لقاء او مصادفة بعد الجحيم

22 2 1
                                    

افقت فزعة بعد العملية وصورة ابنتي موشومة في ذاكرتي، مستلقية على قارعة الطريق غارقة وسط بركة من الدماء تئن، تستنجد وانا مكتوفة الايدي، لم استطع تمالك نفسي، لم استطع انقاذها حينها، لم استطع....

فقد اغمي علي، كيف لي ان اتخلى عنها في ذلك الموقف؟ كيف لي ان لا اضمها الى قلبي واهمس في اذنها انني سأحميها؟ انا انانية اريد الموت الا انني اصارعه للبقاء، اجري عملية لأعيش في جحيم. لم اتصور يوما العيش بدون ابنتي او فراقا مؤلما يطفئ سعادة قلبي.

"هل انت بخير سيدتي؟

لم الاحظ وجود شخص بغرفتي، ادرت رأسي، اتحسس مصدر صوت مألوف اقشعر له بدني. كانت فتاة في ريعان الشباب، مبتسمة، لها عينا ابنتي الا ان عليهما مسحة من الحزن. كانت الممرضة لابسة بلوزة زرقاء مزين عاتقها بقلادة على شكل قلب فضي، انها قلادة ابنتي بل ايضا سوارها الذي يحمل اسمها. دهشت، هل ابنتي ماتلة امامي ام هو فقط الهديان الذي يخلفه التخدير بعد العملية. غمرت السعادة قلبا انطفا لهيبه، تهللت اسارير وجهي وبرقت عيناي تفيضان دموعا وارتسمت ابتسامة لطالما خبت.

حاولت التكلم بعد عشر سنوات من الصمت والوحدة:

 و....ر..دة...-

 نعم سيدتي.-

 وردة حبيبتي اين كنت وانا ابحث عنك، اين كنت يا صغيرتي طوال هذه السنين تركتني احترق.-

نظرت الي بدهشة وحنان.

خالتي اظنك مخطئة.-

لا انني لست كذلك فأنت ابنتي ارجوك اعطيني القلادة.-

مدت الي تلك القلادة ثم اخدت قلادتي على شكل مفتاح صغير فتحت فتمثلت لنا صورة

صورتي انا وابنتي

اقتربت فضمتني الى صدرها لقد اشتقت لحضنها، لرائحتها، حننت لهذا الصوت الرقيق ، مددت يدا معروقة ترتعش لألمس وجها غاب عني سنين وابتسامة ستنير ظلماتي اوقات الحسرة، فتسللت من عيوننا دموع الغبطة والفرح.

انها ابنتي التي فقدتها فقد اخبرتني انها اختطفت خلال الحادث من قبل عصابة تتاجر في الاطفال و بسبب تراكم الصدمات فقدت ذاكرتها فهي الان تعيش بدون ماض مع عائلة معينة.

الامل

مازالهناك امل، امل العيش في سلام، انقشع عني الشعور بالهزيمة فقد انتصرت، انتصرت على حياةالبؤس

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 04, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بريق أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن