ربط الأحداث..

27 4 0
                                    

يعز عليّ أن أخبر قلبي أنكَ أصبحتَ كانَ وهو يُخبرني أنك تكونُ وستكونُ.
إنه لا يتقبلُ حقيقةَ خُذلانه، كانَ الألمُ دّفان قَلْبِي، بقيتْ عظامك به، لم تتحلل أنت، حفظتك بحبي الأبدي، أخبرتُكَ بأنني كنتُ مؤمنةً بِك، ألحدتُ عن النظرِ إلى غيرِك، اعتنقتُ حبك بكل الأديانِ، كنتُ تعلمُ أنْ اشتياقي لكَ هو جهنمي، أصبحتْ فجأةً كإبليسِ الذي يتمتعً بالنيرانِ، أخبرتُني أنّ حُبَّك كانَ مولودًا من ثرابٍ وأنّ الاشتياقَ هو النار وهكذا أنتَ أفضل.

وعندما تراجعَ حُبي لكَ ونثره قَلْبي خارجًا، أصدرَ وهيجًا عن كلِ ذرةِ حبٍ به، لقد كانَ حُبٍُك نوْري الدائمَ، وقفتَ تصفقُ كطفل صغيرٍ رأى الألعابَ الناريةَ وعندما انتهتْ سألتني : أهكذا تعشقيني؟
لمحتَ في عيني نظرةَ الضعفِ، نظرةَ الفقدانِ ثمّ سألتني مرة أخرى : أهذا حُبُّك لي؟...

صدرتْ مني شهقةً تعلنُ انتهائي، والحادي بك وبِحُبِّك، أنّكَ كنتَ وهمًا اختلقَه عَقْلي، كنتُ مالكًا وما اعترضتُ أنْ أكونَ مملوكةً لك، عرشَ قَلْبي كانتْ تحضرُه كَينونتي لكَ قبلْ أنْ ينطبقَ جِفنيك، كنتُ مسخرةً لكَ كلَ شئٍ. أَحبَّكَ قَلْبي و أدركتُ أنني محرمٌ عليّ النعيمُ أبدًا، تعودتَ وجودِي وتعودتُ غيابَك، أنتَ كنتَ العسلَ المسمومَ، وكنتُ طماعةً تعشقُ الحلوى، نظرتَ إليّ بمكرٍ أأعجبكِ عسلي ؟ نظرتُ بهيامٍ وقلت ما تذوقتُ أعذبَ منه، تحملتُ أشواكَك أخبرتُك عن عشقِي للنباتاتِ، أحببتُكَ وأصبحتَ كلَ شئٍ، وكرهتُ كلَ شئٍ عندما أصبحَ أنتَ.

و فِي مَحكمةِ الحُبِّ وَقفْنا مُنتصِبيْن، وجَاء قَلْبِي وقَلْبُكَ كَناصِريْن، أَلقيْتَ التهمة عَليّ وأنَا لمَ أتفوهْ بِكَلمةٍ وَاحدةِ تُنصرُني، تُطالِعُني بِعينٍ مِنْ مَللِ وأُطَالِعُك بِعينٍ مِنْ أَلمٍ، ومَن منّا أَرهقَ الثانِي أكثر، وشُعلةُ الحُبِّ المُنطفِئةُ فِي صَدرِكَ وشُعلتِي التِي تَحرِقُنِي.

بدأْنا فِي إِلقْاءِ الاتهامَاتِ، قُلْتَ أننِي لا أَفهمُكَ ولا أهتمُ بِك ولا أهتمُ لِسماعِ ثرثرتِك، وجَشعةٌ لِحُبِّكَ أريدُ المزيدَ ولا أنتهِي، أَقترفُ العديدَ مِن الأخطاءِ وأُقحِمُكَ فِي الكثيرِ مِن المشاكلِ، ولَديّ الكثيرُ مِن العيوبِ، ومشوهةُ النفسيةِ، واتهاماتُكَ لا تقفُ عِند حدٍ.

وأنَا صامتةُ لا أتفوهُ بشئٍ وعِندمَا حَان دوْرِي وقفتُ وأخبرتُ الجميعَ أنكَ على حقٍ وأنني أريدُ المُحاكمةَ أنْ تكونَ لِصالحكَ، نظرتُ إلى قَلْبِي خِلسةً وقالَ لي :"يا للعارِ عليكِي وعليّ أهذا مَا جِئنا إليه، أ أعجبكِ ما فعلتِيه؟ أترِين تلكَ الابتسامةَ الساخرةَ التي تُزينُ ثغرَهُ؟ لِما لمُ تتفوهِ بأنه تركَكِ لليالٍ مُعذبةً فِي حُبِّه، أنه لمْ يستمعْ إليكِ عِندما كُنتِ تحتاجِينَهُ، كنتِ تُعالجِين جروحَكِ بِنفسكِ، تنزعِين أشواكَهُ وسِهامَهُ التي يُصوْبُها نحوَْكِ، أتذكرِين كمْ مرةٍ نجحَ في اضحاكِكِ ؟ لمْ يتجاوزْ عددُهَا أصابِعَ يديكِ، يا للعارِ يَا بُنيتي على مَا فعلتِي، لقْد وعدَكِ بالبقاءِ ولمْ يفعلْ، لا توفِ أنتِ بِوعدكِ بِحُبِّه للأبديةِ، فليسَ للوعودِ وأصحابِها بقاءُ، وليس للأبديةِ وجود.
__________________________________________

Ridiculous حيث تعيش القصص. اكتشف الآن