البداية

49 5 4
                                    

كانت هذه أول مرة يشعر فيها بالخوف ، من المجهول ، ليس شيئ غير طبيعيا لأنه أراد ذلك
لا أريد أن أذكر إسمه ، فستعرفه وحدك عندما تقرأ قصتنا .
كان بطلنا مخلوق مميزا ، بقوة خارقة ، مقارنة بنا نحن البشر .
لكنه لم يكن يشعر ، كان كالآلة يقوم فقط بما أخبر أنه عليه أن يفعل .
لكن حياته الأبدية كانت على وشك الإنقلاب ، لو كنت ملاكا! هل كنت لتتخلى عن القوة، الخلود، و الاشعور من أجل التغير ؟
الملائكة، مخلوقات لطالما كانت كانت محسودة من طرفنا نحن البشر ، ربما لأنها كانت معصومة عن الخطأ
لكن هل فكرت يوما ، هل تحسدنا الملائكة على ما نملك ؟ بمعنى أخر ، هل تحسدنا لأننا نشعر ؟
عزرائيل ملك الموت هل كان ليحسدنا على قِصر عمرنا ، و رغبتنا في الخطأ المستمرة ، في الألم ، و المعاناة ؟ هل كان ليفعل ذلك ؟
ربما لأنه شعر بالملل ، و ربما لا
كانت ليلة مظلمة ، و كان ملك الموت ، يقوم بعمله المعتاد ، يأخد أرواح من إنتهى وقتهم
حتى رأى إنسانا بدى مثيرا للاهتمام ، لكن نحن البشر فقط من نشعر بمثل هذه الأحاسيس ، كيف له أن يشعر بالإهتمام ، و الاسوء ! ناحية مخلوق فاني .
كان ذلك نوا ، شاب جالس على حافة جسر مهجور
ربما كان ثملا ، ربما كان فقط فارطا في السعادة ، أو ربما كان فقط جالسا يتأمل فقط ، و كان ذلك كفيلا ليجعله سعيدا ، اثار اهتمام عزرائيل ، فقرر أن يتنكر على هيئة إنسان ، و هو شيئ لم يفعله قط ، صحيح أنه كان يملك تلك القدرة ، لكنه لم يحتج لاستخدامها قبل الان خصوصا في عمله .
" هل يمكن أن أجلس هنا " قال عزرائيل بصوت خافت
كان منظره البشري الذي تنكر فيه كذلك الشاب المهوس في الألعاب ، الذي لا يخرج من بيته إلا إذ كان عليه شراء طعام أو دفع اشتراك النت .
رد عليه نوا " طبعا تفضل ، هل تريد بعض الماء ؟ تبدو شاحبا ! هل انت بخير ؟ "
تدارك عزرائيل نفسه هيئته البشرية ، ذات البشرة ناصعة البياض ، أكثر من اللزوم تثير الرهبة .
فرد عليه محاولا الشرح " اوه ابدو شاحبا ! أنا فقط أبيض اكتر من اللزوم هاها "
"أنا آسف جدا لم اكن اعلم " رد نوا بنبرة قوية ، يبدو و كأنه كان يحاول أن يوضح أنه لم يعني إهانة عزرائيل بأي طريقة .
سأل عزرائيل نو عن ما إذا كان يحاول أن ينتحر ، رغم أنه كان سيعلم لو كانت تلك نيته ، فهو ملك الموت بعد كل شيئ ، ربما اراد فقط أن يتكلم !
رد عليه نوا :" لو كانت لي القدرة لأفعل أي شيئ ، أو كان كان لي لتمني أي شيئ أريده ، لخلقت عالم ، لا صباح فيه ، كل ما أريده هو الليل ، القمر و النجوم ، فلو ضننت انني سأتخلى عن رؤية هاذا الجمال يوميا ، و انهي حياتي بيدي ، فانت مخطأ "
عندما أكمل نوا حديثه لم يسمع أي رد ، التفت إلى المكان الذي كان عزرائيل جالسا فيه ، و لم يجد أحدا
فقال " اه ! هلوسات ، مرة أخرى ..."

هل كنت لتعارض تعاليم الرب ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن