النوافذ بغرور، تغمز للأحلام بطرفها وتنقش حروفًا يتلألأ نورها في كل مكان.
دلف إلى الشركة بكامل أناقته كالمعتاد، لكن بدون ابتسامته المعهودة ولا مرحه مع موظفيه، عيناه مليئتان بالحزن والقلق من المجهول، حتى سكرتيرته لم يلقِ تحيته عليها بل دلف إلى مكتبه بعد أن طلب منها كوب قهوة كبيرًا بدون سكر.
مرت ساعة وهو غارق في أوراقه لكن عقله مع القابعة هناك في منزل السيوفي بمصر، يفصل بينهما البحر المتوسط وأكثر من خمس دول لكنها تستحوذ عليه بأكمله.
فقوانين المسافة والزمن تتساقط تحت سلطة الحب!
هي لحن الخلود، زهرة براري فاحت بعطرها على قلبه.. يسكن البحر في عينيها.
هي قلب بالعشق يجود..
أحبها طفلة وعشقها أنثى، فمن غيرها في القلب يسود!
وضع قلمه وفك أول أزرار قميصه الأسود ليظهر عنقه الأسمر الطويل يتوسطه تفاحة آدم التي تتحرك من ابتلاع لعابه وتنهداته يهمس في قرارة نفسه بغيظ:
-"الله يسامحك يا مازن".
أعاده عقله إلى ذكرى قديمة منذ عشرة سنوات...عالمها تبدل إلى عالم مخملي
مزين بقلوب كالدُر وأرواح باذخة الطُهر.
أطفالها كشجرة نقاء وارفة الظِلال
وأغصان تحمل ثمار القبول والمُتعة..
كالربيع في نسماته
والزهور في جمالها
وأكاليل ياسمين تتقلد چِيد الحياة فتكون زينة لها.