ساحر الينابيع والعروس

الفصل الخامس

قرر أزور إعادتها لقبيلتها والابتعاد عنها.. فهو مسخ..وساحر فكيف لامرأة مثلها ان تقبل به!..

مع بزوغ الفجر أمر الأرواح بإيقاضها..

الأرواح: سيدتي.. سيدي يطلب منك الاستعداد للعودة لديارك..

نهضت تيسليت بتكاسل، تريد البقاء لكن لن تستطيع ترك قبيلتها والخروج عن عاداتهم فلا يقبل بالزواج من غريب..

تيسليت: حسنا..

طلب أزور من الأرواح أن ترافقها لكنهم نصحوه بان يرافقها..عند شجرة اللوز العملاقة توقف..

أزور: تعرفين الطريق الان

وتركها.. كان متغير كثيرا بتعامله معها..  فكرت تيسليت "يبدوا انه غاضب مني" عادت بمفردها لقبيلتها..

شعرت والحنين لها.. ولاحظت انها مختلفة، كل شيء مختلف..أصبحت مليئة بالزهور والأرانب.. الفراشات والمياه ..تعجبت للنافورة في الساحة.. وكانت الصدمة كبيرة عندما انتبهت للتشابه بين التماثيل وبعض أفراد قبيلتها..

انتبه السكان لدخولها وسمعت الناس تتكلم ويتهامسون فيما بينهم "أتت الساحرة"..

قدم أيول عند سماع الخبر..أصبح هو الشيخ بعد والده وهذا باتفاق الكل

أيول بابتسامة واسعة: مرحبا بك في بيننا مجددا تيسليت

تيسليت: ماذا حدث هنا.. أين إيزم؟؟

تفاجأ أيول لعدم معرفتها بما حدث له

أيول: تحول كل من كان هنا لتماثيل.. وإيزم منهم

حزنت تيسليت بالخبر: كيف؟!.. لا أصدق!!!

أيول: انها لعنه.. سقطت عليهم لأنهم قبلو الرذيلة..

تكلم أحد السكان: يجب ان تعاقب هي أيضا..

وأعاد الكل ورائه: نعم يجب ان تعاقب.. وتقتل

تفاجأت تيسليت ولم تفهم شيء، كيف يمكن أن تظلم هكذا من أعز الناس اليها ومن قبيلتها..التي رفضت تركها والخروج عن قوانينها.. من دون سماعها

أسكت أيول الجمع: هل جننتم.. كيف تعاقب وهي بريئة، وأرغمت على الرذيلة..

تكلمت شابة من الجمع: الان فهمت لما رفضت كل العرسان الذين تقدموا لخطبتها.. إنها مدانة

ووافقها الكل.. لم تستطع تيسليت الدفاع  عن نفسها فقد كانت مصدومة ولم يتركوا لها المجال لتتكلم، لكن أيول كان عادلا ولم يقبل الرضوخ لهم..

أيول: لن أقبل أن يلمسها أحد، فهي بريئة..

عادت وتكلمت الشابه: هذا لأنك مغرم بها.. الكل هنا يعرف هذا

أيول: أسكتي!!.. ولن أقبل بكلمة أخرى..

سكت الكل، وبقيت تيسليت في القبيلة  لكن لم تعد الأمور مثلما كانت، الكل قاطعها.. لم يبقى سوى أيول المتفهم.. الأيام مرت كأنها أعوام، بيتها موحش ولا يذكرها إلا بالذكريات السيئة..حتى الينابيع التي كانت تذهب اليها جفت.. والنافورة توقفت والحيوانات هاجرت.. وأصبح أهل القبيلة يربطون الجفاف بعودة تيسليت ويسمونها بنذيرة الشؤم.. والأطفال سموها بالساحرة وقاتلة إيزم..