تدور الرواية في زمان ليس مثل هذا الزمان ومكان لا يعرف له مكان أين لا وجود للوقت فيه.. كانت هناك قبيلة تعيش في سلام
الكل يتعارف فيما بينهم.. الهدوء كان ميزتهم وان حدث امر جلل او حتى مشكل صفير بينهم كانوا يلجأون لرئيسهم.. وهو اكبرهم سنا واكثرهم حكمة اسمه "أمغار" صغير الحجم ذو لحية بيضاء وعيون صغيرة زرقاء، كان يحل المشاكل بطريقة ذكية ومن دون اغضاب أي الطرفين، سمي الحكيم وكان حقا حكيما...
من بين أفراد القبيلة كان هناك "أمقران" رجل طويل أسمر ذو عيون سوداء وملامح دافئة، كان الاكثر احتراما من بعد أمغار واعتبر من كبار القبيلة الذين يلجؤ اليهم عند تفاقم المشاكل، خاصة التي تعني الكل وهو من اكثرهم ثراء وامتلاكا للاراضي الواسعة والخصبة..
رزق أمقران بطفلان بنت وولد من زوجته الطيبة "أزيل"، الكل تمنى عائلة مثل عائلته والكل اراد ان يناسبه، فابنته "تيسليت" أصبحت غاية في الجمال بشعرها الأسود الطويل وعيونها العسيلة المتلئلئة مع بشرتها السمراء، كانت مزيجا بين سمرة والدها ودفئه وحلاوة وعيون أمها ورشاقتها، و غاية في الادب والتربية.
والولد "إيزم" اعتبر الأكثر قوة مع جسمه الطويل المفتول العضلات ووسامة شبيهة بوسامة والده ومعتدا بنفسه..
عرفت تيسليت بمحبتها للطبيعة والمياه وكل شيء حي.. كانت أول ما تستيقظ صباحا تتجه الى الغابة لالتقاط الفواكه وجلب الماء، وأحيانا فقط للتجول وانشاد الاغاني والاشعار..
وكان فتيان القبيلة يتبعونها أحيانا ويسترقون السمع لاغانيها..فصوتها كان ملائكيا
الكل احبها ومن لم يحبها شعر بالغيرة منها .. في كل مساء كان يأتيها خاطب وكان دائما والدها لا يرد على الخاطب حتى يسال ابنته..
أمقران: ابنتي العزيزة لقد طلب يدك "أيول" ابن امغار شيخ القبيلة..
شعرت تيسليت بالخجل، وخرجت من غرفة الطعام
إلتفت أمقران لزوجته: اذهبي اليها واعرفي رأيها في الموضوع
خرجت أزيل ووجدت ابنتها جالسة على جذع شجر، وضع هناك خارجا ليقطع ويحول لحطب للبناء.. كانت تنظر للسماء، توجهت اليها امها وجلست بجانبها، بهدوئها المعتاد سألتها..
ازيل: ابنتي ماهو رايك في طلب والدك؟
اخفضت تيسليت رأسها وقالت: لا أريد أمي.. لست مستعدة بعد
أزيل: أنت متأكدة؟؟.. أنه شاب طيب وابن شيخ القبيلة الأول
نظرت تيسليت اليها متفاجئة: أنا لا تهمني مرتبته في القبيلة او ابن من..
أزيل: حسنا إبنتي أنا افهمك.. سأخبر والدك بقرارك، وبأنك لست مستعدة بعد للزواج..
حضنتها وطلبت منها ان ترتاح فمادامت حية ووالدها حي لن يجبرها احد على فعل ما لا تريده..