مشى أزور بكل سرعة وخفة في الغابة فهو مالك هذه الغابة، غابة الظلال والظلام.. لم يكن صعب عليه هو الاخر تتبع صوت تيسليت ومعرفة مكانها، فنورها كان يضيئ الغابة.. كانت صورتها تتشكل مع إقترابه منها.. تفاجأ أزور بنقاوت روحها وجمالها، بقي بعيدا عنها يتأملها بين الشجر.. لم يستطع الاقتراب منها خوفا من تدنيسها، التفت وأمر الارواح والظلال: ساعدوها وأعيدوها من حيث أتت ولا تدعو الظلال السوداء تؤذيها
الظلال: كيف سنعيدها سيدي؟؟
أزور: إجعلوا الحيوانات تريها طريق الخروج..
قاموا الارواح بجمع الحيوانات وأمورهم بتنفيذ طلب سيدهم
أما تيسليت فكانت من خوفها تتخيل أشياء لم تسطع تصديقها، رأت رجلا غربا واقفا في الظلام بين الأشجار وبعدها اختفى..
همست تيسليت خوفا: أمي ساعديني...
أضيئ المكان فجأتا.. ورأت تيسليت أرانب تمشي، من دون وعي منها تبعتها ووجدت نفسها أمام شجرت اللوز العملاقة..
فكرت تيسليت: هل خيال الرجل الذي رأيته حقيقة؟
شعرت بالقشعريرة وجرت نحو القبيلة..
تيسليت: لن أعصي أوامر أمي مرة أخرى
أما أزور فقد فتن بضيائها ونقاوتها وجمالها، أصبح كل يوم ينتظرها في الغابة ويتبعها ويصنع لها ينابيع صغيرة ساخنة وباردة، وأمر الارواح والظلال بأن يحموها من كل شر أو ضرر، حتى أنه أغدق أرض والدها بكل أنواع المحاصيل..
إلى أن أتى يوم وتجمع خادماه الوفيان الظل والروح في قصره المظلم الخالي من الحياة فلا يسكنه أي أحد غير أزور وخادماه..كان قصره كبيرا موجود وسط الغابة الظلام يلفه من كل جهة وكان.. كان فارغ ليلا لكن يصبح مليء بالزوار نهارا، يأتون طلبا للمساعدة، فهو الساحر الكبير والاقوى في المنطقة كلها ..
الروح: سيدي إنك تهتم فقط بتلك الشابة ونسيت أعمالك ..
الظلال: إن بقيت هكذا سينقلب عليك أتباعك ..
أزور: لقد أصبحت أخجل من أعمالي منذ التقيت بها
الروح: نتفهمك، ونعلم كلانا أنك لا توافق عليها.. لكنها السبب في خوف الكل منك وهي سبب سلطتك وقوتك
شعر بالخزي أكثر فهو في أيام مضت كان واحدا من البشر، أما الان...
الظلال: لا تنسى انهم من نفوك وأسموك بالمسخ
أزور: حسنا حسنا، أنا سأقوم بأعمالي ليلا ..
أصبح زواره يأتونه ليلا لطلب المساعدة منه، فالبشر يتذكرون السحرة وقت الضيق.. ومعظم طلباتهم كانت دنيئة وتعكس الظلام في قلبهم.. منذ سنين لم يرى أزور قلبا نقيا، حتى ظن أنه لم يصبح موجودا، لهذا أعجب بتيسليت وأصبح يراقبها صباحا ويقوم بأعماله ليلا..
قرر إيزم أن يكون هو رئيس القبيلة وكان متأكد من أن والده لن يساعده فقرر اللجوء لساحر غابة الظلام فهو على حسب الأقوال الأقوى..
الظلال: أنه إبن أمقران ثان رؤساء قبيلة الجبل
أزور وهو في عرشه لايستطيع أحد التعرف عليه، فالظلال تغطيه وتحجب النظر اليه..
أزور: ماهو طلبك؟
إيزم: أريد أن أكون الأقوى في القبيلة..
أزور: إنك الأقوى!!
إيزم: والأول.. لا يرفض لي طلب ويهابني الجميع
همست الروح لأزور: إنه شقيق صاحبة القلب الأبيض، سيدي
تعجب أزور من كونه شقيق تيسليت النقية..
أزور: حسنا لك ما أردت
إيزم: وما الثمن؟؟
أزور: إذهب الان سيتحقق طلبك.. أما الثمن فسأطلبه فيما بعد
خرج إيزم وهو سعيد، الان سيكون هو اﻷول في القبيلة وبعدها في المنطقة ومن ثم في كل البلاد، كان طموحه كبيرا..
شعر إيزم بقوته تزادد وأصبح يظهرها بمناسبة ومن غير مناسبة،قلق والده عليه فتصرفاته زادت حدة وخاف ان يأتي يوم لن يستطيع فيه التحكم به، فقرر تزويجه ليلهيه قليلا..
طلب أمقران من إيزم هو في منتصف حوار بين كبار القبيلة وشبابها: إيزم.. ولدي لقد حان وقت تزويجك.. أنك الأن مع كل أفراد القبيلة اختر لنفسك زوجة أنا سأطلبها من والدها حالا
نهض إيزم وتوسط التجمع وقال لوالده: أنا رجل وسيم وأنا الأقوى وإبن الرجل الأغنى..لهذا يجب أن تكون زوجتي هي الأجمل
أمقران: حسنا ابني قل لي فقط من وسأطلب يدها
إيزم: ومن هي الأجمل من غير تيسليت
يتبع..